المتاجرة بالبشر وتشديد العقوبات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول الخبر الذي نشرته »البيان« في عدد الأمس، وتحت عنوان »زبون يخلص عربية من براثن العمل في الدعارة«: فوجئت إحدى العربيات لدى قدومها إلى الدولة للعمل في أحد صالونات التجميل النسائية، بأن الوظيفة التي جاءت من أجلها بواسطة امرأة من بلدها، هي »العمل في الدعارة«، وأن »الوعود المنمقة« التي اعتمدت عليها لاتخاذ قرار غربتها، ما هي إلا أساليب احتيال وخداع لتوريطها في براثن شبكة اتجار بالبشر، بقصد استغلالها جنسياً وإجبارها على ممارسة أعمال منافية للآداب مع الراغبين دون تمييز. كان من الممكن أن يؤول مصير هذه الفتاة إلى ما لا تحمد عقباه، لولا »شهامة« من دفع من أجل شراء لحمها فأنقذها وسهل خلاصها من هذا المستنقع، وتسليمها إلى أيد أمينة، والإيقاع بمن غرر بها.

قطعاً ليست هذه الفتاة الوحيدة التي وقعت في فخ الوعود الكاذبة، لتأتي من أجل البحث عن لقمة عيش شريفة فتفاجأ بما لم يخطر على بالها، ومعظمهن إن لم يكن جميعهن يقعن ضحايا أشخاص من جنسيتهن، يستغلون حاجتهن إلى العمل ويتاجرون بهن للباحثين عن الهوى. والحق أن هذا السوق يلقى رواجاً، وما يحدث في الخفاء كثير وكبير مع الأسف وما يكشف من هذه الجريمة لا يعدو سوى القليل، فما خفي منها أعظم وأشد. وكثيراً ما يشاهد المرء في الطائرة فتيات محجبات أو محتشمات، ثم يفاجأ بهن في المطار وقد أصبحن شبه عاريات، ويبدأن البحث عن زبائن منذ لحظة وصولهن، وأخريات تراهن بصحبة التاجرة تسلمهن إلى من يستقبلهن بالورود عند بوابة المطار.

صور ومشاهد تبعث رسائل سلبية غير مقبولة لبقية المسافرين والزوار، عن البلاد التي أصبح البعض يسيء لها بتصرفات وسلوكيات لا تليق، يأتيها كل من هبّ ودبّ ولأي غرض وتحت أي مبرر، ناهيك عما يحل بفتيات بريئات يستغل المتاجرون بالبشر حاجتهن للعمل والمادة، ويستسلمن في نهاية الأمر لضغوط تمارس عليهن، وديون لا قبل لهن بسدادها، فيفعلن ما يؤمرن به.

هذا الأمر ينبغي على السلطات المعنية بمنح تأشيرات العمل والزيارة والتأشيرات السياحية، أن تقف عنده وتضع آلية جديدة تحول دون وقوع البريئات في براثن الباحثات عن الكسب السهل السريع، واستغلال ظروفهن المعيشية وأوضاع أوطان أصبحت في مهب الريح. كما أن تشديد العقوبات على المحرضات على مثل هذه الجريمة وإبعادهن عن البلاد، أصبح ضرورة لا تحتمل الرحمة والشفقة.

Email