فتيات يتمنين الخدمة الوطنية ولكن ..

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كل عام مثل هذا الوقت بعد ظهور نتائج الثانوية العامة تتجدد معاناة أمهات حصل أبناؤهن على شهادة الثانوية العامة بمعدلات عالية تؤهلهم لدخول أرقى الجامعات وما يرغبون فيه من تخصصات إلا أن عدم اكتمال أوراقهم الرسمية تحول دون تحقيق طموحاتهم، زاد على ذلك هذا العام إقرار الخدمة الوطنية وعدم تمكنهم كذلك من اللحاق بها أسوة بإخوانهم وأخواتهم المواطنين بسبب عدم حصولهم على »خلاصة القيد« التي تعتبر شرطاً من الشروط الرئيسية للانضمام إلى هذه الخدمة الوطنية.

المواطنة مريم تقول حصلت ابنتي الكبيرة على شهادة الثانوية العامة، تصحى وتنام على شيء واحد، وهو التحاقها بالخدمة الوطنية التي هي حلم يراودها، لكن عدم حصولها على خلاصة القيد حال دون تحقيق ذلك، وعلى الرغم من أقرانها ممن حصلوا على الثانوية يبحثون عن فرص الالتحاق بجامعة أو كلية أو حتى فرصة عمل، ابنتي ترفض كل ذلك بانتظار أن تلتحق بالخدمة الوطنية وترتدي الزي العسكري لتكون في خدمة بلادها، وتتساءل هل يصح لها هذا الشرف أم سيبقى حلما مرهونا بحصولها على خلاصة القيد وربما تلاشى إن طال أمد الجنسية.

مثلها تشكو أم أخرى حصل ابنها هذا العام على معدل 94، حلمه منذ الصغر أن يصبح طيارا، وتقول : كنت أشجعه وأذكي عنده روح التميز والإبداع والإصرار على الوصول إلى هدفه، وأولى الخطوات هي التفوق في الثانوية العامة حتى تفتح أمامه الأبواب لدراسة ما يشاء وها هو فعل وسيكمل الثامنة عشر من عمره بعد أشهر قليلة سيصبح مستحقا للحصول على جنسية الدولة.

وضعه هذا حرمه من الحصول على منحة لدراسة الطيران فقررت أن أفعل ما في وسعي لتحقيق حلمه في أن يصبح طيارا على نفقتي الخاصة، لكن الهاجس الذي يسيطر على فلذة كبدي هو ماذا إن درس وأصبح طيارا وحالت الأوراق دون حصوله على شرف خدمة وطنه.

وتقول في هذا الصدد أن أكثر ما يؤثر في ابني وربما غيره هو أنهم كانوا طوال فترة طفولتهم وصباهم يعاملون مثل المواطنين كونهم حاصلين على جوازات سفر، وشبوا على الحقيقة المرة أنهم ليسوا إماراتيين وإن كانوا ينتمون إلى هذه الأرض، يحيون على حبها، أمهم من هذه الأرض وربتهم على عشق هذا التراب حتى صاروا جزءا منها وهي قطعة منهم.

حالتان لعشرات تتشابه ترجو حلاً لمشكلاتها وتتشوق انفراجاً لمعضلة طالت.

Email