أمن الدولة والوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حديثه القيم، لم يتردد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، ولم يتحفظ، بل قالها بصريح العبارة وبكل وضوح، في ما يتعلق بأمن الدولة واستقرارها «إن الدولة تضع أمن المواطنين والمقيمين فوق كل اعتبار، ولا تسمح لأي طرف أو جهة بالمساس بهذا الأمن تحت أي ذريعة أو مسمى أو شعار».

مفردات بسيطة تحمل معاني قوية، أوجزت وأجزلت وبعثت برسالة إلى كل من تسول لهم أنفسهم ويحاولون التفكير في المساس بما لا يحتمل القسمة على أي شيء، والاقتراب مما يقع في نطاق الأكثر أهمية، وهو أمن الوطن، ومن فيه من مواطنين ومقيمين، وما تحقق على أيديهم من إنجازات، وما أنجز بسواعدهم من مشاريع عملاقة، جعلت هذه الأرض وطناً للمواطنين، وبيتاً وملاذاً لشرفاء العالم الذين اختاروها دون سائر البلدان، لما فيها من أمن وأمان وحرية وعدالة ومساواة.

ما خرج من قلب «بو زايد» وصل بتلقائية شديدة إلى قلوب كل المواطنين والمقيمين، وبقدر ما كانت رسالة سموه حادة وصارمة وحازمة إلى من تسول له نفسه المساس بأمن البلاد، كانت هادئة وهي تطمئن المواطنين والأشقاء أبناء العروبة والأصدقاء من كل العالم، كم هو مهم أمنهم ويأتي فوق كل اعتبار، هم وما يملكون بخير وأمان، هو الأمن الذي كان وسيبقى دعامة التنمية والاستقرار، ونتاج هذا التطور المتسارع.

واليوم وقد أصبح الإرهاب خطراً عالمياً لا يعرف حداً ولا يفرق بين الأسود والأبيض، واتخذ من الدين ستاراً وشعاراً لتحقيق مآرب وغايات جماعات تستهدف أجنداتها تقويض الحكومات وضرب السلام والمساس بأمن الشعوب تحت مسميات وشعارات كاذبة، وحيث إن الإرهاب لا وطن له والمتربصون كثر والحاقدون لا حدود لأحقادهم والضغائن التي تملأ نفوسهم الدنيئة، ولم يعد في هذا حبيب ولا صديق، قريب ولا شقيق، حري بنا جميعاً أن يكون الشعب على قدر كبير من الوعي، ومدركاً لما هو حوله، وواثقاً بمؤسسات الدولة التي تؤمّن له هذا الأمن، وداعماً لها، فتصبح بوقفته أكثر قوة وقدرة على أن يكون أداؤها مميزاً، ويحقق الهدف المرجو.

الإمارات، بفضل ما حباها الله به من قيادة حكيمة عادلة، وما تنعم به من قوانين تحقق العدالة لكل من يحيا على أرضها، تمكنت من أن تكون ملاذاً لملايين البشر من كل الجنسيات، يعيشون بأمن ويتعايشون في سلام قلما يتحقق في غيرها من البلدان، يحيون معاً، ويرون في سلمها وأمنها أمنهم وأمانهم، وحق عليهم الحفاظ عليها.

Email