في لندن مرة أخرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

للمرة الثانية خلال شهر يستيقظ مجتمعنا على حادثتي اعتداء كبيرتين تعرضت لهما أسرتان إماراتيتان في لندن، فبعد اعتداء أثيم بالضرب بالمطرقة على رؤوس 3 مواطنات في فندق شهير في السادس من إبريل الجاري، فُجعنا مساء أمس الأول، باعتداء آخر بالمطرقة والساطور، تعرضت له أسرة إماراتية في شقتها هناك.

نقرأ من أسلوب الحادثين؛ وكأن هناك تعمداً بالتعرض للإماراتيين، إذ لم نسمع خلال الفترة الماضية باعتداء على خليجيين أو عرب، موجودين بالآلاف هناك يقيمون في فنادق وشقق فندقية وحتى في شقق عادية.

خلاف الاعتقاد الذي ربما ترسخ بمرور الوقت لدى الإماراتيين أنهم مستهدفون في لندن بهجمات المطارق والسكاكين، فإننا نتساءل عن الأمن والأمان الذي ينبغي أن يجدهما الإماراتي سواء كان سائحاً أو طالباً أو مريضاً يتلقى العلاج في لندن، على غرار ما توفره الإمارات لكل من تطأ قدماه أرضها وحتى يغادرها، أو لملايين الأشخاص الذين يقيمون فيها، بمن فيهم عشرات آلاف البريطانيين الذين لا تقبل بريطانيا بأن تُمس شعرة من أحدهم عندنا، إذن فأين المعاملة بالمثل؟.

قطعاً لن نطالب "سكوتلانديارد" بتعيين حارس على رأس كل إماراتي هناك، إلا أن يفقد الأمن في بلاد نعلم جميعاً كم الإجراءات الأمنية فيها، ويصبح عرضة لهجمات قاتلة من المجرمين، ما يثيرنا ويجعلنا نتساءل عن حقيقة هذه الاعتداءات وأسبابها ودوافعها، وخفايا جعلت الإماراتيين لقمة سائغة للمجرمين واللصوص وربما "الإرهابيين".

نعلم أن تتبع السائح الأجنبي من قبل جماعات إجرامية وعصابات لصوص هو أمر طبيعي، وقد كانت لندن فيما مضى من المدن التي يتربص فيها اللصوص بسائحي دول الخليج وأثريائها، إلا إنه لم يكن يتجاوز حد السرقة، دون أي اعتداء على النفس، أما ما وجدناه في الحادثتين؛ فهو اعتداء على النفس مصحوباً بسرقة بعض الأشياء، ثم اختفت تلك الاعتداءات، واليوم عادت من جديد وبشكل وحشي

. حالة تستدعي من المواطنين اتخاذ موقف حازم تجاهها، وأن تطلب إدارة الظهور للندن طالما لا تستطيع السلطات هناك، توفير الأمان والسلامة كأبسط حقوق يتمتع بها السائح أينما ذهب. ونتفق هنا مع من غرد بـ "نعم لحرّ الإمارات لا لمطارق لندن"، مع العلم أن سياحة الإماراتيين إلى أوروبا لم تعد كما كانت في السابق في فترة السبعينات، حين تأتي أشهر الصيف فيحزم الأغنياء أمتعتهم إلى خمسة عواصم هي: لندن ولبنان والقاهرة وشيراز وبومباي، بل أصبح سفر عموم المواطنين إلى كل دول العالم على مدار العام ولا يرتبط بموسم بعينه.

نخشى ما نخشاه، بألا تتوقف هذه الهجمات العدوانية عند حدود لندن بل ربما تتعداها إلى عواصم أخرى طالما بقي الفاعل مجهولاً ودوافعه أيضاً غير معلنة. إن كان الأمر يتعلق بسرقة إماراتيين فحسب، فليس أمامهم سوى إخفاء ما يدل على هويتهم، والتخلي عن بعض عادات دأبوا عليها، والتحدث مع بعضهم بلغة غير العربية، ثم الامتناع عن ارتداء "الماركات"، والخروج بملابس قديمة لا توحي بالثراء، والابتعاد عن كل أشكال "الفشخرة". وعليهم أيضاً نسيان شكل النقود تماماً أثناء السفر، حتى يعودوا إلى الديار بالسلامة، مع التأكيد أنه لا مكان في العالم يعادل الامارات في أمنها وأمانها وما تقدمه للسائح وغيره.

Email