إعلانات تجارية مضللة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كتبت في هذه الزاوية عن المسؤولية المجتمعية التي يجب أن تكون نصب عيني القائمين على أي مؤسسة إعلامية وأن تكون هناك رقابة ليس على ما يسيء إلى المجتمع وما يضر أهله من خلال البرامج التي تقدمها بل حتى على الاعلانات التجارية لما لها من تأثير سريع وفوري خاصة على الصغار مع تكرار بث وإذاعة هذه الإعلانات.

تحدثت قبل أيام عن برامج تذاع برعاية وجبات سريعة، برامج مدتها تزيد على الساعتين لا حديث للمذيع وسط كم الاغنيات السريعة سوى أن يمدح هذه الوجبة والقيمة الغذائية لها لتسييل لعاب الصغار والكبار والتوجه إلى أقرب مكان يوجد فيه زاوية لهذه المطاعم.

صباح أمس صعقت لسماع إعلان تجاري ومع الأسف في نفس الإذاعة يظهر صوت فتاة بلهجة من اللهجات إياها تتحدث عن حالة الكسل والخمول التي تشعر بها وهي في فترة الاستذكار والامتحانات فيخرج لها المارد من قمقمه ليقدم لها الحل السحري المتمثل في مشروب الطاقة الذي يعيد إليها الحيوية ويمنحها القوة والنشاط ونحمد الله أنه لم يبالغ ويدعي منحها النجاح والتفوق.

لكن السؤال ولدينا العديد من المحطات الاذاعية الخاصة التي يبدو أنه ليس لها هم سوى الأرقام التي تدخل حسابها من الاعلانات التجارية، هل سيبقى الحال على ما هو عليه وهل ستبقى السلطات المعنية التي لديها صلاحية منع ووقف هذا العبث في صمتها المطول غير المبرر إزاء ما لا يعير المجتمع أي أهمية ويعلن عن كل ما يدر عليه الدراهم بغض النظر عما يخلفه من آثار سلبية ومشكلات صحية وبيئية وغيرها.

هؤلاء وهم يقبلون بإذاعة كل ما يأتيهم من غث لا نستبعد أن تمر عليهم ما ينال بالسوء ما هو أكثر من صحة الانسان وما هو أكبر من ضرب المثل والقيم مقابل المادة التي «تلعق» كل شيء، فهل ننتظر حتى يقع الفأس في الرأس.

الوجبات السريعة ومشروبات الطاقة أثبتت كل الدراسات القادمة من الدول المنتجة لها كم هي ضارة بالصحة وعددت المشاكل التي يتعرض لها من يتناولها وأشارت في هذا الكثير وتعمل بعض الجهات في الدولة على منعها تاركة في النهاية أمر تناولها على الأسر، لكن ماذا عسى كل تلك الجهود أن تفعل حيال إعلانات تجارية لا تتوقف تظهر فوائد هذه المواد وإيجابياتها، فأي طالب اليوم يستعد للاختبارات العامة يستطيع أن يتجاهل إعلان تجاري يظهر له مشروب الطاقة الفعل السحري الذي يحقق له النجاح وبلوغ ما ينشد.

نقول وهناك من باعوا كل شيء ولم تعد آذانهم تسمع، أنه لا بد للمجلس الوطني للإعلام أن يوقف هذا الشيء ويضع معايير للإعلانات التجارية أو على الأقل يحدد المحظور منها.

Email