مصلحة خاصة!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

فوجئت كما فوجئ الكثيرون بإعلان لجنة دوري المحترفين، في بيان رسمي لها، اتخاذ قرار بإعفاء المدير التنفيذي للجنة سهيل العريفي، من مهامه، مشيرة إلى أنه سيتم الكشف عن هوية المدير التنفيذي الجديد خلال الأيام القليلة المقبلة، ولم تفصح اللجنة في بيانها عن أسباب الإعفاء، وأتمنى أن يكون المدير الجديد مواطناً من أهل الكفاءة، وليس من الأصدقاء!

وقد نشرت الصحف قرار الإعفاء؛ وهي تعد سابقة الأولى من نوعها، وجرت العادة أن الاستغناءات تتم كما تعودنا قبل اتخاذ أي قرار في مثل هذا النوع من الأمور، على قبول الاستقالة أو الاعتذار؛ فمنذ فترة ليست بقصيرة لم نقرأ أو نسمع هكذا قرار.

والذي نعتبره قوياً وجريئاً في الشأن الرياضي الكروي، وكان قد حدث من قبل في قرار إعفاء المدير التنفيذي للنادي الأهلي، الذي تحول بعد ذلك عند النشر إلى قبول الاعتذار والشكر على ما قدمه »حماد«، بينما هذه المرة، ووفقاً لما نشر في الصحف، فإن القرار جاء بالإعفاء، وهو له دلالاته. والسؤال هنا: لماذا الإعفاء؟!

ما الذي حدث، خاصة أن الرجل شاب مواطن، كنا دائماً نؤكد وندعو بضرورة التوطين في مثل هذه الأماكن المهمة، والاعتماد على أبنائنا بدلاً من »الخواجات«، وطالما اتخذ القرار، بالتأكيد أنه كان هناك إجماع عليه، فأعضاء اللجنة يدركون الأمور جيداً، ونحن نرى أن أهل مكة أدرى بشعابها، وهم أصحاب القرار، وفقاً للوائح الرابطة، ولهم ما يرونه من أحقية وصلاحية!

عند اتخاذ أي قرار هام، لا بد لأي مجموعة أن يغلف عملها التفاهم والتوافق الدائم فيما بينهم، وقد يتحول الأمر أحياناً إلى اختلاف في وجهات النظر، وهذا أمر صحي وطبيعي، ولكن أن يصل الأمر إلى تدخلات وتجاوزات، فإن رئيس أي المجموعة لا يقبل ولا نقبل نحن كذلك، بتخطي العمل والنظام، ويبدو أن الساحة الكروية، تمر ببعض المطبات، من بينها تصفية الحسابات.

وقد انعكس ذلك، عقب الانتهاء من انتخابات اتحاد الكرة الأخيرة، قبل سبعة أشهر، وبالتالي بدأت تداعيات ملامحها تظهر الآن، فقد »طار« قبل مدة أحد كبار الرياضيين من منصبه، وجاء بديل له، قبل ثلاثة أسابيع، وتلك فاتورة الانتخابات الأخيرة، واليوم نرى أن هناك بعض الإشكالات تظهر بين فترة وأخرى، في كل مؤسساتنا الرياضية؛ فـ»الشللية« تلعب دوراً مؤثراً إذا لم نتداركها!

إذاً نحن أمام قضية خطيرة جداً، وهي تتعلق بمن يتدخل في شؤون الاتحادات الرياضية، هناك من يريد أن يطبق سياسة الاحتواء على البعض، وهناك من يريد أن يتدخل ويفرض نفسه لحاجة ما في نفس يعقوب، وهذا أمر لا نقبله ولا يجوز؛ فالإشاعات ظاهرة اجتماعية اعتيادية، تنتشر بسرعة في ساحة الرياضيين، خصوصاً الصغيرة، وليس هناك مؤشر علمي دقيق على مستوى انتشارها ومصادرها، ومدى تأثيرها في الرأي العام، لكن وضعنا في الساحة مختلف.

حيث برهنت الظروف أن »ليس هناك دخان بلا نار«!، ولا نعلم من أين تأتي الإشاعة؟! وما هي مصادرها؟ وهو ما يحصل فعلياً في الساحة الكروية، لكن إذا ما ثبت فعلاً أن هناك ثغرات شئنا أم أبينا، فهذا يعني أن هناك أيادي خفية تلعب دوراً في مسار بعض الاتحادات، ولا بد بأي حال من الأحوال أن تكشف، حتى لا نعيش بين وهم الإشاعة المفتعلة والحقيقة المرة؛ فالرياضة لها معانٍ سامية، ولا نريد أن يحولها بعض ضعفاء النفوس، إلى دائرة للمصلحة الخاصة! والله من وراء القصد.

Email