على العهد

رئيس التحرير المسؤول

على العهد

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

التفجير الإرهابي الذي تعرضت له قافلة الهلال الأحمر الإماراتي في مقديشو في الصومال، يعبّر عن خسّة ووضاعة أولئك الذين يستهدفون قوافل إنسانية وخيرية، ويعمدون إلى ممارسة عقيدتهم بالقتل ضد جسور الإغاثة، وهي التي تقام أساساً من أجل شعوبهم المبتلاة إما بالحروب أو الصراعات أو المجاعات.

هذه ليست الحادثة الأولى، وقدر الإمارات أن تتعرض أحياناً إلى جرائم إرهابية من هذا القبيل، ونذكر ما جرى في أفغانستان لوفد إغاثي ذهب إلى تلك البلاد للتخفيف عن الشعب الأفغاني في ظروفه الصعبة، فأدت جريمة مشابهة إلى استشهاد وجرح عدد من أبناء الإمارات، ودم الشرفاء منا مبذول بكل فخر.

إن قيادتنا، التي ترفع شعارات إنسانية وتحوّلها إلى واقع، وتصرّ أيضاً على مواصلة جهودها الإغاثية والإنسانية، تعبّر عن روح الإباء لدى المؤسسين، وعقيدة الشعب الإماراتي القائمة على نصرة المظلومين والفقراء والأيتام، الذين يتضررون بسبب الكوارث الطبيعية أو الصراعات أو الحروب التي تعصف ببلد هنا أو هناك.

لقد أعلنت قيادتنا مراراً أن الإمارات لن تتراجع عن جهودها الإنسانية أمام هذه الجماعات الظلامية التي تروّع الأبرياء وتختطف الإسلام، وكل مهمتها الفعلية تنحصر في تشويه سمعته أمام العالم، وإيذاء شعوب المنطقة والعالم.

علينا أن نلاحظ أن كل الجماعات التكفيرية يتساوى وجودها مع غياب الحياة وخراب التنمية وتبديد الأمن والاستقرار، وحيثما ظهرت هذه الجماعات ظهر معها كل خراب.

هذه الجريمة الجديدة في الصومال تأتي بعد أيام من إطلاق الإمارات، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حملة «لأجلك يا صومال» الإغاثية الكبرى لأجل الشعب الصومالي الذي يعاني المجاعة والاقتتال، وهي حملة تؤكد أن الإمارات، التي تتصدر العالم في العمل الإنساني والخيري، ستبقى على البوصلة ذاتها، ولن تحيد عنها مهما حاول المجرمون.

إن جريمة التفجير في الصومال تُثبت أساساً أن هذه الجماعات تريد إدامة الأوضاع المأساوية في الدول التي تعيث فيها فساداً، وما التفجير الإرهابي إلا دليل على أن هذه الجماعات تخشى كل مبادرة خيّرة، لكن على هذه الجماعات أن تعرف أن دولاً مثل الإمارات لا تخشى هذه الجماعات ولا أفعالها ولا جرائمها، ولن تتراجع عن خطّها الإنساني مهما حاول هؤلاء.

فستبقى الإمارات على عهدها نصرةً للشعوب المبتلاة.

Email