كلمة البيان

قمة التأثير في دولة التأثير

رئيس التحرير المسؤول

قمة التأثير في دولة التأثير

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

قدمت دولة الإمارات دليلاً جديداً على قدراتها بتحويل الشعار إلى برنامج تنفيذي، حين أطلقت أمس مشروعها «المريخ 2117» الساعي لتحقيق الحلم البشري باستيطان الكوكب الأحمر، في ختام أعمال القمة العالمية للحكومات، التي شارك فيها ممثلون عن 138 حكومة في العالم، لتصبح القمة منصة عالمية للابتكار والإبداع، في سياقات التأكيد على أن الإمارات دولة المستقبل.

القمة باتت تترك أثراً على أداء حكومات كثيرة، من زاوية تتبع أنموذج الإمارات، والتأثر به، وهذا أمر يلمسه كثيرون، من حيث تحول القمة إلى وسيلة تحريك للحكومات، ولبرامجها ومبادراتها تجاه مستقبلها.

ردود فعل واسعة سمعناها من قيادات عالمية وخبراء حول الإمارات في هذه القمة، وما حققته من إنجازات، وهي ردود امتدت إلى الإعلام العالمي، خصوصاً حين تكون الإمارات الدليل الأكبر على ما تدعو إليه قيادتنا من أجل اتباعه وسط هذا العالم، ومبادرة المريخ 2117، مثلاً، تعتمد على كوادر وطنية، وعلى تأهيل كوادر أخرى، علمياً، بما ينعكس على الأجيال الإماراتية، ويجعلها على مستوى عالٍ من التعليم والجاهزية، وكل هذا يدعم مستقبل هذه البلاد، ويصنع أجيالاً وقيادات على سوية عالية، فطموحات الإمارات بلا حدود.

ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن لا مكان للعمل الروتيني في دبي، يصب في ذات الإطار، أي الإبداع والابتكار والتطلع إلى المستقبل والاستعداد له.

كما أن الطلب من الدوائر المحلية أن تقدم كل عام ثلاث أفكار مبتكرة على الأقل قابلة للتطبيق لخدمة وسعادة شعب الإمارات في خطة تستمر 10 سنوات، يأتي ضمن مبادرة جديدة أيضاً، تم إطلاقها البارحة، وتمت تسميتها 10X لتعزيز مكانة دبي ضمن قائمة المدن الأكثر ابتكاراً عالمياً، والكل يعرف أن العام الحكومي في الإمارات حافل بالمبادرات والخطط المرحلية والمستقبلية.

هكذا لا تكون القمة العالمية للحكومات مجرد قمة للعصف الذهني؛ إذ فيها تم الإعلان عن مبادرات مهمة، غايتها سعادة شعب الإمارات؛ فالمستقبل وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لا ينتظر أحداً، ولا يمكن أن تحافظ دولة على تطورها دون أن تستدعي هذا المستقبل إليها وتتكيف معه مسبقاً، وتكون جاهزة له، من أجل سعادة مواطنيها.

الوصفة التي قدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في جلسة «استئناف الحضارة» للعالم العربي اتكأت على أمرين: أولهما التجربة الحية للإمارات، التي استمد منها صاحب السمو خلاصاته، وثانيهما يأتي من باب حض العرب على استئناف الحضارة، ومصالحة المستقبل، وهذا الشعور العروبي المتأصل في سموه يستند إلى إيمانه بحضارة العرب، حين كنا نباهي الأمم، وهذا بالطبع أمر لا يكفي اليوم.

وليس أدلَّ على ذلك من دعوة سموه العربَ إلى الانفتاح على العالم، والتنبه إلى أداء الحكومات وطريقة الإدارة، وتجفيف منابع الفساد صوناً للمال العام، ووقف كل أشكال التخريب، خصوصاً موجات الإعلام التي تهدم البنى الإنسانية في عالمنا العربي، وُتضّيع كل فرص التنمية والحياة، من أجل صراعات لا قيمة لها ولا أهمية.

لقد أحس كل من عايش القمة بشعور غامر بالرضا أمام ردود فعل القيادات التي حضرت القمة، وأمام القيمة العظيمة التي تمثلها القمة من حيث تحولها إلى قمة التأثير في حكومات العالم، من أجل مصلحة الشعوب وحياتها.

Email