.. إلا الرياضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع كل تجمع يقام على أرض دولتنا الحبيبة، تنتابني الكثير من التساؤلات، وأبرزها لماذا لا نكون كذلك في الرياضة؟ لماذا تقدمنا في كل شيء إلا هذا القطاع الذي يهتم بشريحة كبيرة من أبناء الدولة والمقيمين عليها؟ لماذا يتدافع العالم للاستفادة مما وصلنا إليه من رقي وتقدم، ويسعى الشرق والغرب لاكتساب الخبرة من تجاربنا، فيما باتت رياضتنا، مع الأسف، بيئة طاردة لإداريينا ورياضيينا، فضلاً عن أن تكون جاذبة للغير.

نحن بحاجة إلى قمة، بل إلى قمم، على مستوى القمة التي تستضيفها دانة الدنيا، نحن بحاجة إلى وقفات، وليس مجرد وقفة، لتصحيح مسار الرياضة عندنا، فما نمر به من تراجع في مختلف المجالات الرياضية، ومعظم الألعاب، فتح المجال واسعاً لتغيير الصورة، وهذه الصورة لن تتغير بمقال هنا أو برنامج هناك أو تحقيق صحافي تعده وتنشره ملاحقنا الرياضية، الأمر بات بحاجة لتدخل من أعلى المستويات لوقف الهدر الذي نراه منذ سنوات في النتائج والمستويات، ولم نجد له الحلول الناجعة حتى الآن.

حان الوقت الآن، وبعد التغييرات الجذرية التي حصلت على مستوى القطاع الحكومي، ممثلاً في هيئة الرياضة وقيادتها الجديدة برئاسة معالي اللواء محمد خلفان الرميثي، والقطاع الأهلي ممثلاً باللجنة الأولمبية الوطنية وقيادتها المتجددة برئاسة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، أن تتضافر كل الجهود لخلق حالة جديدة من التحدي والتطلع لمستقبل أفضل، فعندما نتحدث عن دولة الإمارات العربية المتحدة، فنحن نتحدث الآن عن المستقبل، وعن الفضاء والأقمار الاصطناعية وعن المريخ وعن الذكاء الاصطناعي، نتحدث عن التقنيات العليا وعن التفوق على مختلف الصعد التي ظهرت بصماتها وصداها العالمي، بينما أصبحنا «محلك سر» في المجال الرياضي.

بات من المهم أن تواكب رياضتنا التقدم السريع الحاصل في المجالات الأخرى، فلا يمكن أن تسير هذه المجالات بسرعة الصاروخ، ونستمر نحن في الانتقال بطريقة بدائية، بات لزاماً أن نواكب التطور بتطور مثله، أو أقل بدرجة أو درجتين وليس كما هو حاصل الآن، ولسد فجوة الفوارق هذه على المسؤولين الرياضيين أن يضعوا خريطة طريق للخروج مما نحن فيه، فلا احتراف حقيقياً ولا تنافس صحيحاً إلا بتخطيط سليم يفكر ويتطلع للغد.

صافرة أخيرة..

آمال كبيرة معلقة على الهيئة ورئيسها، لكن كما يقال اليد الواحدة لا تصفق، علينا جميعاً أن نجتهد ونغلب المصلحة العامة على الخاصة، وهنا ستكون البداية الحقيقية.

Email