الفيديو وين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

■ قلتها أكثر من مرة وأكررها الآن، كل اتحاد كرة قدم في العالم نجاحاته وفشله مقرونان بثلاث مسائل رئيسية: هي نتائج المنتخبات والمستوى التحكيمي وانتظام مسابقاتها وقوتها.

اتحادنا الموقر وبعد مرور أكثر من سنة على توليه مقاليد إدارة المنظومة الكروية لم يحقق أي نجاح في هذه المسائل الثلاث، فمنتخباتنا الوطنية من سيئ إلى أسوأ، وخير دليل على ذلك خروج المنتخب الأول من تصفيات مونديال روسيا 2018 بخفي حنين، ليكون أكبر انتكاساتنا الكروية.

■ دورينا ومسابقاتنا بشكل عام ليس لها أي ملامح، فبالأمس دوري المحترفين من 14 فريقاً واليوم 12 وغداً يعود إلى 14، دوري الدرجة الأولى لا نعلم من يكمل السباق ومن ينسحب، أما التحكيم فحدِّث ولا حرج، الانتقادات تجاه هذا الجهاز المهم لا تتوقف، لا تخلو مباراة أو جولة من صرخات انتقادية تعم الفضاء، لم يسلم فريق من الهفوات التحكيمية الفادحة التي تكلف هذه الفرق الجهد والمال.

الجولة الثالثة من دوري المحترفين فتحت الباب على مصراعيه لتوجيه كم كبير من الانتقادات إلى قضاة الملاعب، ومما زاد من حدة هذه الانتقادات، أنها جاءت بصافرات من خيرة حكام النخبة الذين من المفترض أن يكونوا قدوة للحكام الجدد، فإذا كانت النخبة بهذا المستوى فما بالنا بالآخرين الصاعدين، هذه الأخطاء أعادتنا مرة أخرى إلى وعود اتحاد الكرة التي سبقت انطلاقة الموسم، والتي أشار فيها جازماً بأن تجربة الفيديو سترى النور في دورينا، ومع هذا دخلنا إلى الجولة الرابعة تقريباً ونحن لا نرى أن هذه التقنية ستدخل ملاعبنا قريباً، رغم أن الوضع لا يحتمل التأخير، ومعاناة الأندية من الأخطاء التحكيمية في ازدياد، وخسائر الأندية تزداد، والانتقادات تكثر، واتحادنا مازال على حاله، من وعد إلى آخر، ومن مبرر إلى تبرير جديد.

■ وعد اللجوء إلى تقنية الفيديو هو واحد من الوعود التي ملأ بها اتحاد الكرة آذان المهتمين بالشأن الكروي المحلي، لكن يبدو أنه لن يكون أفضل من غيره وسيذهب مع الريح، مثلما ذهب غيره من وعود أدراج الرياح.

■ لا أعلم ما هي الخطة الاستراتيجية لاتحاد الكرة فيما يتعلق بالتحكيم، فكل ما نراه ونسمعه مجرد تنظير، تغيرت قيادة لجنة الحكام، وتم الاستعانة بخبرات المونديالي علي أبوجسيم، وبقيت الأخطاء بل وتعدت حدها المعقول، التوتر يزداد في المستطيل الأخضر ولا نرى ولا نسمع إلا وعوداً ومبررات متكررة، وحتى عندما تفاءلنا خيراً بتقنية الفيديو نجد أن هناك من يسعى جاهداً لوأد التجربة قبل أن تبدأ، وكأن هذا الاتحاد يسير إلى المجهول بمحض إرادته، يريد أن يكون في الخانة الضعيفة وسط الكثير من حالات التوتر والنقد وغياب الرؤية.

صافرة أخيرة..

■ عندما تحدث الأخطاء من كبار حكام الساحة الكروية، فالموضوع أكبر من ناقوس خطر.

Email