الكلمة الفصل

فتشت عن كلمات وأساليب جديدة، لتحفيز لاعبينا قبل مباراتهم المصيرية أمام مستضيفهم الأسترالي المقررة اليوم، فلم أجد، فكل الكلمات التحفيزية التي تُخرج ما يمكن إخراجه من مخزون كروي لديهم، قلناها قبل كل مواجهة مهمة سابقة، وكل الأساليب اتبعناها.

عزفنا على وتر الوطنية، والعلم والنشيد، فلم يُجد نفعاً، طرقنا باب الغيرة الإيجابية والتشبيه بالمنتخبات الأخرى، فلم نجد آذاناً صاغية، حاولنا رفع وتيرة استجلاب الماضي، والتذكير بملحمة الصعود إلى مونديال إيطاليا 1990، وذلك الجيل الذي قاد كرة الإمارات إلى العالمية، وعجزت بعده منتخبات على مدى أكثر من ربع قرن عن تكرار الإنجاز، فلم نرَ أي ردة فعل على كل ذلك.

بعد كل هذا لم يتبق إلا استحضار الأهداف الشخصية لدى كل الأطراف الذين لهم علاقة بالأبيض، وأبدأ باللاعبين، فعليهم أن يدخلوا مباراة اليوم وهو يدركون أنها الفرصة الأخيرة لكي يسجلوا أسماءهم في سجل العالمية، فكل ما تحقق من انتصارات وألقاب في كفة والتأهل إلى المونديال في كفة أخرى، عليهم أن يتخيلوا أنفسهم مع كبار نجوم الكرة الأرضية هناك في روسيا، عليهم أن يتخيلوا قسوة أن يكون هناك من يُحضّر ويخوض المعسكرات للمشاركة في المونديال الروسي، فيما هم يعانون في معسكرات تحضيرية لبداية الموسم المحلي، شتان بين هنا وهناك وهذا وذاك.

على اللاعبين أن يتخيلوا واقع الاهتمام الإعلامي في المونديال، والذي لم يسبق لهم أن عاشوه من قبل، عليهم أن يعيشوا هذه اللحظات، ولو في الحلم، فيدركوا قمة العظمة، ويجدوا أن ما دونها ما هو إلا الفارق بين المدرسة والجامعة.

أما المهندس مهدي علي مدرب منتخبنا الذي وقفنا معه كثيراً في أحلك الظروف وفي عز الصعاب، فيجب أن يعي أن كل ما سطره سابقاً من نتائج باهرة، ما هو إلا قطرة في بحر الإنجاز الأكبر وهو الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018، عليه أن يدرك أن تصحيح مسار المنتخب بدءاً من مباراة الكنغارو اليوم، سيمحو الكثير من علامات التعجب التي تناولها الإعلام والجماهير في المباريات السابقة، فالعتب نظير حالة وقعت، وسيزول إذا تغيرت هذه الحالة إلى الأفضل، عليه اليوم أن يؤكد أنه ذلك المدرب القائد القادر على وضع كتيبة النجوم في مكانها الصحيح.

صافرة أخيرة..

القائمون على اتحادنا الموقر.. اليوم محك حقيقي للكرة الإماراتية، قبله لم تكن لكم بصمات حقيقية، أما بعد هذا اليوم فيجب أن تكون لكم الكلمة الفصل.