دبي.. زمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدرك تماماً أن الإنسان يربطه بالماضي حنين لا يوصف، وتكون الذكريات، بحلوها ومرّها، عالقة في الأذهان، مهما ابتعد هذا الإنسان عن محيطه، وعاش في وضعية أخرى مختلفة عما كان عليها، وأعلم أيضاً أن هناك صوراً يريدها أن تزول من الذاكرة، وصوراً أخرى يتمنى ألا تبرح مخيلته، وأن يستعيدها حاضرة وواقعاً أمامه، لذلك دائماً ما تكون للمشاهد القديمة أياً كانت وقعها المؤثر في النفس، خاصة لدى أولئك الذين عاشوا أو عاصروا تلك اللحظات.

الزميل أحمد المنصوري مدير عام قنوات مؤسسة دبي للإعلام، عرف عنه، منذ أن كان مخرجاً، اهتمامه بل وولعه بالماضي، ودائماً ما كان يتميز بكل ما هو تراثي، ودائماً ما كنا نرى إبداعاته، لا سيما في الوصلات الغنائية التي تعيدنا إلى الماضي الجميل، ومن هذا المنطلق سعى إلى أن يكون للماضي حضوره في التغيير الذي طرأ على قنوات مؤسسة دبي للإعلام.

حيث تم تخصيص قناة تحمل اسم «دبي زمان»، تعرض كل ما هو قديم متجدد، وبالفعل حظيت هذه القناة بالاهتمام الأكبر من قبل المشاهدين، بحسب ردود الأفعال الكثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالنسبة لي خصصت وقتاً، ازداد مع الأيام، لمتابعة هذه القناة التي استطاعت أن تعيدنا إلى ذلك الماضي الجميل، بكل صوره، أعادتنا إلى المشاهد الراسخة في ذاكرتنا، نحن مواليد الستينيات، مشاهد دبي القديمة، البسيطة، تابعنا، بعين الوله والشوق، الشندغة التي لانزال نستنشق هواءها، شاهدنا برج راشد في بداية تشييده، وشارع الشيخ زايد عندما كان مجرد لسان من القار يشق الصحراء، أعادتنا اللقطات إلى خور دبي العريق، إلى قلعة الفهيدي، أعادتنا إلى المسلسلات الخالدة، البعيدة عن التكلف وعن التصنع، عرضت هذه القناة مسلسلات قديمة لم يشاهدها جيل بأكمله، فيها الكثير من القيم التي كدنا نفقدها جراء الهجمة الشرسة من الدراما الحديثة التي شوهت كل جميل في مجتمعاتنا الخليجية، حتى الأغاني اكتشفنا من خلال القناة أن لها طعماً آخر من حيث الكلمة واللحن.

الرياضة كذلك لها حضورها في «دبي زمان»، حيث مباريات الزمن الجميل، مباريات النجوم الذين كانوا يلعبون كرة القدم من اجل المتعة، وحباً بألوان وشعارات أنديتهم وفرقهم، رأينا ملاعبنا، على بساطتها، تمتلئ بالجماهير والمناصرين الحقيقيين، الذين يحتشدون في المدرجات بلا دعوات وبلا وجبات مجانية وبلا سحوبات، ويشجعون بعيداً عما نشاهده اليوم من خروج عن النص، وتمثيل وصل حتى إلى حد البكاء.

زاوية اليوم بعيدة نوعاً ما عن الرياضة، ولكن الحنين إلى الماضي الجميل، والفروقات فيما كنا فيه وما وصلنا إليه، يجعلنا نضع المقارنات، التي تصب في غالبها في صالح ذلك الزمن الجميل.

Email