حج ياحاج

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يكتب لك الله زيارة بيته المحرم، وأداء مناسك الحج، وما يرافقها من لحظات روحانية، ومشاعر من الصعب أن توصف في كلمات، تريد أن تستثمر الوقت في التركيز على الأمور التي تبعدك، قدر الإمكان، عن مشاغل العمل ودورة الحياة اليومية، التي كنت منهمكاً فيها قبل وصولك الأراضي المقدسة، ولكن طالما أنك مرتبط بشأن عام، وخاصة بشأن رياضي، فهيهات أن تكتب لك هذه الخصوصية، فما إن يتم التعرف عليك حتى تأتيك الأسئلة تباعاً عن الأمور الرياضية والهمّ الكروي تحديداً.

وقد مكنني الله عز وجل، لقضاء فريضة الحج هذا العام، ضمن بعثة كانت النسبة الأكبر فيها من فئة الشباب، المهتم بالشأن الرياضي إلى درجة كبيرة، لذا كان من الصعب أن أتلافى الأسئلة الكثيرة التي تبحث عن إجابة هنا أو تأكيد هناك، وفي بعض الأوقات تصل إلى حد المناظرة أو حتى النقاش البيزنطي، فالبعض يسأل عن حظوظ المنتخب في بطولة خليجي 22 المقررة الشهر المقبل في العاصمة السعودية الرياض، وكأس آسيا في أستراليا 2015، وهل سيستمر نجاح المدرب الوطني مهدي علي مع الأبيض؟ أم أنه أدى ما عليه وحان الوقت للتغيير؟ وفيما يتعلق بدوري الخليج العربي فالبعض يسألك عن توقعاتك لهوية بطل هذه النسخة، وهل سيستطيع الأهلي الحفاظ على اللقب أم سيكون للعين والجزيرة والوحدة رأي آخر؟ وهل سيكون بمقدور الفجيرة واتحاد كلباء التغلب على مقولة الصاعد هابط؟ أم أنهما سيكتفيان بلعب دور الكومبارس؟ إلى متى سيستمر الهدر في الأموال على اللاعبين والمدربين الذين يستنزفون خزائن الأندية، وأغلبهم كما يقول المثل «جنازه عوده والميت فار»؟ هل يستحق لاعبونا المواطنون الرواتب الخيالية مقابل ساعتين أو ثلاث ساعات تدريب يومية؟

أسئلة أخرى بعيداً عن كرة قدم كان لها ما يبررها، فهناك من طرح تساؤلاً حول ماذا بعد دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة، وهل سيتم محاسبة الاتحادات التي أخفقت في هذه المشاركة، أم أن الأمور ستمضي مثلما مضت الإخفاقات السابقة؟ وهناك من تساءل عن مصير ألعاب الصالات والألعاب الفردية، وهل سنرى هذه الألعاب تتهاوى حتى ترفع الراية البيضاء أمام هيمنة كرة القدم واستنزافها كل الاهتمام المادي والإعلامي؟ البعض وجه سؤالاً مباشراً عن سبب تمسك بعض الشخصيات الإدارية بكراسيها لعشرات السنين، وعدم إتاحتها الفرصة للعناصر الشابة لأخذ دورها في العطاء وخدمة الدولة رياضياً؟

البعض ذهب لأسئلة خاصة، مثل أي فريق تشجع محلياً؟ وحينها فضضت الجلسة على طريقة إخواننا السعوديين «حج يا حاج»، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

 

Email