هدية فزاع

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما ان حطت قدماه ارض مطار دبي الدولي موشحا بذهبية مونديال القدرة الغالية، واحتشد حوله جموع المستقبلين والمهنئين بهذا الانجاز الكبير الذي يضاف الى انجازاته الشخصية الكثيرة وانجازات دولتنا الرياضية، سارع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الرياضي الشامل فارس المجد بحمل ذهبية العالم وموجها كلامه للجميع »هذه هديتكم«، في لقطة معبرة واحساس صادق بأن هذا الانجاز يحسب للدولة، ويضاف الى رصيدها الزاهر في كل المحافل، انجاز عالمي زاد من رفعة علمنا وعزة ارضنا وشعبنا، وهكذا تكون هدايا الفارس.

انه سمو الشيخ حمدان بن محمد، الفارس والشاعر المُلهم والملهَم، قادر على أن يبهرك في كل اللحظات، يملك قدرة عجيبة على تحدي الصعاب وتحطيم اللامعقول، يؤمن بأن الأنسان إذا امتلك القرار وتسلح بالإمكانات وطوع قدراته ومواهبه قادر على صنع المستحيل، شخصيته الآسرة جعلت بينه وبين الخيل كيمياء من نوع خاص، شعرت هي الأخرى بإنسانيته ورقيه في التعامل فأصرت على أن ترد له الجميل وتوشحه بالذهب وتهديه الرقم 1، ينطبق عليه القول المأثور هذا الشبل من ذاك الأسد وكأن من أطلقه أدرك بفطرته أن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس دبي الرياضي، قادر على أن يسير على درب فارس العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ولعل كلمات سموه عقب الفوز تعطي درساً بليغاً في تواضع الأبطال، عندما قال: الوالد فارس العرب إنه المعلم وعرفنا عن طريقه ركوب الخيل وأعطانا النصائح والتوجيهات واستفدنا منها بالتعرف أكثر على الفرس »يمامة« التي تملك سجلاً من الإنجازات، وختم سموه: »الحمد لله الذي وفقنا باجتياز كل الصعب والفوز بلقب البطولة«.. حقاً فارس ابن فارس.

لم تكن ذهبية مونديال القدرة والتي انتزعها بجدارة واستحقاق الفارس سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في السباق الذي أقيم بنورماندي الفرنسية وبمشاركة 173 فارساً وفارسة مثلوا 47 دولة من مختلف أنحاء العالم، مجرد ميدالية زينت خزائن »فزاع« وزادت من رصيده في الألقاب وهو رصيد لا يقارن برصيده في القلوب، فالسباق جاء في ظروف جوية صعبة وتخللته أمطار غزيرة ومسارات مختلفة اشتملت على رمال وتربة طينية، إلا أن سموه استخدم كل خبرته وحنكته في حسم السباق لصالحه، ليتوج بالميدالية الذهبية في القدرة.

في تلك البطولة سطر الفارس أروع قصائده وهو البارع الذي لا يضاهى، تحمل الصعاب ولم ييأس، فهو قبل شهور بسيطة قدم لنا درسا في الفروسية عندما عاد من كبوة »ووندسور« متحديا ومنتصرا واكمل الانتصار بانجاز عالم في نورماندي، والدرس الجديد ليس ميدالية فقط، بل فرحة وطن وراية تزداد علوا وشموخا.

بالأمس خرجت الإمارات، وتزينت دانة الدنيا، في مشهد جميل ومعبر لاستقبال فتاها الذهبي وفارسها المتوج، فزاع الذي يكفيه فخرا ما قاله المعلم الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي »رعاه الله«، معبرا عن قيمة الانجاز المونديالي بأن الوصول للقمة لا يتحقق إلا بالجهد والتخطيط الجيد والحفاظ عليها يحتاج إلى إرادة وعزيمة الفرسان، وإن فرساننا رقم صعب في البطولات العالمية، انها الكلمات التي يجب أن تُدرس لكل رياضيي الإمارات إذا أرادوا الفوز وتحقيق البطولات.

Email