بين آسيا والخليج.. دروس وتحولات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بغض النظر عن نتيجة مباراة الجزيرة والشباب السعودي في ختام دور المجموعات بدوري أبطال آسيا التي وحتى كتابة هذه الزاوية لم أعرف ما آلت إليه نتيجتها النهائية، هل تصدر فخر العاصمة مجموعته الآسيوية أم اكتفى بالتأهل إلى الدور القادم وصيفاً للمجموعة؟ بغض النظر عن مسار الفورمولا في البطولة، تعتبر المشاركة الإماراتية في الاستحقاقات الخارجية ناجحة بكل المقاييس..

فالزعيم العيناوي تصدر مجموعته عن جدارة واستحقاق، وتأهل هو والجزيرة إلى الدور الثاني، كما سجل النصر أفضل نتائجه الخارجية، وتأهل إلى الدور نصف النهائي، وبات على بعد خطوتين فقط من المباراة النهائية للمسابقة التي يطمح كل عشاق العميد إلى أن تكون عودتهم إلى منصات التتويج عن طريق البطولة الخليجية، فيما لم يخيّب الشباب ظنون عشاق الجوارح، ورافق النصر إلى نصف النهائي، لتزداد حظوظه وحظوظنا كإماراتيين ببقاء اللقب الخليجي في دار زايد.

نعم إنها المشاركة الأفضل، إذا ما نحينا جانباً فوز الزعيم العيناوي بلقب آسيا عام 2003، صحيح أن الأهلي الذي كان أكثر الفرق الإماراتية ظهوراً على قائمة الترشيحات لتخطي الدور الأول، لم يحقق المأمول، وذهبت طموحات جماهيره أدراج الرياح، وخرج من الاستحقاق الآسيوي خالي الوفاض، لكن تأهل فريقان من ثلاثة فرق مثلتنا في دور المجموعات الآسيوي إلى المرحلة الثانية، ونيل العلامة الكاملة في المشوار الخليجي حتى الآن، يعد تقدماً لافتا لكرة الإمارات، ويعوض الإخفاقات السابقة التي رافقت أنديتنا لفترة ليست بالقصيرة.

ختام الدور التمهيدي الآسيوي، وربع نهائي التعاون الخليجي، قدم دروساً لا بد أن نستفيد منها، آسيوياً شهدنا عودة الزعيم إلى فورمة الانتصارات والتحديات الكبيرة، والجميل أن العين، بقيادة «زلاتكو»، ومن مباراة إلى أخرى، يكون مختلفاً وأكثر نضجاً وتقديراً للمسؤولية، وهذا يعطي عشاقه الأمل بقرب استعادة الزعامة الآسيوية، وخليجياً، على النصر إدارياً وفنياً، ألا يفوتوا الفرصة، وأن يتمسكوا بحظوظهم كاملة، واستعادة موقعهم على منصة التتويج، وهذا لن يتحقق إلا بتركيز أكبر، وتصحيح سريع للأخطاء، فالمرحلة القادمة أصعب، ولا مكان فيها للتساهل أو التراخي، أما جوارح الشباب، فالتعود على هذه المشاركة الخليجية يجعل الترشيحات تنصب عليهم أكثر من غيرهم، لكن الحذر مطلوب، والجدية واجبة في المرحلة الاهم والأصعب.

المباريات الأخيرة في دوري أبطال آسيا تحديداً قدمت نموذجاً للتحولات التي تطرأ على الجمهور الرياضي بين ليلة وضحاها، فالأهلي الذي كان قبل 24 ساعة بطل الأبطال، والفارس الذي لا يشق له غبار، تحول لدى بعض جماهيره وغيرهم، إلى فريق لا يصلح إلا للمشاركة المحلية.

وليس لديه القدرة على مجابهة الأندية الآسيوية، «السكاكين سنت» على الفرسان فور الخسارة أمام السد وفقدان فرصة التأهل إلى الدور الثاني، رغم أنه دخل المباراة بفرصتي الفوز والخسارة، وكانت ردود الفعل قاسية نوعاً ما على لاعبي الأهلي تحديداً، مع أن المدرب «كوزمين» حمّل الإرهاق والتعب مسؤولية الخسارة والخروج من دوري أبطال آسيا، ومع كل ما قيل عن الأهلي إلا أن اللقب الرابع ما يزال في الملعب، وهو كفيل بإطفاء نار الغضب، وكلها أيام.

Email