زمن الفرسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم أجد الكثير من الكلمات والجمل تمكنني من وصف حالة التجلي التي يمر بها فريق الأهلي لكرة القدم هذا الموسم، فبعد حسمه لقب دوري الخليج العربي منذ أيام، كتبت في هذه الزاوية، الكثير عن التفوق الأهلاوي وتألق الفرسان حتى بات هو وحيد زمانه وسلطان مكانه، فمن كأس السوبر التي افتتح بها الموسم الكروي، إلى حسم اللقب الأقوى دوي الخليج العربي في مسماه الأول والجديد.

حتى وصل مساء أمس إلى الثلاثية بتتويجه بطلاً لكأس الخليج العربي أيضاً بالمسمى الجديد، ليؤكد أنه بطل النهائيات وملك البدايات، ولم يتبق من الرباعية التاريخية سوى شهر واحد فقط عندما يواجه الزعيم العيناوي في أغلى البطولات كأس صاحب السمو رئيس الدولة.

استاد هزاع بن زايد تحفة الملاعب وفخر المنشآت الرياضية، كان شاهداً على تتويج جديد، وتألق لافت للفرسان، وهنا لا بد أن نشدد على أن كل ما قدمه الأهلي حتى الآن يستحق التوقف عنده طويلاً، ولكن الأبرز في المباراة النهائية.

والذي بلاشك لاحظه المراقبون والمحللون، تلك الروح الانتصارية التي كانت تدب في أوصال الأهلاوية طوال المباراة، رغم التأخر بهدف للمتألق علي مبخوت، وأفضلية واضحة للجزيرة في الشوط الأول وبداية الشوط الثاني، لكن الأندية البطلة هي التي تعرف كيف تعود في الأوقات الصعبة، وهنا كان التميز.

فالفرسان هم من يعرفون كيف يصلون لخط النهاية حتى لو كانت البداية متعثرة، تابعنا كيف عاد الأهلي في الوقت المناسب ولم تحبطهم الصورة المتميزة التي ظهر عليها «فخر العاصمة» الذي قدم في الشوط الأول من ـ وجهة نظري ـ أفضل أشواطه في هذا الموسم، حتى والدقائق كانت تتسرب من بين أيدي اللاعبين.

ونظرة الترقب لدى جماهير الأهلي العريضة في المدرجات، إلا أننا لم نلمس ولم نحس بأي تخوف لدى كتيبة «كوزمين» من خسارة اللقب، فكان ما أراد الفرسان وقيادتهم وإدارتهم وجماهيرهم وتحقق المراد وانضم اللقب الثالث هذا الموسم إلى خزائن النادي العريق.

«واحد، اثنان، ثلاثة... ولسه»، هذا شعار عريض لملاحقة رباعية تاريخية وربما أكثر من ذلك للفريق الأهلاوي، فهذا الموسم هو زمن الفرسان، والأنظار كلها تترقب موقعة الثامن عشر من مايو المقبل، عندما يلتقى الكبيران، الأهلي والعين في خاتمة الموسم.

فالألقاب الثلاثة حدث غير مسبوق في موسم واحد، وإذا ما جاء اللقب الرابع فهو الإعجاز بعينه، والذي سيكون بمثابة تحدٍ لكل أندية الدولة وقد ننتظر وقتاً ليس بالقصير لتكرار هذا الحدث، ولكن قبل كل هذا فليفرح الفرسان قيادة وإدارة وجماهير بالألقاب الثلاثة، فالزمن زمانهم.

 

Email