المعادلة والقرار الصعب

ت + ت - الحجم الطبيعي

دائماً ما نشعر هنا في «البيان الرياضي» بالكثير من الحرج عندما نتطرق للحديث عن نادي الشباب، لاسيما في مواقف الإشادة، الأمر الذي يدفعنا في كثير من الأحيان إلى القسوة على هذا النادي.

أو عدم التركيز كثيراً على ما فيه من أحداث إلى حد الظلم، وذلك بغية عدم وضعنا في خانة المجاملة، لذلك هناك أمور لم نسلط الضوء عليها كثيراً، رغم أنها تساهم كثيراً من إيضاح الصورة وتبيان الحقائق للمتابعين، وخاصة أبناء قلعة الجوارح.

الحوار «الصادم» الذي أجراه الزميل علي شدهان مع محمد مطر المري نائب رئيس مجلس إدارة نادي الشباب، معززاً بالأرقام الرسمية لما صرفه النادي في الموسم، خاصة في قطاع كرة القدم، يكشف الكثير من الحقائق ويرد على الكثير من المشككين.

فيما آلت إليه المنافسة على لقب دوري الخليج العربي لكرة القدم، والذي انتزعه الأهلي عن جدارة واستحقاق، وجه «الصدمة» في الحوار تلك الأرقام التي جاءت في السياق حول ما تم صرفه في النادي على فرق «الجوارح» الكروية، وما صرفته بعض الأندية الأخرى المنافسة على اللقب.

وإذا ما مررنا على هذه الأرقام فنجد ذلك الفارق الكبير بين ما دفع على الفريق الأول وفريق الرديف لكرة القدم بالنادي، والتي تصل إلى 53 مليون درهم مقابل نادٍ آخر اقترب من نصف مليار درهم، إضافة إلى أندية أخرى دخلت المبالغ التي دفعتها الخانات التسع، ومنها من نال الألقاب ومنها من خرج من السباق، مثله مثل الشباب.

هنا لا بد أن نشيد بإدارة نادي الشباب، فكل بطولة من البديهي أن يتوج بلقبها فريق واحد، وتخرج بقية الفرق إما راضية بالمركز الذي نالته في هذه المسابقة، أو ناقمة، لاسيما تلك التي أرهقت ميزانيتها بمئات الملايين وتكبدت أيضاً الكثير من الديون، والشباب ــ كما اعتقد ــ من تلك الأندية التي تشعر بشيء من الرضى.

كونه لم يصرف الكثير، لكنه استطاع أن يكون نداً عنيداً طوال الأسابيع الماضية، وحتى هذه اللحظة لا يزال في مركز الوصافة، وعينه على لقب خليجي، إذا ما تحقق سيكون بمثابة تعويض مقبول ويستحق الإشادة.

قد لا يتفق معي الكثيرون في هذا الطرح، وقد يختلفون أكثر مع محمد المري وما طرحه في الحوار، ولكن بصراحة نائب رئيس مجلس إدارة نادي الشباب كان مقتنعاً بما حققه فريق «الجوارح»، وأكثر ما أعجبني أنه أصر على أن قرارات الإدارة، وخاصة تلك المتعلقة بصفقة انتقال وليد عباس وسياو إلى الجار اللدود الأهلي، والتي كما أشار، أنها حفظت هيبة الشباب وأخرجته من دائرة الديون التي تئن منها الأندية، كبيرها وصغيرها.

صافرة أخيرة..

تفوز وتحقق لقباً وتفرح أنت وتفرح جماهيرك، وفي الموسم الذي يليه تجد خزينة النادي خاوية ولا تقدر على تلبية المتطلبات الضرورية، ولا تفي برواتب اللاعبين، معادلة صعبة ومحزنة، تدفعك في بعض الأحيان لاتخاذ القرار الصعب.

Email