زايد.. والبداية في العين

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما برزت الحاجة إلى رجل يتولى التنمية في مدينة العين أسندت المهمة للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأصبح ممثل الحاكم في مدينة العين في عام 1946.

وباتت كافة القبائل تكن تقديرا خاصا للشيخ زايد، وإذا كانت سياسة التنمية والتطوير التي تبناها الشيخ زايد لمصلحة شعبه قد بدأت بالإصلاحات في مجال الري والزراعة ولم تتوقف عند هذا الحد، فمع نهاية الفترة التي قضاها في منصب ممثل الحاكم في العين كان، رحمه الله، قد أتاح لأهالي العين الحصول على خدمات تعليمية وصحية.

كما بنى لهم سوقاً جديدة، وشيّد طرقاً أفضل، ويروى عن الشيخ زايد أنه كان يرسم بعصاه أشكالاً في الرمل، ويقول: ((فلتشيد مدرسة هنا، ومستشفى هنا)). وذلك في الوقت الذي كانت فيه مثل هذه المرافق غير متوافرة في المنطقة بأسرها.


يكنّ السير ويلفريد ثيسيجر، وهو رحالة بريطاني صاحب كتاب «الرمال العربية» الملقب مبارك بن لندن، للوالد المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كل المودة والتقدير والاحترام، ولم ينس ثيسيجر الذكريات الجميلة والأيام التي حل بها ضيفاً معززاً مكرماً لعدة شهور في قصر المويجعي بواحة البريمي، عندما كان الشيخ زايد حاكماً لمدينة العين.

حيث رافقه في رحلات الصيد والقنص التي يهواها، وتعرف من خلالها على خبراته، وتمتع بامتطاء ( غزالة ) أفضل نياق الشيخ زايد وأشهرها في الإمارات وعمان، وكانوا دائماً يلتقون تحت شجرة الغاف المقابل للقصر وهذه من عادات الشيخ زايد عندما يلتقى بضيوفه.


لقد أولى الوالد الشيخ زايد بن سلطان « رحمه الله » الأفلاج منذ أن كان حاكماً لمنطقة العين كل اهتمامه، وقد شارك بنفسه أهالي المنطقة في الحفر كما صرف من ماله الخاص للتعاون معهم على ترميم وإصلاح الأفلاج التي أضحت تشكل شرياناً حيوياً لمزارعهم.
وعنه قال الشاعر الشيخ / عبد الرحمن بن علي آل مبارك، وهو أحد علماء الدين في منطقة الأحساء السعودية هذه الأبيات:
منذ نشأ وهو ذو عزم وذو همم لم يثنه عنها العسر والخطر
سباق للمجد والعلياء يعشـقها كأنما المال يوما عنده مدر
وهكذا شيمة الغر الكرام ترى من جاد ساد وشاع العلم والخبر
فزايد زاد في خلق وفي كرم هيهات هيهات تحوي شكله العصر
أحيا مآثر أباء له سلفـــوا فالجـود مهـم إليـه جاء ينحـدر
 

Email