لأني إماراتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأني إماراتي، فإن اليوم الوطني، ذكرى تأسيس اتحاد الإمارات العربية المتحدة، يمثل بالنسبة لي قمة الفخر ومصدر الاعتزاز، لأن هذا الاتحاد صنع لنا دولة نفاخر بها العالم، في ظل قيادة سطّرت المجد سطراً تلو سطر في ملاحم التاريخ والحاضر والمستقبل.

وقصة الاتحاد في حد ذاتها قصة نجاح مستحيل، تآمر عليه الأعداء والحاسدون والحاقدون، وتسابق البعض لتوقع فشله، بينما كان في وجدان الآباء المؤسسين رؤية تتحول إلى واقع وليس حلماً يختفي مع أول يقظة.

وها هو اتحادنا اليوم أرسخ من دول تفوقنا أعماراً بعقود طويلة، وها هي وحدتنا اليوم نحتفي بها في كل مشارب حياتنا اليومية، وها هو استقلالنا اليوم يتأكد ويترسخ مع كل إنجاز إماراتي كبر أو صغر.
لذلك، ولأني إماراتي، فإن مناسبة اليوم الوطني تمثل لي اليوم مناسبة مهمة، لتجديد البيعة للقيادة الرشيدة، ولتأكيد ولائي وانتمائي لحمى هذا البيت المتوحد جندياً إماراتياً مخلصاً في كل موقع أكون فيه، وكلي ثقة أن كل أخ وأخت من أبناء هذه الدولة يشاركني قناعتي هذه.

ولأني إماراتي أعرب عن فخري بالإنجازات المؤسساتية، التي تحققت في الدولة، على صعيد الإصلاح السياسي المتدرج وما تلاها من انتخابات للمجلس الوطني الاتحادي، وعلى صعيد التطور الوظيفي في دور مجلس الوزراء الاتحادي والوزارات المختلفة، وعلى الأخص المستحدثة منها، وما تبع ذلك من تطوير على وظائف ودور الحكومات المحلية، التي أصبحت أكثر من ذي قبل شريكة للحكومة الاتحادية في تحقيق التنمية وقيادة مسارات المستقبل ومسرّعاتها الوطنية.

ولأني إماراتي، أشعر بالاعتزاز وأنا أشهد تطور قدرات قواتنا المسلحة ليس فقط في المجال القتالي، وإنما في الدور الإنساني، وفي مجال الصناعات الحربية النوعية، والكفاءة التدريبية العالية، حتى صحّ بسببها الوصف الذي أطلقه وزير الدفاع الأميركي ماتيس على الدولة بأنها «إسبرطة الصغيرة»، ولكنني أقول له: لا يا جنرال، فهي الإمارات، التي لا تَنسخ ولا تُنسخ.

ولأني إماراتي، أطاول السماء تسامياً وزهواً وأنا أجد أن دولتي الحبيبة هي اليوم، وفقاً لتقرير محايد، القوة العاشرة عالمياً من حيث التأثير الأخلاقي والمعنوي قبل العسكري والاقتصادي، فذلك لم يأت من فراغ، لكنه حصيلة جهد جهيد لقيادتنا الرشيدة وآبائنا المؤسسين.

وحين أقود سيارتي اليوم في شوارع الدولة، وأرى الأمن والأمان والألفة والتراحم والانسجام والسعادة والتسامح، ليس فقط للمواطنين، وإنما أيضاً للمقيمين والزائرين، فسأقول شكراً، شكراً لصنّاع الاتحاد، وبُناته، ومن يحافظون عليه ويعززون مجده يوماً بعد يوم.

وحين أمُرّ بأي من المشاريع العملاقة التي شيدتها أيادي الإماراتيين، من ميناء جبل علي إلى لوڤر أبوظبي، سأرسل تحية مفعمة بالتقدير والاحترام والشكر لكل من فكّر وخطط ونفذ وأشرف، لأنهم أدركوا قبل غيرهم أهمية الركائز العملاقة لبناء اقتصاد قوي، وحضارة مؤثرة وقوة ناعمة فاعلة.

لأني إماراتي، سأرفع اليوم علم الاتحاد على قلبي، وسأعلن اليوم اندماجاً روحياً كاملاً مع طموحات هذا الوطن ومستقبله، وسأؤدي التحية العسكرية، تحية العز والسؤدد، لكل شهيد. ولأني إماراتي، سأبقى بحول الله وقوته: منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمضي.

Email