نستذكر ولا ننسى

ت + ت - الحجم الطبيعي

في يوم الشهيد الإماراتي، نستذكر بكل فخر واعتزاز، كل من بذل دمه وروحه غاليين، دفاعاً عن هذا الحمى الطاهر، من أول الدم المبارك سالم سهيل، إلى كل شهيد من شهداء وأبطال قواتنا المسلحة المشاركين في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل باليمن.


إن الشهداء هم أكرم منّا جميعاً، ففي الوقت الذي نجلس فيه بأمن وأمان بين أهلينا وأحبتنا، نجدهم يقدمون حياتهم دفاعاً عنا وعن وطننا وعن قيادتنا وشعبنا ونعم، عن أمننا وأماننا، فهل هنالك بين بني البشر من هو أكرم من ذلك؟.


من هنا، جاءت فكرة يوم الشهيد، ليس فقط لتكريم ذكرى شهدائنا الأبطال، ولكن لتذكيرنا نحن أيضاً، بأن الأوطان العزيزة لها مهر غالٍ، وما لم يكن أبناؤها مستعدين لبذل الغالي قبل الرخيص، دفاعاً عنها، فلن يكون استقلالها واتحادها وسؤددها حقيقياً.


ومن يقرأ تاريخ بلادنا قبل الاتحاد، يجد أن آباءنا وأجدادنا لم يفرطوا في ديارهم، بل كانوا يدافعون عنها بكل ما آتاهم الله تعالى من قوة، دفعاً للغازي والمعتدي والغادر، واليوم ها هم أبناؤنا الأشاوس، يجددون العهد في معركة الدفاع عن محيطنا الاستراتيجي وخاصرتنا العربية في اليمن الشقيق.


ما أتمناه على كل أسرة إماراتية ومقيمة اليوم، ونحن نقف دقيقة الدعاء الصامت عند الساعة 11 ونصف صباحاً، أن نشرح لأطفالنا لماذا نحيي هذا اليوم، ونستذكر شهداءنا من أبناء قواتنا المسلحة، وأبناء قواتنا الخيرية، وأبناء قواتنا الدبلوماسية.


فهؤلاء الذين ضحّوا في سبيل الل،ه دفاعاً عن دولة الإمارات وبيتها المتوحد، يستحقون أن يستذكرهم أبناؤنا من أجيال المستقبل، ليدركوا أننا ونحن نصبو إلى المريخ، فإن أول محرك في الصاروخ الإماراتي المتجه هناك، هو جذورنا المنغرسة عميقاً في هذه الأرض الإماراتية المباركة، وأن أول مدماك في أي مشروع مستقبلي لهذه الدولة، لم يكن ليتحقق، لولا قطرات الدم المباركة، التي قدّمها شهيد بطل لتُجبل مع تراب الوطن في المدماك الأول.


يوم الشهيد، أيها الإماراتيون والإماراتيات، هو الصنو الطبيعي والتتمة التلقائية لليوم الوطني، وهو دعوة مفتوحة أن نقتدي بالشهداء في بذل كل غالٍ ورخيص، من أجل منعة وعز ومجد وسؤدد دولة الإمارات العربية المتحدة، عرين الأسود، بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وعضديه، سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.


ولكل أسرة من أسر الشهداء، ولكل أم شهيد، وأب شهيد، وزوجة شهيد، وابن أو ابنة شهيد، رسالة حب إماراتية، فأنتم شركاء البذل والتضحية والصبر، وسيبقى عطاؤكم وصبركم خالداً في وجدان الإمارات والإماراتيين أبد الدهر.

Email