نمط الطفل الدراسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر المذاكرة مع الأبناء من أهم التحديات التي تواجه أغلب أولياء الأمور في بداية موسم العام الدراسي الجديد، وخصوصاً عندما لا يتقبل أو يرفض الأطفال المذاكرة وأداء فروضهم اليومية، وذلك لأنهم يشعرون أنّها تقييد لحرياتهم وحرمانهم من وقتهم في اللعب. فكيف نجعلهم أكثر حباً للمذاكرة وتقبلاً للدراسة والمدرسة؟

قبل كل شيء يجب التعرف على الأسلوب الأمثل للتعلم عند الطفل بالبحث عن نمط الطفل الدراسي في تقبل المعلومة والذي سيساعده على اكتساب المهارات بشكل سريع وسيقلل من توتره وشعوره السلبي بأن المذاكرة ليست إلا عبئاً ثقيلاً.

فنمط الأطفال الدراسي قد يكون بصرياً أو سمعياً أو حسياً، وصحيح أن معظم الأطفال قد يكون لديهم خليط من هذه الأنماط، ولكن من المهم معرفة ما هو النمط الذي يميل إليه الطفل أكثر حتى يتم التركيز عليه.

فأحياناً قد يكون الطفل بصرياً حيث يتطلب منه رؤية الأشياء حتى يستوعبها ويتعلمها مثل الكتب المصورة ومشاهدة الأفلام التعليمية التي تشد انتباهه بصرياً، ويكون دقيقاً في ملاحظة الألوان والتناسق ويميز بين الألوان بشكل كبير ويكثر في كلامه من دلالات البصر كقوله: «أنا أرى، أنظر أنظر ماذا حدث» حتى يلتفت إليه والداه. لذا تجدهم أكثر ميولاً لهذا الأسلوب في المرحلة الابتدائية حيث تكثر فيها المحفزات البصرية من صور ورموز بصرية.

أما الطفل السمعي فيعتمد بشكل كبير على حاسة السمع في المذاكرة لذا تجده يتعلم اللغات بشكل سريع وتظهر عليه البلاغة في الحوار مع الآخرين منذ الصغر وأداؤهم جيد جداً في المدرسة لأنهم يرددون ما يسمعونه في المدرسة.

أما أطفال النمط الحسي فهم يعتمدون غالباً على العمل اليدوي لذا تجدهم أكثر نجاحاً في المدارس ذات النظام الدولي التي توفر الجانب العملي في التعليم وذلك لأن أطفال هذا النمط يتميزون في التعليم العملي عن التعليم النظري.

لا تعطه سمكة بل علمه كيف يصطاد

عملية التعليم لدى الأطفال تبدأ في المرحلة العمرية المبكرة بتسخير البيئة المناسبة التي تشجعهم على الدراسة، كتصميم غرفة الأطفال بحيث تكون عالمهم الخاص الذي يشجعهم على الدراسة والإبداع.

احترم الطفل وربه على الأخلاق الحميدة التي تجعله يحترم ويقدر ذاته والآخرين، اجعله متيقناً وواثقاً بحبك وتقديرك له، كن صديقه الأقرب تسمعه وتناقشه في الأمور التي يستطيع فهمها حينها يكون قادراً على أن يكوّن رأياً خاصاً به.

ويستطيع أن يميز شغفه وميوله، أشعره بالأهمية بمشاورته في بعض الأمور حتى تعزز ثقته بنفسه، شجعه ليعتمد على نفسه منذ الصغر في بعض الأمور البسيطة لتكون له شخصيته المستقلة عندما يكبر، وردد على مسامعه دائماً أنّه لا يشبه أي طفل آخر فهو مميز ولديه قدرات هائلة، فكل طفل لديه ميزات كامنة ودور الوالدين ملاحظتها ومساعدة أطفالهم على اكتشاف شغفهم في الحياة.

 

 

Email