«شو يضير السحاب؟»

ت + ت - الحجم الطبيعي

ونحن نحتفل بمئوية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، و«عام زايد»، من المنطقي أن نسأل أنفسنا بموضوعية وصدق وإخلاص: ما هو شكل الدولة- الحلم- الاتحاد الذي تركه لنا هذا القائد العظيم؟

لقد بنى الشيخ زايد، رحمه الله، اتحاداً صلباً قوياً تأسس على التقوى والمحبة والمصالح المشتركة، وكانت دولة الإمارات أنموذجاً لأفضل ما يمكن أن يحلم به كل إماراتي، ليس فقط في المنظور المالي والترفيهي والخدمي، وإنما في المنظور الأخلاقي والسياسي والاقتصادي والتربوي والاجتماعي.

وكل ما أنجزناه بعد وفاة الشيخ زايد، رحمه الله، إنما بُني على تلك الأرض الصلبة، التي تركها لنا وعلى تلك الأسس المتينة والقوية التي وضعها لدولتنا، وليس أدل على ذلك من أن اتحادنا، بيتنا المتوحد، يزداد قوة ومنعة يوماً بعد يوم.

وما فعله «أبو الاتحاد» عطّر الله ذكره بكل خير أنه أسس دولة فاعلة، لا تستقوي على الضعيف وإنما تقوّيه، ولا تنصر الظالم وإنما تضعفه، ولا تفرّط بالشقيق وإنما تنصره، ولا تخذل المستجير وإنما تحضنه. إنها دولة زايد الخير، وهذه الدولة لا تكون إلا في الصف الأول بين الدول الأخلاقية في عالم اليوم.

وما زلنا بفضل الله نتفيأ ظلال هذه الدولة، مع شيوخنا الكرام، من صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، إلى صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رعاه الله، إلى صاحب السمو ولي عهد أبوظبي نصره الله وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.

فالمسيرة بإذن الله مستمرة، لا غدر فيها، ولا تآمر، ولا انشقاقات، ولا خلافات، بل ألفة وتآلف وتعاضد وسيرة عطرة تجعلنا من بين الدول القليلة التي تحافظ على علاقات جيدة مع الغالبية العظمى من دول العالم شرقاً وغرباً، وإياكِ أعني واسمعني يا عذول.

ودولة زايد هذه، هي إمارات الأمان، والأمن، والعدل، والإنصاف، والفرص المتساوية، ولكنها أيضاً دولة الحزم والضرب بيد من حديد على كل من يريد العبث بأمنها الوطني، لأنه في نهاية الأمر لا اتحاد ولا قوة ولا رفاه ولا سعادة ولا تسامح من دون أمن وأمان.

أما الذين تكاثر الريش على رؤوسهم فيكفيهم عاراً أن الشعور الوحيد الذي يخطر ببالهم عند سماع اسم الإمارات هو الخوف، وهذا شيء طبيعي جداً! ترى متى سمعتم أن اللص يرتاح لرؤية الشرطي؟

سيختبئون بعد ذلك في جحورهم كالفئران المذعورة، يراقبون الإمارات وهي تتقدم، بفضل الله، إلى الأمام في خطى ثابتة وواثقة، لتواصل مشوار نهضتها المباركة، لأنها اليوم دولة من دول العالم الأول اقتصاداً وسياسة وتأثيراً وتنمية وعلاقات دولية.

ومع كل محاولة يائسة من تلك الفئران المذعورة لتقييد العملاق الإماراتي أو الإساءة إليه، يصير طبيعياً أن نسأل: ماذا يضير السحاب من «نباح» إعلام جارة السوء، وفئرانها المذعورة؟

 

Email