الطابور الخامس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحد الأساليب القذرة، التي استخدمتها مشيخة قطر للإساءة لدولة الإمارات عموماً، وإمارة دبي خصوصاً أثناء مرحلة ما يسمى التنافس السلبي، وما تلاها من أزمة اقتصادية عالمية تمثل في شراء ضمائر بعض الصحافيين المقيمين، وخاصة من العاملين في مطبوعات تجارية، لنشر تقارير سلبية عن اقتصاد الدولة والإمارة في مجلة صادرة في دبي أو ضمن تقرير يتم توزيعه على الصحف انطلاقاً من دبي، لإعطائها مصداقية وهمية.

وها هي حليمة تعود لعادتها القديمة، كما شاهدنا مساء الخميس الماضي حينما قامت مطبوعة رديئة تسمى أريبيان بزنس عليها الكثير من الملحوظات حول مسارها الأخلاقي والمهني بإخراج خبر قديم مما قبل عام 2010، وإعادة نشره على أنه يتعلق بإغلاق عشرات مشروعات العقارات في دبي كونه نتيجة لما زعمت أن تأثير مقاطعة الدولة لمشيخة قطر لا تمثل شيئاً في الميزان التجاري لدبي فما بالك بالدولة.

ولو أردنا أن نتحدث عن الشق الأخلاقي فيكفي أن نشير إلى أن مسؤول التحرير لهذه المجلة لما يقارب العشر سنوات كان الصحافي البريطاني أ.ب الذي حكم عليه بالسجن والخدمة المجتمعية بتهمة التآمر لخرق سرية السوق المالية، بعد تزويره مقالات عن البورصات البريطانية، بهدف زيادة أرباح مساهمين معينين.

أما الفتاة البريطانية التي ألقي القبض عليها في وضع فضائحي مفرط على شاطئ دبي قبل سنوات فلم تكن سوى المديرة المسؤولة لهذه المجلة، وهذا غيض من فيض كثير لفضائح أريبيان بزنس، ومن تكن هذه سيرة موظفيه، فلا غرابة في فضائحه التحريرية وآخرها مقالة الخميس الماضي، التي يبدو أنها كُتبت بتنسيق وإعداد لأنه من الواضح أن استخراج خبر محدد بأسماء محددة من عام 2010 وتعمد نشره مساء الخميس لكي ينتشر في العطلة الأسبوعية لم يكن عفوياً، ويبدو أنه افترض أن مسؤولي الإعلام في دبي لن يتصرفوا بشيء قبل يوم الأحد.

ومن يتصفح المجلة بنسختيها الإنجليزية والعربية، وموقعها الإلكتروني باللغتين، يلفت انتباهه الحجم المعطى للأخبار المبالغ فيها عن اقتصاد قطر مقابل التركيز على التغطيات السلبية المضخمة لاقتصاد دبي، بل إنه حتى في ترتيب دول الخليج المفترض أنه أبجدي تم وضع قطر Qatar في أول القائمة كأنهم لا يعرفون ترتيب الحروف الإنجليزية.

لسنا واهمين، وإنما نحن أمام حالة واضحة للعيان من صحافة الطابور الخامس، الذين لم يراعوا أخلاقيات مهنة الصحافة ولا آداب الإقامة في بلد أحسن إليهم وأحسن ضيافتهم، وها هم يتنكرون لجمائله، متناسين أن معظم الإعلانات التي صنعت ثروتهم جاءت من مؤسسات إماراتية.

والمؤسف أن هذه الروح السلبية تجاه دبي تنتشر أيضاً في بقية المطبوعات التي تصدر عن دار النشر (آي تي بي) نفسها، والتي لا تراعي لا أخلاق البلاد ولا اقتصادها، الأمر الذي يجعلنا نضع علامة استفهام كبيرة حول الأمر، فهل هنالك اتفاق من الشركة ككل مع جهات قطرية أم ماذا؟

إنني كوني مواطناً قبل أن أكون إعلامياً أطالب بإغلاق هذه الدار كلها، ومحاكمة كل من يثبت تورطه في التآمر، لأن من يبيع نفسه للشيطان يجب ألا يكون له أي مكان في دولة الإمارات.

 

Email