قطارش!

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهت المهلة، ولم نر أية مؤشرات عملية على تجاوب "الأشقاء" في قطر مع المطالب التي طرحتها الدول الأربع لضمان علاقات أخوية وإيجابية مع الدوحة.

ورغم المحاولة المكشوفة من قبل "البعض" في قطر لإفشال الوساطة الكويتية من خلال تسريب متعمد ومدروس للمطالب الثلاثة عشر، إلا أن الدول الأربع تحلت بالصبر وضبط النفس واختارت عدم القيام بأية إجراءات إضافية قبل انتهاء المهلة المحددة مسبقاً، فيما واصل "البعض" في قطر استخفافهم بالأمر، سواء باستقبال المزيد من الجنود الأتراك، أو التأكيد على المزيد من تحسين العلاقات مع إيران، أو المزيد من السعي لتدويل الأزمة للتملص من التزاماتها المحلية أو التذاكي من خلال لعبة الشكاوى إلى المنظمات الدولية في قضايا ليست ذات صلة.

الآن جاءت لحظة الحقيقة، وسيضطر هذا البعض في قطر إلى مواجهة نتائج أعمالهم، ليس انتقاماً من الشعب القطري، لا قدّر الله، ولا صراعاً على زعامة مع من ليس في قدْر الزعامة ولا في حجمها، ولكن حساباً عسيراً على 22 عاماً من تمويل الإرهاب، وتبرير الإرهاب (الجزيرة)، وتوفير الدعم اللوجستي والعملياتي وحتى العسكري له، والتدخل الفاضح في شؤون دول الجوار والتحريض على أمنها وأمانها، ليس إعلامياً فحسب بل تدريباً وتخطيطاً أيضاً، ومن ينسى فسأذكره بأكاديمية التغيير وأهدافها المعلنة عداك عن السرية.

جاءت لحظة الحقيقة والخيارات مفتوحة، بدءاً من الحصار الاقتصادي والمالي الكامل (حتى تعرفوا الفرق عملياً بين الحصار والمقاطعة)، وصولاً إلى تخيير الشركاء، دولاً وشركات، بين السوق القطرية وسوق الدول المشتركة، وسحب الاستثمارات من الأسواق القطرية والحجز التحفظي على الممتلكات القطرية في الدول الأربع، والمقاطعة الجوية التامة (بمعنى منع السفر من وإلى قطر حتى من مدينة ثالثة)، إضافة للطرد من عضوية مجلس التعاون الذي لم تحترمه قطر أبداً، وتجميد العضوية في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وغير ذلك الكثير من الأدوات والوسائل التي ستجد الدول الأربع نفسها مضطرة للتعامل معها حماية لأمنها الوطني أولاً وإنهاء لفصل طال ليله من فصول الأذى القطري بأشواكه الأكثر أذى.

وحين تضطر دولنا لفعل ذلك كله، فهي لا تجني على قطر ولا تتجنّى، وإنما تتجنب الأذى ما أمكن، وتسعى لحماية شعوبها ومشروعاتها التنموية والحضارية، لأنه لا يجوز السكوت على العبث بالأمن الوطني لأي بلد، لا تحت مسمى الأخوة ولا تحت مسمى الجيرة.

أما قطر، فعلى نفسها جنت قطارش!

Email