قمة القمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

القمة الإماراتية الأميركية التي عُقدت في البيت الأبيض الأسبوع الماضي تستحق بجدارة أن توصف بقمة القمم، ذلك أن لقاء القطبين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس ترامب كان لقاءً بين قياديين دوليين مؤثرين، يقودان اثنتين من أكثر عشر دول تأثيراً على المستوى العالمي، وتجمعهما مصالح ومبادئ واهتمامات مشتركة عبّرت عن نفسها كثيراً في التحالفات العسكرية والاقتصادية والسياسية.

صحيح أن العلاقات الثنائية كانت في مقدمة ما بحثه الزعيمان، وكذلك ما بحثه صاحب السمو ولي عهد أبوظبي مع قيادات الكونغرس ووزيري الخارجية والدفاع الأميركيين، لكن من الصحيح أيضاً أن قضايا الإقليم ورؤى البلدين تجاهها كانت في قلب المحادثات، بدءاً من الأوضاع في اليمن، والخطر الإيراني، ومكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، واقتصاديات سوق الطاقة العالمي، وأمن الممرات الدولية خاصة باب السلام (هرمز) وباب المندب، والأوضاع في العراق وسوريا وليبيا، إضافة بالطبع إلى موقف الإمارات الداعم للأشقاء الفلسطينيين في نضالهم المشروع لاستعادة بلادهم وتقرير مصيرهم.

وحين تبحث الإمارات هذه الملفات الشائكة مع القوة العظمى الرئيسية في عالم اليوم، فلأن الإمارات مؤهلة أيّما تأهيل لتناقش هذه الأمور بحجم تأثيرها أولاً، وبحجم شراكتها ثانياً بالنسبة لكل هذه القضايا. فنحن لسنا متفرجين ولا متطفلين، وإنما أصحاب مصلحة في كل ملف من هذه الملفات، ولنا مصلحة وطنية عليا، تتطلب أن يكون لنا دور فاعل، في حل كل واحدة من هذه المشاكل.

وفي هذا السياق، يبدو تزامن الزيارة مع تجديد بعض الاتفاقيات الاستراتيجية بين البلدين مؤشراً واضحاً على الأهمية الكبيرة التي يوليها البلدان لدفع التعاون الثنائي قُدُماً بينهما إلى أعلى المستويات.

وقد استوقفني خصوصاً حجم الترحيب الحار الذي أبداه فخامة الرئيس الأميركي وهو يرحب بصاحب السمو ولي عهد أبوظبي، قائلاً: «إنه لشرف عظيم أن يكون معنا اليوم الشيخ محمد بن زايد، فهو شخص مميز، وأنا أحترمه وقد عرفته محباً لوطنه، وأعتقد أنه يحب الولايات المتحدة الأميركية»، فهذا يعبّر عن المكانة الرفيعة التي يحظى بها قادة الإمارات العظام، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في عُيون العالم وقادته.

ومع انعقاد القمة الثلاثية السعودية/ الخليجية/ الإسلامية - الأميركية في الرياض، نجد أن القمة الإماراتية الأميركية ستمثل حجر الأساس في كثير من القضايا التي ستبحثها هذه القمة، وسيكون صوت الإمارات العقلاني الحريص على مصالح الأمة صوتاً حاضراً ومسموعاً من كل الأطراف، كما هي العادة دائماً.

فالشيخ محمد بن زايد كان في واشنطن يصنع التاريخ باسم الإمارات وباسم الأمة.

 

Email