دولة القانون

ت + ت - الحجم الطبيعي

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قائد يحظى باحترام العالم، ومن بينهم دبي والإمارات قادة وشعباً، ولذلك حين يقول جلالته مخاطباً أبناء شعبه الشقيق: «أتوقع من كل مواطن أردني أن يحترم قوانين هذا البلد، كما يحترم القوانين عندما يتواجد في دبي» فإننا نعتبر تلك شهادة رفيعة نعتز بها كإماراتيين بشكل عام و«أهَل دبي» بشكل خاص.

وعندما يصبح واقع دولتنا الحبيبة ممثلاً بدبي مضرب المثل في خطاب ملكي بهذا المستوى فإن ذلك بلا شك لا يأتي من فراغ، وإنما يمثل شهادة من قائد عربي نحترمه ونجلّه للجهود التي تبذل في سبيل بناء هذه الدولة، وفي مقدمة ذلك تعزيز مفاهيم ومبادئ سيادة القانون بحيث يصبح احترام القانون في دبي خاصة والإمارات عامة هو الأساس والقاعدة التي يحترمها الجميع بشكل بدهي، حتى لو لم يعتادوا عليها في أماكن أخرى.

وعندما نتحدث عن سيادة القانون واحترامه فإننا نتحدث هنا بالتساوي عن سلوك المواطن أو المقيم العادي وبين سلوك ذلك الشرطي النبيل الذي حرر مخالفة سير لنفسه قبل أسابيع حين اصطدمت مركبته بمركبة أخرى متوقفة. فالمبدأ واحد، لأن القانون واحد.

ومن المهم هنا، أن ندرك حقيقة لا بد منها، فسيادة القانون واحترامه لا يأتيان فقط من سلوك السلطات المختصة، فمن يحترم إشارة المرور مثلاً ليس الشرطي الذي يطبق القانون ويحرر المخالفة وحده، وإنما السائق المنضبط الملتزم. لذلك فأنت أيضاً، أخي المواطن وأخي المقيم وأخي الزائر، شريك في بناء هذه الصورة الذهنية العملية لدولة القانون من خلال احترام قوانين الدولة، والالتزام بها في كل مجال.

ومثلما أن مؤسسات الدولة بمختلف اختصاصاتها تحرص على تطبيق القوانين كل في مجاله، فإن صناعة القوانين أيضاً جزء لا يتجزأ من هذه المهمة، وهنا لا يسعنا إلا أن نعبر عن احترامنا وتقديرنا للجهد المخلص الذي يبذله المجلس الوطني الاتحادي واللجان المختصة بصناعة التشريعات على المستويين الاتحادي والمحلي.

ولعل من الضروري هنا أن نضع في اعتبارنا أن سيادة القانون لا تعني فقط توقيف المجرمين وتقديمهم للمحاكمة، لأن مفهوم القانون أشمل وأوسع من ذلك كله، فقوانين التربية والتعليم مثلاً واجبة التطبيق وكذلك قوانين العمل والصحة ورعاية الأطفال وغير ذلك، هذه كلها قوانين يجب احترامها.

وسنبقى بإذن الله نفتخر بدولتنا، دولة القانون السيد، وبكل الجهود الوطنية المتكاملة التي قادتنا لهذه النتيجة، ولجلالة العاهل الأردني نقول من قلوبنا: شكراً جلالة الملك على شهادتك التي نفتخر بها، وشكراً أيضاً لصنّاع نهضة الإمارات وصيتها الرفيع.

Email