غرس لذة العطاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

شعرت الأم بالصدمة من أول نظرة ألقتها على رضيعتها لأنها شكَّت باحتمالية إصابتها بمتلازمة داون بسبب شكل عينيها ولكنها نفضت شكوكها في الهواء وتفاءلت بالخير، أما الأب فقد كان يعلم بإصابة طفلته منذ الساعات الأولى لولادتها بعد مراجعة الأطباء ولكنه فضّل الكتمان وإخفاء الحقيقة على زوجته ليخبرها بإعاقتها في اليوم التالي.

ولأن المصاب بمتلازمة داون يعاني من عيوب خلقية، أصيبت هذه الطفلة بمشكلة في القلب فكان لا بد من إجراء عملية القلب المفتوح. وبعد أشهر بدأت تشكو من نقص في الصفائح البيضاء فأوضح الأطباء إصابتها بسرطان الدم، ومن تلك اللحظة دخلت هذه الأسرة والطفلة في دوامة مريرة.

كانت فترة صعبة ولكنها وقفت على أبواب الحياة لتعصف رونقاً مختلفاً من التميز بمساندة والديها وتشجيعهم لها. اليوم هذه الطفلة تبتسم للحياة بكل أمل رغم الآلام التي مرت بها في رحلة العلاج التي بدأت في سنوات طفولتها الأولى.

من أهم العوامل التي تساعد على تربية الأبناء على حب عمل الخير الأسرة والمدرسة وجمعيات النفع العام، وتربية الأبناء بالطريقة الصحيحة أمر يشغل تفكير أغلب أولياء الأمور، ولعل من أهم النصائح في هذا المجال هو أن تشمل تنمية وتقويم كل سلوك خيري لدى الأطفال باكتساب سلوكيات جديدة تصب جميعها في تربيتهم على لذة العطاء بكافة أشكاله.

من أهم السلوكيات التي تدفع الطفل على حب عمل الخير هو تعويده على تحمل المسؤولية منذ الصغر حسب قدرته وطاقته التي تبدأ بأعمال صغيرة كمساعدة والديه وأخوته، فمثل هذه الأعمال الصغيرة تمنح الطفل الثقة بقدراته وواجباته تجاه الغير.

جمعيات النفع العام عامل آخر لها دور فعال أيضاً في توعية الأطفال بأهمية عمل الخير من خلال الأعمال التطوعية، فعلى سبيل المثال، جمعية الإمارات لمتلازمة داون تستعد في مارس 2017 للاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون تحت شعار «صوتي.. مجتمعي»، حيث قامت بدعوة الصغار قبل الكبار للمشاركة في فعالية المشي التوعوية التي اعتمدت في رسالتها على دمج وتمكين ذوي متلازمة داون من خلال إبراز أقصى إمكاناتهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع.

رقي المجتمعات خلاصة لجهود الأفراد والمؤسسات والجمعيات، فجميعها تعد رافعة حقيقية للتنمية التي لها دور كبير في تعظيم قيمة العمل الخيري في نفوس الأبناء.

Email