القوة العاشرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإمارات هي عاشر أقوى دولة في العالم، هذه باختصار نتيجة خلصت إليها أرقام مجلة «يو إس نيوز أند وورلد ريبورت» الأميركية، وهي واحدة من أكثر المجلات الأميركية تأثيراً وابتكاراً في مجال صحافة البيانات، وتعتبر مرجعاً رئيساً في القوائم التصنيفية للدول، وأداء الحكومات، والجامعات والمراكز الطبية والمواقع الاقتصادية والصناعية وغير ذلك.

وأعدت قوائم أفضل الدول، بناء على استطلاعات مسحية أجريت بالتعاون مع كلية وارتون للأعمال بجامعة بنسلفانيا، وهي من أرقى كليات الأعمال في العالم، ومؤسسة باف للاستشارات.

وما تقوله المجلة الأميركية ليس سراً بالنسبة لنا كإماراتيين، لكن هذه المجلة لم تكتب كلامها مجاملة لنا، بل شهادة حق، وفقاً لمجموعة معطيات تستحق التأمل.

فمعيار أقوى الدول، يقوم على معايير فرعية، هي القوة العسكرية وقوة التحالفات العالمية والتأثير الفاعل سياسياً واقتصادياً، والقيادة الإقليمية، وكان المعيار الفرعي الأكثر تأثيراً بالنسبة للدولة، هو التأثير الفاعل اقتصادياً، وهذه رسالة مهمة، تؤكد سلامة النهج الاقتصادي للدولة، ودوره في حماية الاستقرار والسلام الوطني.

تركيز القيادة الرشيدة على التفوق النوعي والتدريب المتميز، والتسليح الانتقائي الكفؤ، إضافة للاستراتيجيات العسكرية والشراكات المثمرة، جعل معيار القوة العسكرية، يترك أثراً فاعلاً في بناء صورة الدولة كقوة عالمية.

ولكي تبعد القوتين والاقتصادية العسكرية عن حسابات التأثير، قامت المجلة بوضع معيار آخر، هو أكثر الدول تأثيراً، باستخدام نفس المعايير الفرعية (أي: قوة التحالفات العالمية، والتأثير الفاعل سياسياً، والقيادة الإقليمية)، لكن دون القوة العسكرية والتأثير الفاعل اقتصادياً، ووضعت مكانهما العلاقات الدولية (غير التحالفات)، والتأثير الفاعل ثقافياً، وهنا، حلت دولة الإمارات في المرتبة العاشرة أيضاً.

وربما لا تكون هنالك مفاجأة في بقية تصنيفات الدول ومركز الدولة فيها، حيث نحصل على مواقع متقدمة في غالبية القوائم، مثل نوعية الحياة، والمواطنة، والتأثير الثقافي وريادة الأعمال، لكن أهم تصنيف حصلت عليه الدولة، كان في قائمة التأثير الاقتصادي المستقبلي Movers، والتي تقيس قدرة وقابلية اقتصادات الدول على النمو المستقبلي، حيث حصلت دولة الإمارات العربية المتحدة، على المرتبة الأولى عالمياً في هذه القائمة.

حسناً، هذه كلها تفاصيل. فنحن كإماراتيين، نعرف هذه النتائج، لأننا نعيشها يومياً، حتى لو لم نقم بقياسها وجدولتها في قوائم ومعايير عالمية، كما فعلت مشكورة مجلة «يو إس نيوز أند وورلد ريبورت» الأميركية وشريكتيها الرفيعتين.

 أما الدلالة الأهم، فهي أن هذه الوقائع كلها، وعلى الأخص أن تصبح دولة الإمارات هي القوة العاشرة عالمياً (باقتصادها وبدونه)، فإن هذا لم يكن يتم بعد فضل الله سبحانه وتعالى، إلا بفضل ثلاثة قادة ميامين، نشهد لهم بالبذل والعطاء والقيادة: بو سلطان، وبو راشد، وبو خالد.

عسى ربي يحفظهم جميعاً.

Email