«ربدان» و «سلطان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

من تابع فعاليات المعرض الدولي للدفاع (آيدكس) ومعرض الدفاع البحري (نافدكس) اللذين أقيما بحر الأسبوع الماضي في العاصمة أبوظبي لا بد أنه لفت انتباهه التطور الملحوظ في الصناعات الدفاعية الإماراتية بمستوياتها المختلفة، والتي أصبحت اليوم تشكّل علامة فارقة في مسيرة التقدم الإماراتي وخاصة فيما يتعلق بالتحول المنتظم إلى دولة صناعية حديثة.

ولعل تفاصيل المشاركة الإماراتية في المعرضين، وطبيعة الصناعات الدفاعية الإماراتية المعروضة، تكشف لنا بجلاء أن التطور المقصود ليس مجرد استيراد للتقنيات، وإنما نقل للتكنولوجيا وتطوير عليها وفقاً لأحدث مبادئ البحث والتطوير المتعارف عليها عسكرياً وصناعياً، ما يبشر بنقلة نوعية أخرى بإذن الله تعالى في مستوى صناعاتنا الدفاعية.

ومن المهم هنا أن نشير إلى تأسيس مظلة وطنية للصناعات الدفاعية تحت مسمى مجلس الشركات الدفاعية الوطنية التابع لمجلس التوازن الاقتصادي ويضم 46 شركة صناعية 60% منها مملوكة للقطاع الخاص والبقية حكومية.

وقد بدأ هذا المجلس في عقد اتفاقيات استراتيجية مع عدد من الدول لتبادل الخبرات ونقل التقنيات بما يضمن المزيد من التطوير لصناعتنا الوطنية، ويترافق مع هذه الخطوة الإعلان عن قرب افتتاح مدينة للصناعات الدفاعية المتقدمة في مجمع توازن العسكري في أبوظبي الشهر المقبل.

ومن آلية المشاة القتالية البرمائية ذات الدفع الثماني المتطورة «ربدان» والبندقية القتالية «سلطان» التي تخلد بإذن الله ذكر الشهيد البطل سلطان بن هويدن الكتبي، رحمه الله رحمة واسعة، إلى آلية التدخل السريع الجديدة «نمر RIV» الفائقة السرعة وطائرة الاستطلاع «ظافر»، إلى الزورق صواريخ بينونة فئة كورفت «الهيلي» وزورق دورية السواحل «أريلة»، تشق الصناعات الدفاعية الإماراتية طريقها بخطى واثقة لتقف في مصاف الشركات العالمية الرائدة في مجال الصناعة الدفاعية، ومن يستعرض نتائج صفقات معرضي إندكس ونافدكس يلحظ الثقة التي حظيت بها صناعتنا من قبل مشترين إقليميين ودوليين.

ومما سرني أن صناعاتنا الدفاعية تواصل تجربة الإمارات الناجحة في تعريب وتوطين الأسماء التجارية، حيث اختارت إطلاق أسماء من البيئة الإماراتية على منتجاتها، وهي خطوة مشكورة تستحق الثناء.

وبشكل عام، فإن تطور الصناعات الدفاعية الإماراتية يتجاوز الاقتصاد وبناء القدرات الدفاعية والعسكرية إلى تعزيز السيادة الوطنية ومواصلة حفر اسم الإمارات في سجلات التاريخ بأنصع الحروف، لأنه جزء لا يتجزأ من التحول الذي اختارته القيادة نحو الصناعات الاستراتيجية.

ولكن في غضون ذلك كله، ترسل لنا قيادتنا من خلال صناعاتنا الدفاعية الوطنية رسالة قصيرة عميقة المضمون تقول: «حلاة الثوب رقعته منه وفيه»! فهمناها؟

Email