أنشئ مكتبتك بنفسك

ت + ت - الحجم الطبيعي

سأبدأ بوالدي المرحوم ماجد محمد السري كيف بدأ بإنشاء أول مكتبة له في حياته، بعد أن جمع الكتب فأصبح لا بديل عن المكتبة، ووجودها في المنزل، في أثناء عيشه في الكويت أتيحت له أن يتمتع، وأن يكون بين يدي حكام الكويت، وأثناء حكم الوالد المغفور له، بإذن الله، صباح السالم الصباح، الذي حكم الكويت 1965 إلى 1977، كانت إحدى المبادرات التي أثمرت في أثناء حكمه، افتتاح جامعة الكويت في 8 أكتوبر 1966.

وكان والدي من ضمن الحضور في افتتاح الجامعة، فحصل على مكتبة مكتوب على طرفها هذا التاريخ، وهذه المناسبة، فكانت هذه المكتبة بادرة خير لوضع الكتب الموضوعة في منزل والدي، وكنت أنا في السنة الثانية من عمري، وفي عام 1969- 1970 أخذني والدي إلى مكتبة الجامعة في الكويت لأراها في أول مرة، وأول زيارة، وكانت هذه من الزيارات الأوائل لي التي أعطتني الدافع لكي أنشئ مكتبتي بنفسي، بعد مشاهدات مكتبة الوالد، وبعد أن قص عليّ قصة المكتبة ومن أين.

وفي يناير 1980 قمنا بزيارة خاصة مع مرشدات الإمارات إلى الأردن، ومن ضمنها قمنا بزيارة إلى الجامعة الأردنية، وبما أنني تفتحت مداركي ما بين جامعة الكويت، والجامعة الأردنية، فقررت أن أؤلف وأكتب مقالاتي وقصصي بنفسي، فكانت هنا البداية، وعندما عدنا بدأت أراسل مجلة الأزمنة العربية ومجلة زهرة الخليج، وعندما وجدت التجاوب قررت المزيد، وكانت الرواية الأولى وهي (جريمة في الطائرة)، أحس والدي بمقدار ما أنا مقبلة عليه من الكتابات والتأليف، فأعطاني فرصة، لكي أتثقف أكثر وأكثر فكانت هنا البداية.

وعندما انتقلنا إلى منطقتنا في دسمان بالشارقة نقل والدي كتبه إلى مصنعه الخاص، مصنع وود كرافت، وجعل لها ركناً خاصاً، ووضعها في المكتبة التي جلبها من الكويت، وأعطاني إياها، إلى أن بدأت مشواري أنا في جمع الكتب في المكتبة القديمة، وهنا بدأت تحركاتي إلى تأسيس المكتبة في وضع الكتب أولاً هكذا من دون المعرفة بالتصنيف الخاص بها، وكلما اقتنيت كتاباً كأنني حصلت على جوهرة ثمينة ضممتها إلى مكتبتي الخاصة، وهكذا كنت مشغولة في الدراسة والتأليف وفي الكتابة للصحف اليومية.

ومن شغفي بالكتب والمجلات أصبحت رئيسة لأصدقاء المكتبة في مدرسة فاطمة الزهراء في الشارقة، وعلمتني مدرسة اللغة العربية المرحومة ثريا الصفدي تصنيف ديوي العشري على أساسه بدأنا نصنف المكتبة المدرسية على هذا التصنيف.

والآن أملك مكتبة من مختلف المعارف العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية لا تعد ولا تحصى وإلى الآن لم أستطع عدها ولكنها تزين جدران منزلي وتعطيني الدافع اليومي بأن هؤلاء كنوزي الثمينة التي سوف أتركها لأبنائي من بعدي.

عزيزي القارئ: تستطيع أن تنشئ مكتبتك بنفسك سواء في المنزل أو في المكتب أو لو كنتم طلاباً في المدرسة أو في الجامعة، ولكن لا تجعلوا بيوتكم خالية من الكتب، فهي ستبقى مرجعاً لكم ولأبنائكم.

Email