أنتم من جعلهم مشاهير

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتناقل الكثير في الآونة الأخيرة المقولة: «لا تجعلوا من الحمقى مشاهير».

لا شك في أن بعض مشاهير الإعلام الاجتماعي لديهم أهداف سامية وإرادة قوية لصناعة الاختلاف في حياة كل من يتابعهم فلقد حقق كثير من الشباب شهرة واسعة ونجومية فاقت نجومية مشاهير الفن والإعلام. ولكن البعض الآخر انجرف نحو طريق الشهرة الوهمية لأنهم بلا نجاحات تذكر فنجوميتهم محدودة وليس لها أي أساس.

ازدادت أبواب الشهرة، وظهرت مفاتيح سهلة وسريعة للوصول إلى الناس ومن أبرزها ظاهرة »الفاشنيستا« وهي صاحبة نجومية استطاعت أن تكسب حب ومتابعة الناس ولكن شهرتها مؤقتة لأنها تروج لذاتها قبل الترويج للأزياء كما تم التصريح من قبل إحدى مصممات الأزياء. ومن المحزن أن هذه الشريحة نجحت في أن تلفت الأنظار إلى أناقتها العالية لتشكل الطموح الشخصي لدى الأطفال في بعض الدول الخليجية.

تخبرني إحدى المدرسات »سألت مرة الطالبات أن يخبرنني عن وظيفة أحلامهن فصدمت حين قلن وظيفة الفاشنيستا«. للأسف أصبح هذا المفهوم مقترناً بالشهرة وحب الناس عند الصغار فهذا الجيل يلتفت إلى واقعه فماذا يرى من القيم؟ يتوجب على الأهالي والمدرسات تحديد أهم القيم والمبادئ فلا نجاح مستداماً من غير قيم.

وخلال تنظيم حفل تخرج الطلبة في إحدى الجامعات تم استضافة مجموعة من المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي، فتفاجأ بعض الطلاب من هذا التصرف لأنه خيِّل لهم أنه ستتم استضافة مجموعة ممن لديهم انجازات يشار إليها بالبنان لتتم الاستفادة من تجاربهم الناجحة في مشاريعهم المستقبلية. والأمرّ من ذلك أن مشاركتهم لم تقتصر على الحضور فحسب بل في إلقاء كلمة للطلاب ويا لها من كلمة.

فلم يتم طلب مشاركة بعض المشاهير المزيفين في الفعاليات المجتمعية بهدف الترويج لأحداثها في مواقع التواصل الاجتماعي حتى ولو كان سلوكهم في أرض الواقع يتنافى مع أهداف وتوجه الجهة، فما هذا التناقض؟ وما هو المستقبل الذي نسعى إليه ونكد من أجله لصناعة مسار واضح ينير الطريق للأجيال القادمة، إذا كان توجه بعض الجهات هو الترويج لمشاريعها من خلال مشاهير وهميين.

منذ أيام تم تداول وسم #سفهاء_السوشل_ميديا على منصة تويتر الذي عبر فيه الجمهور عن أن بعض السفهاء يقدم المحتوى الفارغ ويسيء ويستفز بغرض الشهرة. يتنافس المزيفون في تحقيق الشهرة برمي القيم والأخلاق عرض الحائط.

رغم اعتراف الأغلبية أنهم مجرد مشاهير من فراغ يبقى السؤال الأهم عن المحتوى الذي يقدمه هؤلاء في هذه المواقع، ولماذا تتم متابعتهم والرفع من شأنهم واعطاؤهم أكبر من حجمهم؟ أوليس أنتم من جعل من الحمقى مشاهير؟!

Email