عَدلتَ فأمِنتَ

ت + ت - الحجم الطبيعي

الصور ولقطات الفيديو المتداولة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهو يستقل مترو الأنفاق في العاصمة البريطانية لندن جالساً بين الناس في الدرجة العادية ووقت الذروة برفقة ولي عهده سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، تعبّر أرقى تعبير عما نعرفه نحن في الإمارات عن سموه من صفات يجمع عليها القاصي والداني في التواضع وكرم الخلق وحب التواصل مع الجميع دون حواجز ما جعل محبة سموه تسكن قلوب الغريب قبل القريب، والأجنبي مثل المواطن.

لكن المتأمل في توقيت هذه الواقعة يستطيع أن يلحظ مجموعة من الرسائل الذكية التي يرسلها صاحب السمو في اتجاهات شتى، لنا كإماراتيين، ولهم كغربيين، ولحكام العالم، وسياسييه، وللعرب والإنسانية في كل مكان.

ولعل أول الرسائل إعادة صياغة تلك المقولة التاريخية: عدلت فأمنت فجلست بين الناس تحميك عناية الله ثم قلوبهم المُحِبة، ذلك أن الحاكم العادل، مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، إنما يغرس في الأرض الخير، فلا يجد بعد ذلك إلا التفاف الناس حوله ومحبتهم له دون مقابل.

وثانية الرسائل هي رسالة السلام والمحبة والثقة التي يرسلها سموه إلى المجتمعات الغربية، وبعد أيام من الجريمة الإرهابية المروعة التي هزت مدينة نيس الفرنسية وبعد أن تعودت تلك المجتمعات على كثرة الرسائل السلبية التي تأتيها بعناوين اختطفت سماحة ديننا وسلامه، ليأتي الرد من شيخ اسمه على اسم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يجدونه يجلس بينهم، في ساعة الذروة، بطمأنينة وبثقة كأنما يمد يده الحانية لتطبب قلوبهم ألا تخافوا من عربي أو مسلم، فالقتلة لا ينتمون إلينا ولا يعبّرون عنا ولا يمثلوننا حتى وإن تشابهت الأسماء أو السحنات.

ولكي لا ننسى، فإن «مترو لندن» ليس أول مترو يجلس فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بين الناس، فقد سبقه لذلك «مترو دبي»، ووقتها ربما قال قائل: بين شعبه ووسط حراسه، فماذا يقولون اليوم وهو وسط الإنكليز في عقر دارهم وعاصمتهم، وفي مرحلة زمنية تستدعي المزيد من الاحتياطات الأمنية والحذر الشديد.

لكنها ثقة المؤمن بربه ثم بنفسه وبخطواته التي تدفع رجلاً بمقام وقدر سموه لكي يتواصل مع الناس على هذا النحو، فالشعوب تعرف القائد الذي يعمل للناس، وتميز القائد الذي يبذل العطاء في أصقاع الأرض من مشرقها إلى مغربها دون تمييز، ولذلك يلتفون حوله فيصبحون هم حراسه قبل الحراس، وفي تلك رسالة بليغة لو يدركها كثير من الحكام والساسة لصارت الأرض كوكباً أجمل.

وحده الذي يبذر الحب يجنيه، ومن مثل «محمد بن راشد» في غرس المحبة بين الناس، من؟

Email