إعداد جيل مبتكر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تخيل عالمك اليوم من دون إنترنت؟ كيف يمكن أن تسير الأمور الحياتية من أبسط تفاصيلها لأعقدها من دونه؟ لقد أصبح الإنترنت من أكثر الوسائل التكنولوجية المستعملة في العصر الحالي، لما له من فوائد مختلفة وعلى كافة المجالات والأصعدة. مخترع الإنترنت هو »تيم بيرنرز« الذي جاء بفكرة جديدة قابلة للتطبيق فاستطاع باختراعه تحسين حياة البشر بربطهم مع بعضهم على هذه الشبكة العالمية.

ولكن الذي أحدث الفارق في حياة البشرية بتطوير فكرة مبتكرة تتماشى مع احتياجات الناس هو الشاب »مارك زوكربيرغ« مؤسّس الفيس بوك، حيث تشارك هو وزملاؤه في فكرة إنشاء شبكة اجتماعية للتواصل فيما بينهم، فنجح في جعل الفيس بوك موقعاً للتّواصل الاجتماعي. يعتبر مارك من الأشخاص الذين كان يشكل لهم عالم البرمجة والحاسوب هاجساً وشغفاً كبيراً منذ الطفولة.

إذاً كيف يمكن خلق بيئة محفزة للابتكار لإعداد جيل مبتكر؟

يتمثل دور الأسرة في تعزيز الشخصية الابتكارية لدى الطفل من خلال التحفيز على الاستقلالية والاعتماد على الذات في جميع شؤونه الخاصة والإشادة بالإيجابيات والسلوك الصائب ودعمه معنوياً بالاستمرار في ممارستها.

اشترى أحد الآباء كتاب »القائدان البطلان« لطفله من ذوي الإعاقة الجسدية وهو كتاب لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله موجه للأطفال. أخذ الطفل يتصفح الكتاب من صفحة إلى صفحة وفجأة لفت انتباهه عبارة تقول »عندما يعرف الأطفال كيف تحقق حلم الإمارات.. ستشهد الإمارات على يد هؤلاء الأطفال تاريخاً جديداً من الإنجازات«. بعد مضي أسبوع، ذهب الطفل إلى والده ليحدثه عن مدى إعجابه بالكتاب الذي يضم 10 صفحات لقائد بطل من أبوظبي اسمه الشيخ زايد، وقائد بطل آخر أيضاً اسمه الشيخ راشد، كان حلمهما تحقيق فكرة اتحاد دولة الإمارات، وبالعمل بجد واجتهاد تم تحقيق ذلك الحلم.

ابتسم أبوه ورد قائلاً: »أليس هذا الفكر بحد ذاته إبداعاً يا بني، أن ينعم الناس بالسعادة مع أسرهم وأطفالهم بسبب حلم قائدين؟ وأنت أيضا تستطيع أن تصنع شيئاً تحلم فيه ليصبح واقعاً ملموساً«. غمرته الحيرة وبدأ بالتفكير »كيف وأنا على هذا الكرسي المتحرك؟«.

قلمٌ وورقة وقلبٌ ينصت فيبتسم في نبضٍ بإيجاد حل مبتكر، وبعد تشجيع والده المستمر بدأ يفكر بعمق كيف يستطيع أن يحقق السعادة لذوي الإعاقة الذين يستخدمون الكرسي المتحرك مثله، واستطاع إيجاد فكرة مبتكرة لكرسي متحرك ذكي ميزته أنه يستجيب للأوامر الصوتية أو من خلال حركات الرأس أو اليد، أو حتى بحركة بسيطة من إصبعه من خلال الضغط على أحد الأزرار المطاطية المرنة التي يستطيع المعاق تثبيتها على الجهة التي يستطيع لمسها بسهولة.

إظهار الإعجاب بابتكارات الطفل وإنجازاته مهما كانت وعدم الاستخفاف بما يحاول القيام به يدفعه لمزيد من الاجتهاد، وبذلك نضمن تنشئة أجيال واعية قادرة على مواكبة متطلبات العصر.

ابتسم الأب قائلاً: »سنذهب للجهات المختصة لتنفذ هذا الابتكار، يا لك من متميز يا بني، هذا الابتكار ترفع له القبعات«.

Email