حبٌ حتَّى النُّخاع

ت + ت - الحجم الطبيعي

»إن المواطنة أكثر من مجرد انتماء يتم إثباته بالأوراق الثبوتية، وهي ليست التغني بالولاء والانتماء القولي فقط، وإنما ممارسة الولاء والاعتناء بالوطن ومصالحه العليا على نحو وثيق ومستمر في مختلف الظروف والأوقات«. جاء خطاب سمو الشيخ سيف بن زايد،رعاه الله، خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي ليؤكد فيه أن ما حققته دولة الإمارات من إنجازات وطنية كبرى في مختلف القطاعات نابع من الجهود الوطنية الحثيثة التي تبذلها قيادة الدولة ليكون شعب الإمارات أسعد شعب.

طرح سمو الشيخ سيف بن زايد تساؤلاً عميقاً ومهماً في محتواه حين قال »لا تسأل ماذا قدم لك وطنك بل سل ماذا قدمت أنت لوطنك؟« مقولة أخرى لسموه تجعل كل إماراتي يسأل نفسه ما إذا كان سلوكه وأفعاله تعكس بشكل إيجابي قيمة المواطنة الإيجابية.

حققت الإمارات العديد من الإنجازات في مختلف المجالات لتصبح محط أنظار العالم ومازالت تذهل الجميع كل يوم بإنجازات جديدة يفخر بها كل مواطن ومقيم. ولكن ما دور أبناء دولة الإمارات في تحقيق رؤية الدولة والمساهمة في تعزيز المواطنة الإيجابية؟

»أنت هنا لكي تجد تلك القضية المهمة وذلك المصير الذي سيأخذك إلى أعمق المستويات ويجعلك ترتفع وتسمو ويملك قلبك شغفاً« - روبن شارما. اختلف العديد من الباحثين على التعريف الموحد للولاء وعلاقة المواطن بالدولة، فقرر البعض البحث عن أسهل النماذج لمفهوم المواطنة الإيجابية وترسيخها في أذهان الأفراد والذي يرمز لها عالمياً بـ 4H والتي تتضمن أربعة جوانب (سمو الشيخ سعيد آل مكتوم وتامر عليوه 2015).

الجانب الأول الرأس Head وهو أول جانب للمواطنة الإيجابية والذي يتم فيها تسخير جميع الطاقات الإبداعية في اتخاذ القرارات التي تفيد الوطن والمواطن فيضمن تحقيق المشاريع البناءة التي تتوافق مع رؤية الدولة وقيادتها.

الجانب الثاني وهو القلب Heart وأثبتت الدراسات العلمية على قدرة القلب في التأثير على العقل لاتخاذ القرارات الفعالة والذي يتضح جلياً من خلال عدم تداول الصور والمعلومات والأخبار المغلوطة الغير موثوق بها على مواقع التواصل الاجتماعي.

الجانب الثالث وهو اليد Hand وهنا يجب أن يسأل كل فرد نفسه ماذا قدم للوطن فعليه أن لا يكل ولا يمل في سبيل المساهمة أو التخطيط في كل إنجاز فيعرف دوره جيداً في دفع عجلة الإنجاز للأمام. أما الجانب الرابع فهو الأمل Hope والذي يربط حلم الفرد بحلم الوطن وهو ما يضمن استمرارية تحقيق النجاح الأسمى والدائم لأن خدمة الوطن واجب ورفعته حق مهما تتابعت الأجيال وتعاقبت عليه الأزمان.

وأخيراً، حب الإمارات أكبر من مجرد كلمات تكتب أو حروف تُقرأ، حب الإمارات هو حبٌ حتى النُّخاع، هذا النُّخاع الذي ترتسم حدوده من الولاء للانتماء فهو يثبت بأفعال تقود إلى تحقيق الطموح والإنجازات لتظل راية هذه الدولة عالية خفاقة في ظل القيادة الرشيدة.

Email