إنهم يحلمون

ت + ت - الحجم الطبيعي

»إنهم يحلمون«.. قالها المعتمد البريطاني نهاية الستينيات، ورغم أنفه أنجزنا اتحادنا وعمّرنا ورسخنا بيتنا المتوحد دون أن ترفَّ لنا عين أو ترتعش لنا يد. وقالها من بعده كثيرون، حتى أصبحت هذه الكلمة ملازمة لكل مبادرة تطلقها الإمارات عموماً ودبي خصوصاً، ولكن النتيجة بقيت واحدة: نحن نحلم ونحقق أحلامنا، وهم يتوهمون.

قالوا: إنهم يحلمون، ونحن نوحد قواتنا المسلحة عام 1976، وقالوها ونحن نبني ميناء جبل علي ليكون أكبر ميناء اصطناعي في العالم، وقالوها ونحن نعلن مبادراتنا ومشاريعنا واحداً تلو الآخر من مدينة دبي للإنترنت إلى برج خليفة، وكنا في كل مرة نحول أحلامنا إلى حقائق على الأرض دون تبجح ولا مبالغات، فالعمل يتحدث بصوت أعلى كثيراً من ألف قناة تلفزيونية ومليون بوق دعائي.

ولا ننسى كيف كانت تمنياتهم لنا بالأحلام السعيدة حين أعلنا رغبتنا في استضافة اكسبو 2020، ولعلهم لا ينسون كيف مرّغوا هم أنفسهم أنوفهم بالتراب والعالم يقدم لنا اكسبو 2020 على طبق من ذهب رغم التنافس مع عواصم ومدن عالمية تاريخية.

وقالوا إننا نحلم، بل وقهقهوا مقهورين ونحن نعلن عن سلسلة أقمارنا الصناعية دبي سات وخليفة سات، ثم أصابهم الجنون مع إطلاق مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ، ورغم أنوفهم ها هي الخطوات التنفيذية تتوالى بإذن الله لنكحل أعيننا »وأعينهم« برؤية علم الإمارات ينتصب على المريخ متزامنا مع احتفالاتنا بالعيد الخمسين لتأسيس الدولة الحلم.

وها هم اليوم يتسابقون في مقولة »إنهم يحلمون«، ورغم أنوفهم سيأتي بإذن الله ومشيئته عام 2030 ومعه سيتحقق الهدف-الحلم بأن تكون 25% من وسائل النقل في إمارة دبي ذاتية القيادة.

لكن هل تدرون ما هو السر في أن أحلامنا تتحقق بفضل الله تعالى وعونه، ورغم أنف كل الواهمين. السر يكمن فيما تعلمناه من شيوخنا وقادتنا زايد وراشد وخليفة ومحمد بن راشد وهو أننا »ما نطالع بين ريولنا«.

لقد قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، أكثر من مرة ويسرني أن أعيدها هنا لمن يعشقون أوهامهم ولمن لا يفهمون دبي بعد: »إن المستحيل كلمة يستخدمها البعض لوضع سقف لأحلامهم« وهو نفسه المعلم الذي تعلمنا منه، كما يقول ولي عهده الأمين سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أن »المستحيل وجهة نظر«.

نعم، ولأن المستحيل هو كذلك، لا يعدو أن يكون مجرد وجهة نظر، ولأن الإماراتيين »ما يطالعون بين ريولهم«، تتحول أحلامنا إلى خطط تنفيذية تتحقق في مواعيدها وبأهدافها، وبجودتها ومن يفهم يدرك الفرق جيداً!

نعم، أيها السادة، إننا نحلم، وإننا نحلم جيداً، ماذا عن أحلامكم أنتم؟ هل »كسرتم جرة السمن والعسل« أم ليس بعد؟

Email