الحلف المتين

ت + ت - الحجم الطبيعي

العلاقات الاستراتيجية بين الدول تُبنى وفق منظومة متقدمة من الأسس التي لا يفهمها قصيرو النظر، لذلك لا يستطيعون تجاوز وهم أنهم يمكنهم التأثير فيها من مواقعهم الصغيرة. وحين تكون العلاقات بين دولتين مثل الإمارات والسعودية، فإن هذه العلاقات بُنيت على مداميك راسخة في الأرض لا تبدأ عند الثقة المتبادلة، والتاريخ المشترك، ولا تنتهي عند دماء الشهداء التي اختلطت معاً وهي تضمخ تراب الكويت في حرب تحريرها، ثم في سفوح اليمن في حرب إعادة الأمل إليها.

وما بناه قادة عظام مثل الشيوخ زايد وراشد، رحمهما الله، وخليفة ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد، والملوك فيصل وخالد وفهد وعبد الله، رحمهم الله، وسلمان، لا يمكن إلا أن يكون راسخاً في الأرض لأنه بُني ليبقى، بُني لله ثم للأمة وأبنائها ومصلحتها العليا وليس لمصلحة فئة أو حزب أو طائفة أو شلة صغيرة.

وفائدة هذا الحلف الوثيق الراسخ بين البلدين هي فائدة للجميع، وأول المستفيدين بعد مواطني البلدين هم أهلنا وعزوتنا في دول الخليج، وأشقاؤنا العرب من المحيط إلى الخليج، فالتاريخ والوقائع على الأرض يثبتان أن تحالف الإمارات والسعودية لم يأت إلا بالخير، وبما يحقق الرخاء والرفاه والفائدة العظمى.

لذلك يبدو غريباً وغير مسوغ أن يستهدف »البعض« هذا الحلف الوثيق متوهمين قدرتهم على فضه أو كسر إرادته. لذلك تجدهم يستخدمون كل أساليبهم القذرة من أعمال الفتنة والإساءة وبث للإشاعات والأكاذيب والاختلاقات والصور المفبركة والتقارير الإخبارية بينة الكذب، معتقدين أن القيادات ستصدقهم، بينما يقول الواقع إن هذه القيادات لديها من الأولويات الإستراتيجية وعلو الهمة والإرادة ما يجعلهم لا يدرون أصلاً عن هؤلاء النكرات.

أثبت تحالف الإمارات والسعودية أنه وثيق العُرى ليس فقط في العلاقات السياسية والمصالح المتبادلة، بل في ميادين البذل والتضحية، فالحلف الذي ترسخه دماء الشهداء وبطولات الجند وهم يقاتلون معاً ضد عدوهم المشترك، ليس حلفاً آنياً ولا مصلحياً ولا مرحلياً، إنه حلف لأجيال وأجيال يترسخ يوماً بعد يوم كالطود الشامخ تمر الرياح حواليه ولكنها لا تستطيع أن تهزه ولا أن تحركه.

لقد نجحت العلاقة السعودية الإماراتية في تغيير الصورة النمطية عن العلاقة بين الأشقاء، فهي ليست اضطرارية بحكم الموقع الجغرافي، وإنما اختيارية بحكم الإرادة المشتركة والجوامع العقدية والتاريخية والثقافية والحضارية والوجودية، يُبنى عليها ما يؤسس لعقود طويلة من العمل المشترك لمصلحة البلدين الشقيقين.

لذلك سأقولها بوضوح، واختصار لمن لم يفهموا الدرس بعد، ولكل الذين يتوهمون أنهم سيحطمون الطود الشامخ بتغريدة متوهمة، ولكل الممتلئة نفوسهم بالحقد والغل والأمراض الفكرية والعقدية والنفسية:

نحن لا نتاجر في علاقتنا بالسعودية، نحن نضخُّ دماً واحداً في وريد واحد.

Email