الإخوان المسلمون والصعود إلى الهاوية (06)

المرشد يحول مكتب الإرشاد إلى سيرك

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الحلقة السادسة من مذكراته يروي محمد حبيب النائب الأسبق لمرشد جماعة الإخوان أسرار وتفاصيل ما دار داخل مكتب الإرشاد الذي يتولى قيادة الجماعة في الفترة التي أعقبت القبض على خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد في ديسمبر 2006 ومعه عضو المكتب محمد علي بشر في يناير 2007 وما تبع ذلك من انتخابات داخلية.

ووصف حبيب مكتب الإرشاد في هذه الحلقة بـ»السيرك« الذي يديره مهدي عاكف مرشد الجماعة الذي حمله حبيب مسؤولية ما آلت الجماعة من انهيار.

ويلاحظ القارئ أن المؤلف يوجه سيلاً من الانتقادات الحادة لمرشد الجماعة مهدي عاكف، حيث يتناول بشكل مفصل تصريحات ومواقف له يرى أنها كانت وراء انتقادات الرأي العام في مصر وخارجها والجماعة وخروج الكثيرين عليها.

 

 

بعد إلقاء القبض على المهندس خيرت الشاطر في 14 ديسمبر 2006 والمهندس الدكتور محمد بشر في 12 يناير 2007 آلت مهامهما الكثيرة التي كانا يقومان بها إلى د. محمود عزت ود. محمد مرسي ود. محمود حسين.. ولكن كيف؟

كان من المفترض أن يجتمع مكتب الإرشاد ليناقش ويقرر توزيع المهام على الزملاء، لكن ذلك لم يحدث، واكتشفت أن أمورا تجري من وراء ظهري وظهر المكتب، فقد كنت جالسا في غرفة مكتبي ومعي الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، وذلك بعد أيام من توقيف الدكتور بشر، وتطرق الحديث بنا إلى البحث عمن يشغل المهمة التي كان يقوم بها الأخير..

وقدر أن كان يمر من أمام غرفة المكتب الدكتور محمود حسين، فناديناه وسألناه إن كان لديه استعداد أو رغبة لشغل هذه المهمة حتى نعرض ذلك على مكتب الإرشاد للموافقة والاعتماد، فكان رده المذهل: أنا فعلا تسلمت هذه المهمة، سألناه باستغراب: من سلمك إياها؟ وكيف؟ ومتى؟ قال: سلمني إياها الدكتور محمود عزت

اتجهت بعدها للدكتور محمود عزت وسألته: كيف تصدر تكليفاً للدكتور محمود حسين من وراء ظهر المكتب؟ فرد قائلا: لقد نسيت أن أخبرك، قلت مستنكرا: يا دكتور محمود المسألة ليست علماً وإحاطة، لقد قمت باستلاب سلطة المكتب، وهذا أمر مرفوض ، فما كان من الدكتور عزت إلا أن قام وقبل رأسي.

المثال الثاني كان من المرشد محمد مهدي عاكف، إذ علمت قدرا من الدكتور محمد مرسي أنه استدعاه وكلفه بإحدى المسؤوليات التي كان يضطلع بها خيرت الشاطر، وهي الاتصال بإخوان الخارج، وللأسف المرشد لم يكلف خاطره أن يأخذ رأيي في ذلك،وحينما أبديت انزعاجي ورفضي لهذا الأسلوب أمام الدكتور مرسي، وأنه لا بد من التحدث إلى المرشد في هذا التجاوز، رجاني ألا أتحدث إليه في ذلك حتى لا أوقعه في حرج معه.

هندسة الانتخابات

كان المرشد ـ والحق يقال ـ أكثرنا إلحاحاً بضرورة دعم المكتب، حيث كان كثير الشكوى من أدائه المتواضع، وبعد اجتماعنا في مزرعته في مايو من عام 2008، طرح على أعضاء مكتب الإرشاد مسألة الدعم بـ 7 أعضاء، وقيل له ساعتها إن ذلك مخالف للائحة حيث يتطلب الأمر 3 أعضاء فقط، غير أن المرشد أصر على عدد 7 .

تم التوصل إلى عدد وسط وهو 5 أعضاء،وفي هذا الاجتماع تم الاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية للإشراف على الانتخابات تضمني (حبيب) رئيساً، وعضوية كل من الدكتور رشاد بيومي والدكتور محمود عزت، على أن يتم ذلك في غضون أسبوع..

وأن يجري الانتخاب بطريق الاقتراع السري بين أعضاء مجلس الشورى العام للجماعة، وتم الانتخاب وكان عدد المصوتين 82 عضوا، فاز الثلاثة: محيي حامد (51 صوتا)، محمد سعد الكتاتني (50 صوتا)، وأسامة نصر(46 صوتا) من المرة الأولى، حيث تجاوزوا نسبة الـ50 % طبقا للائحة.

أعيد الانتخاب مرة ثانية بين الاثنين الأعلى أصواتا وهما: عصام العريان (35 صوتا) ومحمد عبد الرحمن ( 35 صوتا)، وبين الاثنين اللذين يأتيان بعدهما (بفارق كبير في الأصوات) وهما: سعد الحسيني (23 صوتا) ومصطفي الغنيمي (21)، وذلك وفقا لما تقتضيه اللائحة.

في المرة الثانية، كان عدد المصوتين 84 عضوا، جاءت نتيجة التصويت بفوز محمد عبد الرحمن (58 صوتا) وسعد الحسيني (43 صوتا)، وكان السادس هو عصام العريان (38 صوتا) حيث تجاوز نسبة الـ 40 % (بمعنى أنه يحق له أن يدخل مكتب الإرشاد دون إجراء أي انتخابات في حال ما إذا خلا أي موقع المكتب)، وكان السابع هو مصطفى الغنيمي (29 صوتا).

الرصانة والجموح

لقد أشعل عاكف ـ المرشد العام ـ بتصريحاته المستفزة والمثيرة وغير المسؤولة نيراناً كثيرة، لعل أشهرها كان قوله »طز في مصر..«، وقد أوقعتنا هذه التصريحات في مشكلات مع الرأي العام، والقوى السياسية، والسلطة.

في أحد أيام شهر أبريل عام 2009، وكعادته أطلق المرشد تصريحا لإحدى الصحف بأنه سيكتفي بالفترة الأولى له كمرشد ولن يترشح لفترة ثانية، التي تبدأ في 14 يناير 2010، وبدا الأمر ..

كما لو كان المرشد ألقى بحجر ثقيل في ماء بحيرة راكدة، وتردد النبأ على مستوى معظم وسائل الإعلام من صحافة وفضائيات ووكالات أنباء، ولم أعلم وكذلك أعضاء مكتب الإرشاد به إلا من الإعلام! وحينما تحدثنا معه في هذا الأمر، قال محاولا تبسيط ما فعل: لقد صرحت بهذا الأمر ما يربو على 4 مرات.

حاولنا إثناء الرجل عن عزمه بكل الوسائل والسبل، لكنه كان يزداد إصرارا.

بين الذهول والدهشة

وفي أحد الأيام من شهر أبريل عام 2009، بعد أيام من تصريحه بعدم ترشحه لفترة ثانية، فوجئت بالمرشد محمد عاكف يأتي إلى غرفة مكتبي ويعرض علي قائمة بها 12 اسماً هم: محمد حبيب، خيرت الشاطر، محمد هلال، لاشين أبوشنب، رشاد بيومي، صبري عرفة، محمد عبد الله الخطيب، جمعة أمين، عبد المنعم أبو الفتوح، محمود عزت، محمود غزلان، ومحمد بشر.

فقلت: إن هذا يحتاج إلى تعديل لائحي.

فرد قائلا: نحن يمكننا أن نجري انتخابات قريبة بالطريقة نفسها التي أجريت لدعم المكتب بـ 5 أعضاء في العام الماضي، وأن نستكتب هؤلاء الـ 12 عضوا الآن إقرارات بعدم الترشح فيها.

أصابني الذهول والدهشة وأنا أستمع إليه، وقلت لنفسي كيف يفكر هذا الرجل؟ صمت فترة ثم قلت: هذا إجراء ما سبقنا إليه أحد، وأرجو ألا تأخذ بسيف الحياء من الإخوان شيئا لا يريدونه، وأردفت قائلا: يا أستاذ عاكف، المشكلة ليست في استبعاد أعضاء قدامى واستقدام آخرين جددا بقدر ما تكمن في تغيير النظام والنهج الذي نسير عليه.

تعديل اللائحة

في أول اجتماع لمكتب الإرشاد طرح المرشد رؤيته في تغيير اللائحة عبر 3 مواد، حاولت إثناءه عن عزمه، وقمت بشرح فكرتي عن تطوير الأداء، وأنه لا بد من النظر ابتداء في مواد اللائحة الموجودة ومحاولة علاج ما بها من ثغرات وتفعيل المواد التي تحتاج إلى ذلك قبل أن نقوم بأي تعديل حتى لا نحدث تناقضات نحن في غنى عنها، لكن كان واضحا ـ للأسف ـ أنه رتب مع بعض الأعضاء لإجراء التعديل.

وفي صبيحة يوم الثلاثاء 4 مايو 2009 (وهو اليوم السابق مباشرة على موعد انعقاد مكتب الإرشاد الذي من المفترض أن يعرض فيه مشروع تعديل اللائحة) حضر المرشد إلى مكتبي ، وتكلمنا في عدة أمور، لم يكن من بينها مشروع التعديل، وقد ظننت ساعتها أن المشروع لم يتم إعداده بعد.

بعد صلاة الظهر في اليوم نفسه، فوجئت بعبد المنعم أبو الفتوح يحضر إلى مكتبي ويسأل: ما رأيك في مشروع التعديل؟ لقد أرانيه الآن عاكف، قلت: ليس عندي أي فكرة عن هذا الموضوع، قال عبد المنعم مستغربا: معقول؟ اتصلت به هاتفيا للاطمئنان عليه، ولما وجدت الأمر عاديا، قلت: يا أستاذ عاكف، لي عتب عليك، قال: خيرا، قلت: كيف يبلغني شيء من عبد المنعم، ولا يبلغني منك؟

عند هذا الحد، قال المرشد: عموما يا أخ محمد، الموضوع سيعرض عليك غدا، قلت: المفترض يا أستاذ عاكف أن يكون هذا المشروع بين يدي قبلها بيوم على الأقل لدراسته، فقد تكون هناك أشياء تحتاج إلى مراجعة أو تعديل أو إضافة، ثم لنفرض جدلا أنك لم تستطع الحضور غدا لأي سبب كان، ساعتها سوف أرأس الجلسة بديلاً عنك، فماذا تكون الحال؟

ولما لم يكن عند الرجل شيء يقوله، سلمت عليه وأغلقت الهاتف وأنا حزين.

الاجتماع المهزلة

في صبيحة يوم الأربعاء 5 مايو 2009، وصلني مشروع التعديل قبل اجتماع مكتب الإرشاد بـ 3 دقائق (!)، قرأته سريعا وأحطت بما فيه من ثغرات.

في بداية الاجتماع، قال المرشد: مشروع التعديل بين أيديكم، فهل منكم من يرىد التعليق؟ قلت: يا أستاذ عاكف، أرجو أن تعطينا فترة لدراسته، لن أقول أسبوعين أو 10 أيام، يكفي أسبوع، رد المرشد بحسم وانفعال: الموضوع أمامكم، وسوف ننتهي منه اليوم. حاولت متلطفاً إثناءه عن عزمه، خاصة أنه لا توجد ضرورة ملحة، فلم أفلح..

وإذا به يعطي الكلمة لبعض الأعضاء الذين دافعوا عن صلاحيات وحق وعظمة مشروع التعديل، وكيف أن الإخوان على كافة المستويات في انتظاره كل ذلك حدث في شكل أشبه بالمهزلة، وكأننا في سيرك.

قلت: يا أحباب، أنا لست ضد مشروع التعديل، فقط أريد وقتاً للدراسة قال أحد الأعضاء: إن اللائحة تعطينا الحق ـ كمكتب إرشاد ـ في أن تؤول إلينا كل صلاحيات مجلس الشورى..

حيث إننا في حالة اضطرار، قلت: ومن له الحق في تفسير هذه الحالة الاضطرارية التي نحن بصددها؟ قال: نحن (يقصد مكتب الإرشاد)، قلت: أنتم إذن تجعلون أنفسكم أوصياء على مجلس الشورى وتسلبونه حقه، أرجو أن ترجعوا إليه، وأن تأخذوا رأيه، فربما أوصى بما تريدون، رفض القوم،..

وتدخل عاكف وقال: نريد أن نأخذ تصويتاً، قلت: أرجوك أن تتمهل، ولا داعي للعجلة، إن هناك مخالفة صريحة لما تفعلون وما هو منصوص عليه في اللائحة العامة، لكن ـ للأسف ـ ذهب رجائي سدى، فقلت: أنا إذن مستقيل من موقع النائب الأول، لم يلتفت المرشد إلى ذلك، وكرر على مسامعنا: تصويت، فرفعوا أيديهم بالموافقة، تماما كما يفعل أعضاء مجلس الشعب المصري من حزب السلطة.

المرشد وتغيير المكتب

 

 

على الرغم مما سبق، وبالرغم من أن المرشد كان أحد أهم المشكلات داخل مكتب الإرشاد، وأنه لم يكن قادراً على إدارته، إلا أنه كان يفكر في تغيير تركيبة المكتب ..

حيث كان في شك من قدرته على القيام بأي إسهام أو تحسن في الأداء وهو على هذا النحو (!)، وأن الأمر يحتاج إلى استبعاد كل الأعضاء الذين أمضوا في عضوية المكتب أكثر من ثمان سنوات، والقصد من وراء ذلك أنه قبل أن يترك موقع المرشد، يريد من أعضاء مكتب الإرشاد أن يتركوا أيضا مواقعهم، وهو ما قاله لي بعد ذلك صراحة.

 

عاكف يصل إلى طريق مسدود

 

 

 

رفض المرشد السابق محمد مهدي عاكف لولاية ثانية لم يكن بالشكل ولا بالكيفية التي تصورها الرأي العام أو الإخوان، لكن كانت هناك أسباب موضوعية دفعت بالرجل إلى اتخاذ هذا الموقف، حسب علمي وقربي منه ومعرفتي بشخصيته وطريقة تفكيره، هذه الأسباب يمكن إيجازها في الآتي:

• أولا: حالة الانسداد السياسي التي فرضتها السلطة على المجتمع المصري كله، وأن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ.
• ثانيا: عدم استطاعة قيادات الإخوان تقديم شيء جديد للمجتمع.

• ثالثا: إدراك المرشد أننا مقبلون على فترة صعبة لن يستطيع أن يحقق فيها أي إنجاز.

• رابعا: وصول المرشد إلى طريق مسدود وإلى حالة يصعب وصفها ـ من حيث الطاقة والجهد والقدرة ـ في التعامل مع أعضاء مكتب الإرشاد، لدرجة أنه طرح عليهم إلغاء هيئة المكتب (!) التي تجتمع 3 إلى 4 مرات في الشهر والاكتفاء بلقاء المكتب مرتين في الشهر (!)، مع العلم أن لقاءه بهيئة المكتب لم يكن يتعدى 15 ـ 30 دقيقة (!)، وبالمكتـب في حــدود أقــل مــن ساعــة.

حاولنا معالجة هذا الوضع المؤسف، وقلنا إذا كان المرشد لا توجد لديه قدرة على رئاسة الجلسات إلا في حدود هذه الدقائق، الأمر الذي كان يستحيل معه بحث أي قضية، فلا بأس من أن تستمر جلسة هيئة المكتب أو المكتب برئاسة النائب الأول (بحكم اللائحة) كي يستطيع المكتب أن يقوم بدوره ويفي بمسؤولياته، غير أن المرشد كان يجهض أي قرار اتخذه المكتب يرى أنه ليس منسجماً مع وجهة نظره..

وبالتالي لم يكن أمام أعضاء المكتب إلا أن يتوقفوا عن هذا النهج والاكتفاء بجلسات الدقائق التي يعقدها المكتب برئاسة المرشد. إزاء هذا كله ارتأى الرجل أن يمضي وأن يكون يوم 13 يناير 2010، وهو آخر يوم له في الولاية الأولى، هو آخر عهده بالمرشدية!


المرشد يحول مكتب الإرشاد إلى سيرك


على الرغم مما سبق، وبالرغم من أن المرشد كان أحد أهم المشكلات داخل مكتب الإرشاد، وأنه لم يكن قادراً على إدارته، إلا أنه كان يفكر في تغيير تركيبة المكتب ..

حيث كان في شك من قدرته على القيام بأي إسهام أو تحسن في الأداء وهو على هذا النحو (!)، وأن الأمر يحتاج إلى استبعاد كل الأعضاء الذين أمضوا في عضوية المكتب أكثر من ثمان سنوات، والقصد من وراء ذلك أنه قبل أن يترك موقع المرشد، يريد من أعضاء مكتب الإرشاد أن يتركوا أيضا مواقعهم، وهو ما قاله لي بعد ذلك صراحة.
المرشد وتغيير المكتب


قضى الدكتور محمد السيد حبيب، كاتب هذه المذكرات، 40 عاماً داخل صفوف جماعة الإخوان، منها 25 عاماً عضواً بمكتب إرشادها الذي التحق به عام 1985، وخرج منه مطلع 2010، بعد «إسقاطه» في انتخابات داخلية أثارت عاصفة من الجدل نهاية 2009.


بحكم موقعه كنائب أول لمرشد الجماعة، اطلع الدكتور حبيب على أدق تفاصيل وأسرار التنظيم، من علاقة الإخوان بنظام مبارك إلى اتصالاتهم مع الأميركيين، كما وقف على مصادر تمويل الجماعة، التي وصفها بأنها سر لا يجوز حتى للأعضاء الاطلاع عليه.

المؤلف في سطور

 

قضى الدكتور محمد السيد حبيب، كاتب هذه المذكرات، 40 عاماً داخل صفوف جماعة الإخوان، منها 25 عاماً عضواً بمكتب إرشادها الذي التحق به عام 1985، وخرج منه مطلع 2010، بعد »إسقاطه« في انتخابات داخلية أثارت عاصفة من الجدل نهاية 2009.

بحكم موقعه كنائب أول لمرشد الجماعة، اطلع الدكتور حبيب على أدق تفاصيل وأسرار التنظيم، من علاقة الإخوان بنظام مبارك إلى اتصالاتهم مع الأميركيين، كما وقف على مصادر تمويل الجماعة، التي وصفها بأنها سر لا يجوز حتى للأعضاء الاطلاع عليه.

 

 

إعداد: محمد سعد عبد الحفيظ

تنشر بالتعاون مع " الشروق"

Email