تأثيرات مدمرة للكارتلات المكسيكية على صحة الامريكيين واقتصاد بلادهم

مقترحات جريئة للتصدي للمخدرات في أميركا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

واشنطن ليست عاصمة أميركا، وإنما هي فقط عاصمة دولة تحمل عنوان الولايات المتحدة، أما أميركا فهي قارة كاملة تقع عند شمالي النصف الغربي من الكرة الأرضية. وهذه القارة – أميركا الشمالية- تضم في أقصى شمالها دولة مترامية الأطراف تدعى كندا، فيما تضم في أصقاعها الجنوبية ولايات متحدة أخرى، اسمها الرسمي الولايات المتحدة المكسيكية..

وبديهي أن العالم بات يعرفها باسم، المكسيك، وهي بلد شبه جبلي، كما يقول الجغرافيون، ولكنها بلد حافل بتراث حضاري جمّ الثراء، كما يقول الأثريون وعلماء التاريخ، كيف لا وقد شهدت المكسيك، كما يقول راصدو التطور البشري مآثر وانجازات إنسانية على مر تاريخها، تحمل ولاتزال اسم حضارات الأزتك والمايا والأولمبيك وغيرها، إلى أن اجتاحتها موجات أو عواصف الاحتلال والسيطرة الإسبانية في بواكير القرن السادس عشر، وبالتحديد في عام 1519 الذي شهد تدمير ما تبقى من إمبراطورية الأزتك المكسيكية على يد قوات هيرمان كورتيز.

بعدها أصبح العالم يعرف تلك البقعة الجنوبية من قارة أميركا الشمالية باسم إسبانيا الجديدة، حيث كان بديهياً أن تصبح الإسبانية لغة المنطقة التي تشربت تراث اللغة المذكورة، ولكن أضفت عليه طابعها المتميز ولدرجة أن أصبحت القواميس الإسبانية تتناول ما يمكن تسميته بأنه اللغة الإسبانية- المكسيكية إلى بارز وملحوظ.

على كل حال، فلا تزال الأقدار التي وضعت المكسيك جاراً جنوبياً للولايات المتحدة، هي التي تمارس قوانينها التي تميز بين جار متواضع الإمكانات في الجنوب وجار لايزال يتصدر مسيرة النفوذ والموارد والإمكانات على مستوي العالم كله، على الأقل منذ سنوات القرن العشرين.

قبل ذلك بكثير حصلت المكسيك على استقلالها عن إسبانيا، وكان ذلك تحديداً في عام 1821، وخلال المّد الوطني الذي صاحب هذا الاستقلال، عمدت الولايات المتحدة إلى ضم منطقة تكساس الغنية كما هو معروف بموارد البترول إلى أراضيها، بعد أن انتزعتها من رقعة المكسيك، وهو ما أشعل نيران حرب لاتزال مسجلة وبشكل لا يمحى في حوليات التاريخ الأميركي..

وكان هذا الضم قد حدث بالتحديد في شهر ديسمبر من عام 1845، وهو ما أدى إلى القتال بين الطرفين- الأميركي والمكسيكي وظلت نيرانه متقدة ومدمرة خلال عامي 1846- 1848، وكان من نتائج هذا الصراع غير المتكافئ بين واشنطن الجار الشمالي المستند إلى جذور غرب- أوروبية والجار الجنوبي مكسيكو الخارج لتوه – كما ألمحنا- من سيطرة الإمبريإلىة الإسبانية- أن فقدت المكسيك..

– كما تؤكد المراجع الأميركية ذاتها- نحو 40 في المئة من مساحتها لصالح الولايات المتحدة. لكن المكسيك – والحق يقال- تلقت تعويضات «سخية» كما قد نسميها- عن هذه الخسائر في الأرض والموارد وفي رقعة الوطن ذاتها، حيث وصلت هذه التعويضات إلى مبلغ 15 مليون نعم 15 مليون دولار ولو بأسعار ذلك الزمان.

هذه إذن معالم الخلفية الجيو- سياسية التي تستند إليها مقولات الكتاب الذي نقلب صفحاته في هذه السطور.

حريق الجيران

ترجع أهمية هذا الكتاب إلى أنه يتوقف عند حقيقة، إن لم تكن بديهية، ينبغي أن يضعها أهل السياسة والحكم والمسؤولية نصب عيونهم بكل تأكيد.

والحقيقة البسيطة يلخصها العنوان الرئيسي لهذا الكتاب في عبارة تقول: «اندلاع الحريق عند الجيران» والمعنى أن ثمة خطراً محدقاً، متأهباً، إذا ما اشتعلت النار في الدار المجاورة، ولابد أن يعي أي طرف مدي فداحته ومبلغ جسامته، برغم أنه لايزال مشتعلاً – كما يقول هذا العنوان – في سكن الجار.

بعدها يأتي العنوان الفرعي، وهو العنوان الشارح للموضوع الذي اختار المؤلف أن يخوض غمراته، والموضوع هو: «حرب المخدرات في المكسيك»

والمعنى أنه إذا كان الجار يواجه حريقاً، أو يخوض حرباً في دنيا المخدرات- المؤثرات العقلية كما يسميها أهل الاختصاص، فإن هذه الآفة لن تظل مقتصرة – حسب قوانين الحركة وطبائع الأشياء- على ضرر يصيب الجار المذكور فقط-، بل إن من شأنها أن تمتد عبر حدود لاتزال تعاني الهشاشة وإمكانية الاختراق على نحو ما تشهد به أحداث يشهد بها تسلل المهاجرين غير الشرعيين من أصقاع الجنوب- المكسيكي إلى أراضي الولايات المتحدة الأميركية.

وفيما تقع حالات أو حوادث التسلل ربما بحكم التعريف بأساليب تحتية وعلى شكل قوافل التعاسة التي تسلك شعاب الجبال وتستخفي في طيات التضاريس القاسية، بل إن من أفرادها ومن عملائها من يلقي حتفه في مثل هذه السياقات، فإن تهريب- أحياناً توصيل المخدرات من المكسيك إلى أميركا- لا يتورع أحياناً عن اتباع أساليب تبلغ حد التصادم مع السلطات الرسمية، مع استخدام أحدث وأخطر سبل الاتصال ووسائل النقل ناهيك عن أحابيل الرشوة وتجنيد العملاء من خلال اختراق صفوف الأميركيين أنفسهم، وخاصة المسؤولين عن خفارة الحدود ومراقبة عمليات التسلل والتهريب.

حكاية الكارتلات

وبديهي أن هذه الإمكانات تتحقق من خلال ما باتت تمتلكه عناصر تهريب المخدرات من موارد فادحة الثراء إلى حد بعيد: إنها مافيا العصر التي تجسدها كارتلات التهريب، على نحو ما يقول المصطلح الأميركي.

وبالمناسبة، فالاسم «كارتل» ترجع أصوله إلى اشتقاقات في اللغات الألمانية والفرنسية المستجدة من جذر لغوي إيطالي هو «كارتيللو» بمعنى بطاقة مكتوبة أو مشارطة مسجلة وواجبة الالتزام بها، ومن ثم فهو يصدق على حالة احتكارات التعامل في أسواق التجارة ــ المشروعة طبعاً- ولكنهم نقلوه ليصدق على ما تمارسه من سلوكيات الاحتكار، تلك التشكيلات العصابية العاتية، الضالعة في عالم الاتجار بالمخدرات، التي يستوردون الكثير من موادها، الكوكايين والهيروين بالذات من أصقاع أميركا اللاتينية جنوباً، ثم يتم تهريبها عبر المكسيك، ليستهلكها أفراد الشعب الأميركي إلى جهة الشمال.

في هذا السياق ينبه مؤلف كتابنا، الدكتور تيد غالن كاربنتر، إلى أن هذه الكارتلات وما تمارسه من جرائم تهريب المخدرات لا يقتصر ضررها على مشكلات الدمار الصحي أو الانهيار النفسي وحسب، بل إنها أفضت – كما ينبه المؤلف – إلى استشراء أدواء الفساد السلوكي – السياسي والإداري في مجمل المناطق والتخوم المحيطة بكيان المكسيك، ابتداء من أقطار أميركا الوسطي المطلة ..

كما هو معروف على البحر الكاريبي وعلى خليج المكسيك، وليس انتهاء ـ كما ألمحنا- بالولايات المتحدة الأميركية ذاتها، التي تمثل كما يوضح مؤلفنا أكبر سوق للمخدرات المكسيكية كما يسميها، إلى أوروبا والشرق الأوسط.

مع ذلك نلاحظ من واقع طروحات الكتاب أن المؤلف لا يلبث أن يعمد إلى توسيع نظرته في التعامل مع آفة المخدرات المهربة عبر المكسيك. يقول: إن الأمر لم يعد يقتصر على سوق الولايات المتحدة، برغم كونه السوق الأكبر كما نؤكد من جديد، ولكن الخطر أصبح يتسع حاليا فإذا به يعبر المحيط الأطلسي..

وصولاً بعيداً إلى أوروبا الشرقية من جهة بل وإلى بلدان الشرق الأوسط من جهة أخرى، ثم يضيف في هذا السياق أنه فيما لايزال عدد متعاطي المخدرات في أميركا في حال من الثبوت أو الاستقرار، بصورة أو بأخرى، فإن عدد المصابين بآفة التعاطي في حال من التزايد والاطراد في أقطار شرقي أوروبا - السوفييتية سابقاً- على وجه الخصوص.

مع ذلك ينبه مؤلفنا أيضاً إلى أن الإجراءات الشُرطية والتدابير الحكومية، الرسمية والإدارية، فضلاً عن المواجهة العنيفة باستخدام السبل والوسائل العسكرية، ليست بالأمر الكافي لمواجهة آفة تهريب ومن ثم تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.

وهنا يوضح الكتاب أن الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون عمد إلى شن حملة هجومية واسعة النطاق، في ديسمبر من عام 2006، ضد كارتلات – احتكارات المخدرات في المكسيك. وراح ضحية الحملة العنيفة عدد لا يستهان به من البشر (نحو 44 ألف فرد).

ومع هذا كله، فلايزال نهر المخدرات في حال من التدفق والجريان، ولاتزال جراثيم الفساد تنخر في جسد الإدارة في المكسيك وتهدد بالانتقال إلى الجسد على مستوى الجار الأميركي إلى الشمال.

وإذ يسلّم مؤلفنا- وهو باحث أكاديمي رصين- بأن الإجراءات البوليسية المسلحة والعنيفة لم تعد تكفي وحدها، فهو يفاجئ قارئيه بطرح حلول غير تقليدية وقد نراها من وجهة نظرنا حلولاً جسورة، إن لم تكن متمادية من حيث الجرأة والجسارة.

إن المؤلف يؤكد على ما يصفه بأنه ضرورة العمل على تجريد عصابات التهريب من سبل التمويل البالغة الوفرة والسخاء وهو ما تمثله الأرباح السوبر- طائلة التي تجنيها تلك الاحتكارات الشريرة من وراء جلب المخدرات والاتجار بها، وهذا ما يراه المؤلف كفيلاً بإلحاق أبلغ الأضرار باقتصادات المجتمع من جهة وبالصحة البدنية النفسية- العقلية لضحايا التعاطي ــ ناهيك بالإدمان من جهة أخرى.

نوعية الضربة المطلوبة

في هذا الصدد يذهب مؤلف كتابنا إلى القول بما يلي: مطلوب توجيه ضربة قاصمة وغير مسبوقة وكفيلة بتحطيم سوق استهلاك المخدرات في الولايات المتحدة الأميركية بالذات، باعتبارها أكبر الأسواق لترويج هذه العقاقير المدمرة وغير المشروعة. وهذا يتطلب – يضيف البروفيسور كاربنتر- التخلي عن مجرد سياسة منع أو حظر المخدرات، والتحول إلى العمل الجاد على حرمان المروّجين والوسطاء والمهربين مما يجنون من أرباح طائلة..

ومن ثم حرمان هذه العناصر الشريرة من تلك الإمكانات الوافرة، من حيث الكفاءة بل وحداثة الأجهزة وخطورة المعدات المستخدمة من أجل تهريب المواد المخدرة، فضلاً عن التصدي لعناصر المكافحة العسكرية والمدنية. وهم لا يتورعون في هذا المضمار عن استخدام السلاح لمواجهة عناصر المكافحة أحياناً، أو استخدام أموال الرشوة لإفساد تلك العناصر من ناحية أخرى.

هنا أيضاً يحاول المؤلف التدليل على ما يقترحه قائلاً إن أميركا ظلت على مدار 40 سنة تخوض حربها ضد عصابات التهريب والترويج المكسيكية، ولكن هذا كله كان مآله الفشل، بعد أن تحوّل هذا التهريب والترويج إلى تجارة لها قواعدها المرسومة ولها ممارسوها وكوادرها المتخصصة، وطبعاً لها عائداتها التي تفوق كل ما يتحقق من التجارة المشروعة من مكاسب وعائدات.

وبديهي أن مقترحات المؤلف – بكل ما يحّفها من جسارة- مازالت تلقي معارضة في أوساط الأكاديميين والاختصاصيين في أميركا وغيرها. لكن هذه المقترحات لقيت قدراً ملحوظاً من التأييد وخاصة من جانب عدد من مسؤولي المكافحة، الذين عملوا في هذا المجال على مدي الأربعين سنة الماضية.

وهم يسلّمون بفشل ما بذلوه من جهود طيلة تلك العقود الأربعة، لكن هناك من يطالب بتطبيق مقترحات المؤلف عند المنبع، كما قد نقول، بمعنى إباحة تداول المخدرات في المكسيك، مما يؤدي إلى إفقادها أصلاً قيمتها المالية ومن ثم حرمان المتاجرين فيها مما يجنونه من أرباح.

المهم أن مؤيدي المقترحات والطروحات، التي يذهب إليها هذا الكتاب يكادون يجمعون على أن الأمر لايزال بحاجة إلى طرح أفكار غير مسبوقة وتداول مقترحات غير تقليدية، من خارج الصندوق كما نسميها، وبما لا يتّبع الأفكار نفسها ولا يكرر الإجراءات ذاتها التي درجت عليها الدول في مجالات المنع والمكافحة دون أن تحقق الأهداف المنشودة في هذا المضمار.

رأي مسؤول سابق

وفي ضوء التحفظات المطروحة على تصورات المؤلف، الدكتور كاربنتر إلا أن هناك من يدعو إلى عدم نبذها من الوهلة الأولى، بل يدعو بدلاً من ذلك إلى طرحها على بساط البحث والنقاش والتمحيص والتعديل. من هنا يكتب فنسنت فوكس، الرئيس السابق لجمهورية المكسيك (2000- 2006) مقدّمة في تصدير كتابنا ويقول فيها: «إن الأفكار الثاقبة التي يطرحها مؤلف الكتاب تأتي كي تدلل على مدى الحاجة إلى اتباع نهج التغيير في هذا المجال، ولكن في إطار من الوضوح الشديد. ومن دواعي الحكمة أن تعمد كل من الولايات المتحدة والمكسيك إلى اتباع الاستراتيجية التي يدعو إليها هذا الكتاب».

وهناك من الاختصاصيين من يذهب من جانبه إلى ضرورة فرض ضرائب باهظة على تداول المخدرات على أساس أن مثل هذا الإجراء كفيل برفع أسعارها، وبحيث يعسر شراؤها على عامة الناس، وهو ما يؤدي وفق هذا التصور إلى حصول الخزانة العامة على عوائد طائلة، يمكن استخدامها في توسيع وترشيد جهود الإعلام والتوعية والتثقيف التي تناهض استعمال هذه السموم..

فيما يمكن أن تفيد في تعزيز سبل العلاج في حالة المدمنين، فضلاً عن إعادة تأهيل مثل هذه العناصر من أجل الانضمام إلى صفوف المجتمع الصحي العامل من جديد. وهذا هو الفريق الذي يتعامل بجدية موضوعية مع ما يطرحه مؤلف هذا الكتاب، بعيداً عن مجرد الإثارة أو تسجيل المواقف، ويدلل هذا الفريق على موقفه موضحاً أن استعمال منتوجات الدخان المشروع – السجائر مثلاً- وهي طبعاً مباحة في كل مكان، أصبح في حال من الانحسار في المجتمع الأميركي على وجه الخصوص وقد تم ذلك بفضل حملات التوعية والإعلام والتنبيه والتحذير، بغير اللجوء إلى إجراءات الشرطة أو إلى استخدام عنف السلطة أو سطوة الدولة.

في كل حال أيضاً، تأتي هذه النوعية من الكتب بكل أفكارها الجسورة وغير المسبوقة كي تثير سواكن الأفكار، وتوّضح مدى الخطورة التي وصلت إليها آفة المخدرات من حيث التهريب والاتجار غير المشروع والسلوك العصابي الإجرامي وفداحة الخطر على الصحة والسلامة والاقتصاد، يستوي في ذلك بلد متقدم للغاية، مثل الولايات المتحدة، مع بلد نام، مثل المكسيك، وكلاهما مهدد بحريق مندلع، ويهدد بانتقال شرارته ولهيبه وأخطاره من جار إلى جار.

المؤلف في سطور

لأن المكسيك هي الجار الجنوبي المتاخم مباشرة لكيان الولايات المتحدة، فلا يزال الشأن المكسيكي يُشكّل محوراً من محاور السياسة الداخلية الأميركية، لدرجة أن يمثل أيضاً هاجساً يؤرق صانعي تلك السياسة في واشنطن، إذ يتداولون النظر في ملفات شتى منها ملف تيار الهجرة المتواصل من أصقاع المكسيك إلى الأراضي الأميركية، ممثلاً في العمال من ذوي المهارات المتوسطة أو من غير المهرة أصلاً، حيث يُشكّلون النسبة الغالبة من العاملين في قطاع الخدمات والبناء في ولايات الشمال، ومنهم غالبية يفتقر أفرادها إلى وثائق الهوية ومستندات الإقامة المشروعة. ع

لى أن المشكلة الأهم هي أن المكسيك ما برحت المصدر الأساسي والمخيف أيضاً لخطر المخدرات والمؤثرات العقلية الواصل بين الولايات المتحدة شمالاً وبين المصادر الأساسية – الأصلية لزراعة هذه المخدرات، ومنها بالذات الكوكايين في أميركا اللاتينية..

حيث يجتاز هذا الخطر المروع- المدمر منطقة الوسط أو محطة إعادة التصدير عبر الحدود المكسيكية مع أميركا الشمالية، ومن خلال أنشطة بالغة الخطورة تباشرها عصابات – كارتلات المخدرات التي تكاد تشكل امبراطورية لجلب وتهريب المخدرات، مدججة في ذلك بأحدث الأسلحة ومحققة من ذلك ثروات سوبر- طائلة، ومسببة في هذا كله دماراً لمصالح الولايات المتحدة من ناحية الصحة والاقتصاد على حد سواء.

في ضوء هذه الأخطار يتدارس الكتاب أبعاد هذه المشكلة، ويرصد الفشل المزمن في إيجاد حلول ناجعة لها – إلى أن يصل المؤلف، وهو أكاديمي ومفكر ضليع، إلى اقتراح جرئ وغير مسبوق يستهدف حرمان المهربين من أرباحها.

الدكتور تيد غالن كاربنتر من كبار الباحثين في معهد كاتو للبحوث السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة، وهو اختصاصي في الدراسات السياسية وقضايا الدفاع، حيث أمضي الفترة بين عامي 1986 و 1995 مسؤولاً عن ملف السياسة الخارجية في المعهد المذكور. وبعدئذ تولى موقع نائب رئيس المعهد لشؤون الدفاع والسياسة الخارجية على مدار الفترة 1995- 2011. والبروفيسور كاربنتر عضو في مجلس إدارة أكثر من مطبوعة ودورية بحثية، وينشر مقالاته بانتظام في الدوريات السياسية. كما أنه رئيس تحرير مشارك لمجلة «ناشيونال إنترست»..

وتنشر مقالاته في كبريات الصحف اليومية الأميركية وعلى رأسها «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، فضلاً عن أحاديثه ومقابلاته في وسائل الإعلام من إذاعة وتليفزيون، سواء في الولايات المتحدة أو في أوروبا أو أميركا اللاتينية أو شرق آسيا وفي مواقع أخرى من العالم. وقد حصل على درجة الدكتوراه في التاريخ الدبلوماسي للولايات المتحدة من جامعة تكساس، كما قام بتأليف والإشراف على تحرير نحو 20 كتاباً، منها كتابه «القوة الذكية: نحو سياسة خارجية حصيفة لأميركا» وكتابه المهم بعنوان «حرب أميركا المقبلة مع الصين»..

ويلاحظ اهتمام المؤلف بقضية خطر المخدرات المهربة من أميركا الجنوبية إلى أسواق الولايات المتحدة، وهو ما ينعكس أيضاً في كتابه الصادر بعنوان «سياسة الجار السيئ: حرب واشنطن غير المجدية على المخدرات من أميركا اللاتينية».

Email