الأوهــام العظيمــــة

أميركا وباكستان تاريخ حافل بسوء الفهم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتناول هذا الكتاب مسار ومآلات العلاقات التي ظلت تربط على مدار 66 عاماً بين كل من أميركا وباكستان، وهي علاقات عاشت مراحل ما بين المد والجزر، الازدهار والانحسار.

ومن ثم يعمد المؤلف إلى تقصّي جذور هذه المشكلة، فيعزو هذه الظاهرة إلى ما ظل يساور الطرفين من أوهام، دفعت الجانب الباكستاني إلى انتظار المدد الأميركي من أموال وأسلحة بل وشحنات من الحبوب الغذائية، باعتبار أن لباكستان دوراً، أو كان لها دور، في مكافحة الشيوعية التي ظلت تناصب أميركا العداء خلال حقبة الحرب الباردة.

في حين أن أوهام الجانب الأميركي كانت تصوّر له أن الإمداد بالقمح والدولار والرشاش أو الطائرة كفيل بحد ذاته بأن يسّخر إمكانات باكستان على طول الخط لصالح السياسات التي تتبعها أميركا، وربما دون أسئلة أو مراجعات.

وفيما أثبتت التجارب، خلال عقود مضت، أنه لا يمكن إقامة ورعاية علاقات ثنائية بين دول وشعوب وثقافات مختلفة، على مثل هذه التصورات، التي يصفها الكتاب بأنها أوهام، فالمطلوب كما يؤكد الكتاب هو أن تقوم العلاقات على أساس رؤية كاشفة للواقع الموضوعي الماثل على الأرض.

 ومن منطلق المصالح القومية التي يمكن أن تتحقق لطرفي العلاقة ذات الصلة، خاصة وأن خارطة العالم من شأنها أن تتغير معطياتها، حيث لم تعد الشيوعية عدواً ولا استمر الاتحاد السوفييتي كما هو بديهي- هو الخصم الرئيسي لأميركا.

 

في عام 1857، أصبحت أرجاء الشمال الغربي من شبه القارة الهندية، ويقطنها في معظمها مواطنون يدينون بالعقيدة الإسلامية، جزءاً من إمبراطورية الاستعمار البريطاني للهند، أو ما كان يسمى باسم حكم الراج بمصطلحات ذلك الزمان.

في عام 1906 استطاع مسلمو الهند أن يوحّدوا صفوفهم، فبادروا إلى إنشاء الجامعة الإسلامية التي ظلت تطالب بكيان سياسي متميز، بمعنى دولة مستقلة للمسلمين في تلك البقعة من الأراضي الهندية، خاصة بعد اندلاع صراعات، دموية في بعض الأحيان، بين الهندوس والمسلمين.

في عام 1916، ارتقى إلى موقع القيادة الأولى في الجامعة الإسلامية زعيم تاريخي بكل معنى الكلمة يدعى محمد على جِنه، كما ينطق اسمه في المعاجم الأجنبية، أو محمد على جناح، كما اختار أن يسميه الكاتب الكبير عباس العقاد في كتاب خصصه لنشر سيرة تحليلية عن هذا القائد المسلم.

في سنة 1947، تم إعلان الدولة الجديدة المسلمة بموجب الأحكام التي قضى بها قانون استقلال الهند، وحملت هذه الدولة اسمها المعروف: باكستان، وكان عليها أن تشقّ طريقها وسط عواصف السياسة وأعاصير المحيط الدولي، ما بين أزمات اقتصادية داخلية- وصراعات محلية قبلية، عشائرية عرقية وطائفية، فضلاً عن نزاعات إقليمية، دموية في بعض الأحيان.

وقد بلغت ذروتها في الحرب الهندية- الباكستانية التي اندلعت عام 1971، وأفضت كما هو معروف إلى انفصال الجناح الشرقي من باكستان، ومن ثم إلى إعلان دولة بنغلاديش بقيادة زعيمها مجيب الرحمن.

هكذا تبلورت أوضاع باكستان، من حيث الرقعة التي تشغلها في ذلك الموقع بالغ السخونة من القارة الآسيوية، ومن حيث مسيرها على طريق التنمية الاقتصادية- الاجتماعية.

فإذا بها تقطع أشواطاً مشهودة ما بين النجاح، لدرجة أن يفوز واحد من أبنائها وهو البروفسور محمد عبد السلام، بجائزة نوبل العالمية الرفيعة في علم الكيمياء، وما بين التخبط ومجانبة التوفيق، بحيث يتوالى على رئاستها الأولى مزيج من القيادات، منهم من كان زعيماً بحق، ومنهم من كان مغامراً، ومنهم من أُغلق ملفه في التاريخ دون أثر يذكر أو عمل مشهود.

اختبارات هندية وباكستانية

أما على صعيد العلاقات الخارجية فقد اختارت باكستان أو اضطرت أن تختار طريقاً معاكساً للمنافس الهندي بطبيعة الحال.

لقد اختارت نيودلهي، وخاصة في عهد نهرو وابنته أنديرا، طريق عدم الانحياز والحياد الإيجابي، بعيداً عن التحيز لأي من معسكري الشرق السوفييتي والغرب الأميركي، وهما قطبا الحرب الباردة منذ منتصف الخمسينات.

ولكن اختارت كراتشي أن تضع باكستان على طريق صداقة مع الولايات المتحدة الأميركية، وأن تنشئ من ثم علاقات، شهدت مواسم عديدة من دفء التواصل بين كراتشي، ومن بعدها إسلام أباد وبين البيت الأبيض في العاصمة واشنطن.

بيد أن هذه العلاقات، على مر تاريخها الذي يكاد يقترب من السبعين عاماً، لم تكن ربيعاً صافياً بقدر ما اجتازت صخوراً من الصعوبات والتوترات بل والأخطاء السياسية الفادحة، في بعض الأحيان.

وبقدر ما كانت علاقات عميقة وحفلت بإيجابيات مشهودة، كانت في الوقت نفسه علاقات بالغة الوعورة، وحفلت بأوهام لم تكن بخافية على مختلف الفرقاء.

هكذا أمكن أن يُطلق عليها الوصف التالي "الأوهام العظيمة".

هذا هو بالضبط عنوان الكتاب الذي نعايش أفكاره وآراءه في هذه السطور، وقد لخص الكاتب ديكلان والش مسار هذه العلاقات بين أميركا وباكستان في تحليل موجز لكتابنا الراهن قائلاً: إنه تاريخ من سوء الفهم ومن الأكاذيب والعنف.

تجربة المؤلف المباشرة

وربما يزيد من أهمية هذا الكتاب أنه يأتي بمثابة ثمرة لتجارب مؤلفه حسين حقاني وهو من مخضرمي السلك الدبلوماسي في باكستان، كما أنه ينطلق في فصول كتابنا من واقع تجارب مباشرة وأحداث عايش الكثير منها عن قرب وخاصة على مدار سنوات أمضاها حقاني سفيراً لباكستان لدى الولايات المتحدة الأميركية.

وليس صدفة أن يشفع السفير حسين حقاني العنوان الرئيسي لكتابه (الأوهام العظيمة) بعنوان فرعي يوضح كالعادة- المرمى الرئيسي الذي ينشده من تأليف هذا الكتاب وهو يصوغ العنوان الفرعي في العبارة التالية: باكستان، والولايات المتحدة: وتاريخ ملحمي من سوء الفهم.

والحاصل أن الموقع الذي شغله المؤلف ضمن مؤسسة العلاقات الأميركية- الباكستانية هو الذي دفعه إلى أن لا يعتمد في عملية السرد والتحليل، عبر فصول الكتاب، على منهج التنقيب أو البحث التاريخي على نحو ما يفعل الأكاديميون عادة.

ولكن المؤلف ظل على مدار الفصول يعوّل على البرقيات المشفرة والوثائق والرسائل والمبادلات الدبلوماسية التي تمثل- كما قد نصفها- الخبز اليومي للسفراء المبعوثين وأيضاً لخبراء وأركان وزارات الخارجية في البلد المضيف.

لكن الذي يميز هذا الكتاب أن هذا المنحى الدبلوماسي لم يقع في فخ التحفظ، الدبلوماسي أيضاً، بل إن المؤلف، على نحو ما لاحظ الكثير من النقاد، لم يتورع عن تحليل أمين ومتعمق بقدر ما إنه كاشف ومنتقد لطبيعة ومراحل علاقات باكستان وأميركا التي يرى أن أكبر عثراتها أو سلبياتها إنما تتمثل في وضعية فريدة هي: عدم التوافق بين توقعات الطرفين.

ثم يعمد حسين حقاني إلى تفسير هذا التنافر في التوقعات فيوضّح البعدين اللذين شكلا هذا التنافر على الوجه التالي:

أميركا استخدمت باكستان في الحرب التي شنتها واشنطن (خلال الحرب الباردة) ضد الشيوعية في الخمسينات ثم ضد تنظيم القاعدة بعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001.

باكستان - بالتحديد جنرالات باكستان في قصر الحكم أو في سلك العسكرية- كان اهتمامهم الحقيقي، كما يسجل مؤلف كتابنا- مركَّزاً على جبهة أخرى وهي مواصلة التنافس القديم وربما الموروث- ضد الهند.

القمح والدولار والسلاح

من هنا يمضي المؤلف إلى رصد مآلات هذا التباين أو التنافر في النظرة إلى طبيعة وأهداف العلاقات الباكستانية- الأميركية، فيصوّرها على أنها كانت علاقة تعيسة، وانطوت بدورها على مفارقات سياسية بل واستراتيجية في نظرة كل من طرفيها إلى مختلف القضايا: على جبهة الطرف الباكستاني تراوحت العلاقة بين السخط والاحتياج.

حيث كان هذا الطرف يراوح بين الضيق بما تمليه المطالب الأميركية، فيما كان الطرف الآسيوي نفسه وليس غيره مضطراً إلى أن يطلب من واشنطن تزويده بشحنات القمح والعملات الصعبة وأنواع الأسلحة.

على جبهة الطرف الأميركي كان هناك أسلوب التعامل على الطريقة التي تجمع بين النظرة الواقعية والمصالح العملية المباشرة، وهي النظرة البراغماتية التي ترى أن لكل شيء ثمناً، وأن كل شيء له مقابل، وأن ليس هناك ما يمكن أن نسميه غذاء يقدّم بالمجان على نحو ما يقول المثل الشائع في مسالك الحياة والثقافة الشعبية الأميركية.

وعندما قدم الأميركيون على نحو ما يقول كتابنا- مبلغ 40 مليار دولار على مدار عقود من الزمن المعاصر، فقد أصابهم شعور الإحباط الذي تحوّل إلى سخط من جانبهم أيضاً، سواء بانكباب باكستان على تطوير قدراتها النووية (هنا يتجلى عامل التنافس مع الجار الهندي)، أو سواء بما تصورته واشنطن من سياسات ودية أحياناً ربطت بين الحليف الباكستاني وبين العناصر المتشددة.

هنا أيضاً لا يتورع السفير حسين حقاني عن ممارسة ما يمكن وصفه بأنه نوع من النقد الذاتي لحكومات الجنرالات الذين حكموا باكستان في مراحل زمنية مضت، خلال النصف الأخير من القرن العشرين: يقول في هذا الصدد: لقد كنا نسعى للحصول على معونات من أميركا ولكن لقاء وعود لم تنهض بها باكستان.

هنا ينبه نقاد هذا الكتاب، ولهم الحق في تصورنا، إلى أن المؤلف يصدر عن موقف خاص يجمع بين البغض العميق للجنرالات وأيضاً بين المرارة التي لايزال يشعر بها تجاه العسكريين في إسلام أباد الذين بادروا إلى سحبه من موقع السفير في واشنطن في عام 2011 بدعوى أنه يتبع سياسة الخضوع لأميركا، وهذا لايزال يحول بينه وبين العودة إلى بلاده.

66 سنة من المشكلات

على كل حال أيضاً يكاد المؤلف يُجمل هذه العقود الستة من العلاقات الباكستانية- الأميركية في أنها تجسد تاريخاً من محالفة محبطة لم تقم بوظائفها، وهو ما جعل هذه العلاقات محفوفة دوماً بالشكوك، سواء بفعل التصورات الخاطئة التي يعترف مؤلفنا بأنها لا تفتأ تراود باكستان بشأن السلوك السياسي للولايات المتحدة، أو بفعل ما تلجأ إليه أميركا أحياناً من التصميم على أن تمضي في طريق مرسوم، تراه محققاً لمصالحها القومية، وخاصة من زاوية صراعها الراهن مع قوى الإسلام المتشددة.

كما تسميه، سواء في أفغانستان، أو في باكستان نفسها، دون أن تهيئ الحليف الباكستاني، على النحو الواجب بين حليفين قديمين، لما تنوي واشنطن اتخاذه من قرارات أو تنفيذه على هذه الجبهة أو غيرها في تلك الأصقاع الآسيوية المنذرة بالانفجار والمفعمة بالأخطار.

والنتيجة، كما يلخصها المؤلف، تقول بما يلي: على مدار 66 سنة من علاقات الطرفين مازالت باكستان تتأرجح بين احتياج حكوماتها إلى معونات من أميركا وبين مشاعر شعبها السلبية نحو أميركا ذاتها، ولدرجة يضيف السفير حسين حقاني أن في باكستان أكبر نسبة مئوية تكشف عنها استطلاعات الرأي العام- من الذين لا يوافقون أميركا على ما ترسمه وتنفذه من سياسات، وهذا الرفض تتزايد نسبته المئوية كما يؤكد حقاني أيضاً- عاماً بعد عام.

ولقد سألوا المؤلف في لقاء إعلامي أذيع لدى صدور هذا الكتاب، عن مشكلته مع حكام بلاده، فأوضح أنه حاول كسفير في واشنطن أن يردم هذه الهوة الفاصلة بين أميركا وباكستان، لكن المؤسسة الحاكمة في إسلام أباد لم تكن راضية عن مثل هذه الجهود.

مؤسسة باكستان الحاكمة

في السياق نفسه، حرص مؤلفنا على أن يفّسر نوعية أركان هذه المؤسسة الحاكمة في بلاده قائلاً إنها تتألف من ركنين أساسيين: أولاهما يتمثل في دوائر الاستخبارات، والثاني يتمثل في قيادات الجيش، وهي بالذات الجهة التي ظلت تتبع نهجاً تقليدياً بدأ مع استقلال باكستان في عام 1947 ويقضي كما يضيف مؤلفنا- بضرورة أن تصبح باكستان متكافئة مع الهند من الناحية العسكرية، طبعاً على الرغم من أن باكستان أصغر كثيراً من حيث الحجم والمساحة والإمكانات من الهند.

في السياق نفسه، يسترجع مؤلف الكتاب ما يصفه بأنه محور الفكر السياسي أو الاستراتيجي في باكستان، وهو المحور الذي يتمثل في تصوّر إسلام أباد بأن أميركا ستظل بحاجة إليها، وهنا يشير الكتاب إلى بدايات هذا المنحى من التفكير لدى المؤسس الأول للدولة الباكستانية وزعيمها محمد علي جناح الذي سَبَق إلى الإدلاء بحديث قبيل إعلان الدولة المستجدة في أواخر الأربعينات من القرن الماضي إلى مراسلة مجلة لايف الأميركية، التي عمدت إلى تذكيره وقتئذ بأن الدولة الجديدة تفتقر إلى ما يكفي من الموارد، فيما تواجَه بأكثر مما يكفي من المشكلات.

عندها أجابها زعيم باكستان موضحاً أن الأميركيين يحتاجون باكستان بأكثر من حاجة باكستان إلى أميركا، وأن واشنطن ستعمل على أن تتدفق أموالها وأسلحتها بما يساعد على بناء بلاده، في ضوء اعتبارات التوازن مع القطب السوفييتي.

وفيما كان هذا يشكل بادرة من الوهم الذي عرضت له فصول الكتاب، فقد كان هناك في المقابل الوهم الأميركي، الذي كان يتصور أن تدفق الأموال من واشنطن كفيل بانصياع باكستان على طول الخط لما كانت تريده الولايات المتحدة.

في ضوء هذا كله، يشعر قارئ مثل هذه النوعية من الكتب أن صانعي القرار وراسمي السياسات في كل أقطار عالمنا، لابد وأن يتعلموا مثل هذا الدرس بشأن علاقات أميركا مع باكستان، تلك التي قامت على قدر من الأوهام، كما يؤكد سفير باكستاني مقتدر متمكن، قيض له بحكم مهنته أن يكتسب خبرة مباشرة بمسير ومصير هذه العلاقات.

أما الدرس المستفاد في هذا المضمار فهو: لا تقيموا علاقات الدول ولا الشعوب على أساس أوهام أو أضغاث أحلام، ولا على أساس التعلل بأمنيات قد لا تجد طريقها إلى التحقيق.

علاقات الدول والشعوب تقوم أساساً على أسس موضوعية تحمل وصفاً واحداً، هو تحقيق المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى.

 

 

المؤلف في سطور

 

يُعدّ السفير حسين حقاني من نجوم السلك الدبلوماسي الباكستاني، وقبل أن يعين سفيراً لباكستان لدى الولايات المتحدة، عمل سفيراً لبلاده في سريلانكا، في الفترة 1992- 1993، ثم تولى موقع المستشار السياسي لرئيسة وزراء باكستان الراحلة بنازير بوتو.

وإلى جانب نشاطه الدبلوماسي والسياسي، فقد كان حريصاً على كتابة عمود صحافي ظل على مدار سنوات عديدة ينشر في وقت واحد عبر العديد من وسائل الإعلام في الشرق الأوسط وفي منطقة جنوب آسيا.

وعلى مدار السنوات الثلاث الحساسة بين عامي 2008 و2011 عمل سفيراً لإسلام أباد في واشنطن، وهي الفترة التي أتاحت له سبل الاطلاع بشكل مباشر على مجريات وتطورات العلاقة بين الطرفين، وخاصة ما يتعلق بما كان يعتري هذه العلاقة من توترات نجمت من واقع سوء الفهم من الجانبين.

ثم تشاء تطورات الأحداث أن يصدر قرار مفاجئ بسحبه من منصبه في واشنطن، وتم ذلك وسط اتهامات خطيرة تلقاها من طرف العسكريين في بلاده، ومفادها أنه يرضخ لمطالب أميركا، وينصاع لنفوذها.

وفي ظل الشعور بخطر قد يُحدق به إذا ما عاد إلى باكستان، قرر البقاء في أميركا، حيث يعمل حاليا أستاذاً للعلاقات الدولية في جامعة بوسطن ومديراً لمركز الدراسات الآسيوية في مؤسسة هريتاج بالولايات المتحدة.

 

عدد الصفحات: 432 صفحة

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: مؤسسة ببلك أفيرز، نيويورك، 2014

Email