التدهور الكبير الذي يهدد الغرب

الجمود الحضاري يتصدر أبرز آفات الغرب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من حجمه المحدود، بالقياس إلى سائر الكتب الصادرة عن المؤلف، فإن كتاب "التدهور العظيم" يشكل، بصورة عامة، ما يمكن وصفه بأنه كشف طبي، يعمل فيه المؤلف على تشخيص الحالة المرضية التي يعانيها حاليا المجتمع الأوروبي - الأميركي، وخاصة فيما يتعلق بإصابات أساسية حلت بكيان المجتمع المذكور، وفي مقدمتها، كما يوضح الكتاب، تَراجُع سيادة وحكم القانون إلى حيث يصبح، أو يكاد يصبح، حكم المشتغلين بالقانون، وفي مقدمتهم المحامون بطبيعة الحال.

ومن هذه الآفات أيضاً يعرض المؤلف لما يرصده من آفة الركود أو الجمود الحضاري، التي يرى أنها أصابت المجتمع الغربي الحالي، ويخلص في هذا المضمار إلى أن الغرب أصبح راكداً أو جامداً، لذلك فقد تبادل الأدوار مع مجتمع الصين الذي طالما وصفه الغربيون في مراحل مضت من التاريخ بآفة الركود أو الجمود، ولكنه بات ينتفض حالياً بدينامية الحركة من حيث النشاط والإنتاج.

وينعى الكتاب أيضاً ما يصفه المؤلف بأنه خروج على مقتضيات عقد الشراكة الاجتماعي المبرم بين أجيال الحاضر والمستقبل على حد قول الفيلسوف الإنجليزي إدموند بيرك في القرن الثامن عشر. ومن هنا يحذر المؤلف مجتمعات الغرب وخاصة في أميركا - من ازدياد فداحة الديون الداخلية، باعتبار أن هذه الزيادة من شأنها أن ترتب أعباء متفاقمة على كاهل أجيال المستقبل، التي لن تملك سوى إجراء تعديلات وتكيفات مالية اقتصادية، ستكون بالضرورة على حساب الجماهير المحرومة، وخاصة في مجالات الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.

كتاب "التدهور العظيم" يسبح فيه مؤلفه البروفيسور نيال كامبل فيرغسون - أكاديمي ومؤرخ بريطاني - عكس التيار. وكم درجت كتابات المفكرين الأميركيين بالذات ومن في حكمهم على إصدار مؤلفات ظلت تروق، وربما لا تزال تروق لملايين القارئين في طول العالم وعرضه: كتابات من قبيل: "كيف تصبح مليونيراً"، أو "كيف تحقق النجاح في الحياة"، ناهيك عن ألف وصفة ووصفة، لجعل مؤسستك أو إدارتك أو أعمالك، تصل إلى الدرجة الأولى أو تحوز قصب السبق كما يقولون- في هذا الميدان أو ذاك.

هذا التيار الصاخب المتدفق من الكتابات ظل يحقق رواجاً وإعجاباً، وخاصة لأنه يصدر مفعماً بالتفاؤل ومبشراً، بأن الآتي هو الأفضل والأنجح والأجمل بكل المقاييس.

على عكس هذا كله، يأتي الكتاب الذي نعايش صفحاته فيما يلي من سطور، هو كتاب لا يصف ازدهار المؤسسات الاقتصادية، ولا يزيّن الطريق للحديث عن نجاحها، ولكنه على العكس يصف، بل يحذر، من أن المستقبل في الغرب بالذات لا يَعِد بخير بالنسبة لمثل هذه المؤسسات، ولدرجة أنه ينذرها بالتدهور والاضمحلال.

والكتاب أيضاً لا يساير تيارات التفاؤل، حين يتحدث عن النظم الاقتصادية التي يعرض لها عبر الفصول والسطور، ولكنه ينذر الاقتصادات التي عرض لأوضاعها وتطوراتها، بأنها ربما تلاقي نهاياتها عند آخر الطريق.

التدهور العظيم

في ضوء هذه المعاني، بكل ما تنطوي عليه من ويل وثبور، يقول العنوان الرئيس لكتابنا ما يلي: التدهور العظيم (بمعنى الفادح الجسيم)، وقبل أن يلتقط القارئ أنفاسه، يلاحقه المؤلف بعبارة العنوان الفرعي التالية: كيف تتدهور المؤسسات وتموت الاقتصادات (النظم الاقتصادية).

والحق أن مثل هذه المقولات، التي تبدو بوضوح متشائمة بل سوداوية، لابد أن تؤخذ في تصورنا- على محمل الجد الشديد. لمـــــــاذا؟

لأن مؤلف الكتاب رجل يؤبه برأيه، ولابد من أن تؤخذ تحليلاته أطروحاته على محمل الجد إلى حد بعيد، نتحدث عن البروفيسور نيال فيرغسون، الذي يصفه أهل الفكر بأنه واحد من أشهر مؤرخي عالمنا، وقد ارتبط اسمه بمجموعة بل قد نقول باقة من الكتابات والدراسات التي حازت، وما زالت تحوز شهرة عالمية بحق، ومنها على سبيل المثال كتابه بعنوان "أصل النقود"، وكتابه بعنوان "الإمبراطورية"، فضلاً عن كتابه الصادر عام 2011 بعنوان "حضارة الغرب والآخرون" (وهو نمط يقرب من المعارضة الفكرية الأكاديمية على وزن المعارضات الشعرية لمقولة صمويل هنتنغتون عن صدام الحضارات.

منذ البداية علينا أن نلاحظ، من منظور عرضنا النقدي لهذا الكتاب، أنه عمل فكري موجز، بل لقد استقى المؤلف صفحاته القليلة نسبياً (176 صفحة) ،من واقع المحاضرات التي دأب على إلقائها على طلابه في جامعات إنجليزية وأميركية مرموقة منها أكسفورد وهارفارد على سبيل المثال، كما أن الكتاب يتبع ما وصفه المحللون أسلوباً تحذيرياً، بل متوعداً ينتسب إلى مقولات الفيلسوف الألماني أوزوالد شبنجلر (1880- 1936)، وخاصة في كتابه الأشهر المعنون "سقوط - أو انحدار- الغرب"، وفيه يتكهن الفيلسوف المذكور بتدهور، ومن ثم مغيب شمس الحضارة الغربية.

خطورة منطق دارون

عند مؤلفنا فيرغسون يمكن ترجمة مثل هذه النبوءات على أنها نابعة من أسباب شتى يورد كتابنا من بينها ما يراه من استشراء نفوذ الدولة، وهيمنة أدوارها على ما يقوم به الأفراد والجماعات بما أدى في تصوره إلى تعطيل الخيارات الديمقراطية، ومنها أيضاً سيادة المنطق الدارويني الذي يقول إن "البقاء للأصلح"، وبمعنى الأقوى والأكثر نفوذاً أو الأوفر مالاً، قبل الأعمق فكراً والأشد أصالة والأفضل إبداعاً، ومن هذه الأسباب التي يراها المؤلف كذلك، ما يتعلق بتراجع الأدوار التي لابد أن تضطلع بها في المجتمع الغربي الروابط والجمعيات الشعبية- الأهلية - غير الحكومية من نقابات واتحادات وجمعيات خيرية ومنظمات مهنية وفئوية وما في حكمها.

وفيما يقف المؤلف عند جانب كبير من جوانب الأزمات الاقتصادية التي تعانيها أقطار أوروبا في هذه المرحلة، فهو يسوق نماذج من واقع خبرته كمؤرخ ضليع، وهي نماذج تشهد بأن حلول هذه الأزمات في الماضي كانت تنم في معظمها على حساب شعوب أخرى.

وخذ مثالاً من حالة بريطانيا، تاريخها وأزماتها، ونجاحاتها.

خرجت بريطانيا من حروبها مع نابليون (وقد استغرقت معظم سنوات العقد الأول من القرن التاسع عشر) ،وهي تعاني حالة أقرب إلى الإفلاس، أو فلنقل إلى العجز المالي الشديد. بعدها بادرت بريطانيا لمواجهة هذه الأزمة إلى اعتماد اثنين من سبل المواجهة والحلول: الأول تمثّل في حملة هائلة، كما يصفها كتابنا، من التوسع والتطور في مجال الصناعة، وذلك سبيل إيجابي بنّاء ومحمود.

أما السبيل الثاني فكان يتمثل في التوسع في مد السيطرة والاستغلال الإمبريالي أو فلنقل أسلوب الهيمنة الاستعمارية، التي جادت بثروات منهوبة بالدرجة الأولى، لصالح الخزانة البريطانية الاستعمارية التي عوضت خسائرها، وأقيلت من عثراتها، سواء بواسطة ثروات الهند منذ أوائل القرن التاسع عشر، أو بالاستيلاء على مرفأ عدن وعلى مداخل - مفاصل البحر الأحمر- المحيط الهندي قرب منتصف القرن، فضلاً عن استعمار مصر والسودان قرب نهايات القرن المذكور.

ومشكلة الغرب - يضيف مؤلف الكتاب- إن لم تَعُد مثل هذه الموارد متاحة في الوقت الحالي. صحيح - يضيف المؤلف- أن الغرب بات يحقق أشواطاً مذهلة حقاً في مجالات التقدم التكنولوجي، لكن هذه الفتوحات الإلكترونية التي تحققت، فضلاً عن إنجازات شبكة الإنترنت للمعلومات الكوكبية - ما زالت تفتقر- كما يضيف البروفيسور نيال فيرغسون إلى عنصر القوة الدافعة لخلق المزيد من فرص العمل.

وطرح المزيد من حلول مواجهة البطالة وحالات الضياع، وتلك أوضاع يعيشها واقعنا الراهن، على خلاف ما سبق من قدرات وإمكانات كانت توفرها في الماضي- القرن 19 بالذات - تكنولوجيا السكة الحديد بكل ما ارتبط بها من فرص للعمل والكسب، وتطوير الخدمات في مجالات بناء الجسور وإقامة السدود، فضلاً عما أمكن إنجازه باستخدام أكبر قدر مشهود من العمالة الكثيفة من خارطة حافلة بشبكة الطرق الرئيسة والفرعية في طول أقطار الغرب وعرضها على السواء.

بين الصين والغرب

ثم يتحول مؤلف الكتاب إلى عامل آخر من عوامل المرض الذي يراه ناشباً أظفاره في بنية اقتصاد الغرب، يصفه بأنه آفة الركود، السكون، أو الجمود.

وبحكم حرفته الأساسية كمؤرخ يحيل البروفيسور فيرغسون إلى ما سبق إلى إثباته المفكر الإنجليزي آدم سميث، (1723- 1790)، وهو أبو النظرية الرأسمالية ،كما هو معروف، حين قال: إن أكبر عيوب الصين أنها تعيش مجتمعاً راكداً جامداً لا يتحرك.

هنا يؤكد كتابنا ما وصل إليه الواقع الراهن من حالة المفارقة حين يمضي المؤلف قائلاً: بينما ذكر سميث أن مجتمع الصين راكد (أو جامد)، بالمقارنة مع مجتمعنا في الغرب، فها هي الأمور تتحول إلى أن "أصبحنا اليوم على صورة الصين سابقاً، فيما أصبحت الصين هي نحن كما كنا في الماضي"، وبمعنى أن الغرب أصبح يعيش مجتمعاً لم يعد قادراً على قطع خطوات سريعة ومتلاحقة ودينامية على طريق النمو، وذلك على عكس الصين التي ما زالت - على الأقل في مرحلتنا الراهنة- تمضي لاهثة- كما قد نقول- على طريق التوثب والحركة النابضة بغير انقطاع.

وهنا أيضاً يقف مؤلف الكتاب عند تشخيصه لواحدة من أخطر علامات هذا الركود الذي يرصده في بنية المجتمع الغربي، ويلخص هذه العلامة في عبارة يقول فيها: إنها تترجم نفسها في ذلك التدني النسبي ، إلى حد الركود والجمود في الأجور التي تتقاضاها جموع الجماهير، فيما تشهد في الوقت نفسه نخبة دبّ في صفوفها الفساد وروح الأنانية فإذا بها لا تتورع عن استغلال النظام القانوني والإداري القائم من أجل الفوز بما تطمح إليه من مغانم ومزايا.

في هذا السياق بالذات علينا أن نوضح، مع مؤلف هذا الكتاب، المعنى الذي يقصده البروفيسور فيرغسون، عندما يتطرق في حديثه إلى المؤسسات. هنا لا ينبغي أن ينصرف الذهن إلى المؤسسات الاقتصادية، بمعنى بورصات الأوراق المالية أو البنوك ولا حتى مؤسسات الإنتاج أو مرافق الخدمات، المؤلف يطلّ على فكرة ومفهوم المؤسسات من منظور أعمق وأوسع شمولاً: إنه لا يعني تدهور أحوال مؤسسات الاقتصاد، فذلك أمر ميسور الحل إذ يكفي مثلاً ضخّ أموال في شرايين هذه المؤسسة أو تلك من أجل إقالتها من عثراتها.

مؤلفنا يتحدث عن المؤسسات التي قامت على أساسها دعائم ومداميك بنيان المجتمع الأوروبي- الأميركي، ثم ترجمت جهودها وعطاءاتها على شكل بنيان حضاري، تميز به المجتمع المذكور على مدار العصر الحديث،

إنها المؤسسات السياسية والثقافية بالدرجة الأولى، وهي التي تدعم وتعزز في رأي المؤلف نظيرتها المؤسسات الاقتصادية.

عن الأخطار الأربعة

هنالك يحذر المؤلف من الأخطار المحدقة التي باتت - في تصوره- تهدد أهم مؤسسات المجتمع الغربي والتي يعددها على النحو التالي:

 

المؤلف يعبر عن عميق الأسى حين يرصد ما ظل يعانيه المجتمع الغربي من سلبيات على الأقل، منذ سنوات العقد الأول من هذا القرن الحادي والعشرين، ومن تجليات هذه السلبيات ما يلي:

 

الديون وشراكة الأجيال

فما بالنا وقد استبدت بتلك المجتمعات، على نحو ما يتصور المؤلف، آفة تحمل اسم اقتصاد المحاسيب ذلك الذي يعمد فيه الأتباع والحواشي والأزلام إلى الاستئثار بالمكاسب والغنائم، ومن ثم توزيعها احتكارا وطمعاً بين صفوفهم فيما لا يبقي لجماهير العاملين وجموع المنتجين، الكادحين الحقيقيين، سوى فتات الفتات.

في فصوله الأخيرة يتوقف كتابنا ملياً عند قضية الديون التي تنوء بها كواهل اقتصادات الغرب الرأسمالي، وبخاصة اقتصاد الولايات المتحدة على نحو ما ألمحنا سابقاً.

وفي هذا السياق، ينتقد المؤلف ما يصفه بأنه خروج الميزانيات الحكومية في تلك الأقطار عن السيطرة، حيث يرى أن فداحة حجم الديون، إنما تشكل عَرَضاً من أعراض ما يصفه بأنه خيانة أجيال المستقبل، وهو يطل على هذه الخيانة من منظور سبق إلى وضعه وصياغته الفيلسوف الإنجليزي إدموند بيرك (1729- 1797)، حين تحدث.

عن شراكة معقودة بين الأجيال بوصفها نوعاً من العقد الاجتماعي، على نحو ما وصفه الفيلسوف الفرنسي ان اك روسو (1712- 1778)، وإن كان العَقد في حالة المفكر الإنجليزي مبرماً بين الحاضر والمستقبل، وبمعنى أن تفاقم ديون الجيل الحاضر في بلد مثل أميركا إلى مستويات فادحة، معناه طبقاً لحسابات مؤلفنا، البروفيسور نيال فيرغسون أن التزامات المراحل المقبلة من شأنها أن تكلف جيل المستقبل أعباء باهظة، بل فادحة تزيد على موارده المتوقعة بأكثر من 200 تريليون دولار (محسوبة بالقيمة الحالية للعملة الأميركية).

وعلى ذلك يتوقع المؤلف أن الجيل المقبل لن يجد مناصاً من إجراء عمليات تعديل وتكييف، لابد منها من أجل النهوض بهذه الأعباء الديون الجسيمة الفادحة، وهو يحذر في الوقت نفسه من أن هذه التعديلات التكيفات من شأنها أن تتم بالضرورة على حساب الطبقات المهيضة، والفئات المحرومة بين صفوف المجتمع الأميركي، وهو ما يراه المؤلف أمراً محتم الحدوث مستقبلاً، وخاصة في مجالات أكثر من حيوية مثل مجال الرعاية الصحية أو مجال الضمان أو الرفاه الاجتماعي.

باختصار شديد يختم كتابنا أطروحاته على صيحة مفكر ومؤرخ يقول فيها: حذار من أن يأتي يوم يضطر فيه مواطن الغد إلى أن يسدد فواتير اليوم.

 

المؤلف في سطور

البروفيسور نيال كامبل فيرغسون أكاديمي ومؤرخ بريطاني، ما زال من حيث العمر دون سن الخمسين (مولود بتاريخ 18 إبريل من عام 1964)، في غلاسكو، بأسكتلندا في المملكة المتحدة. وقد درس في جامعتي كامبردج وأكسفورد، وبعد التدريس في الجامعات الإنجليزية تحّول إلى تدريس علم التاريخ والسياسة في جامعتي هارفارد وستانفورد، بالولايات المتحدة، إلى جانب موقعه بوصفه زميلاً باحثاً أقدم في مؤسسة هوفر الأميركية للبحوث.

وبحكم حداثة السن واتساع النشاط فمازال نيال فيرغسون، يجمع بين محاضراته الجامعية وبحوثه الأكاديمية، وبين المشاركة الفعالة في الأعمال الإعلامية الإذاعية والتلفزيونية، وخاصة من خلال المشاركة في عمل تلفزيوني كبير عُرض بعنوان "حرب العالم".

وقد رصدت جماعات النقاد والمحللين مزايا الأسلوب الذي ينهجه نيال فيرغسون في كتاباته، حيث يجمع في تصوّرهم بين دقة المعلومة وبين روائية السرد، مع طرح أفكار متجددة، وبالتالي مثيرة للاهتمام والجدل، سواء بين صفوف المشتغلين بالدراسات الأكاديمية أو على مستوي جمهور القارئين والمثقفين بشكل عام. من هنا اشتُهر من الكتب التي أصدرها البروفيسور فيرغسون في السنوات الأخيرة، كتبه التي حملت عناوين متباينة وجاذبة في آن معاً، ومنها مثلاً: كتاب "صعود النقود"، وكتاب "الإمبراطورية" وكتاب" الورق والحديد"، فضلاً عن كتابه بعنوان "الحضارة" الذي وصفته"الإيكونومست" البريطانية، بأنه تاريخ مذهل للأفكار الغربية.

 

عدد الصفحات: 176 صفحة

تأليف: نيال فيرغسون

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: مؤسسة بنغوين، نيويورك،

Email