الإسلام في العالم

تركة الحضارة الإسلامية تجمع عناصر التجديد والنهضة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هذا الكتاب هو ثبْت حافل سواء من حيث عدد الصفحات (552) أو من حيث تعدد الطروحات والمواضيع والمقولات التي تجمع بين السرد والتحليل التاريخي لظهور وتطور العقيدة المحمدية، وبين استيعاب الدروس المستفادة من التطور الحضاري للمجتمعات الإسلامية، سواء في حال تقدمها وازدهارها وخاصة خلال مراحل القرون الوسطى..

أو في حال تراجعها الحضاري وخاصة بعد أن أصابتها نوازل الغزو الخارجي ما بين المغول في العصر العباسي إلى الأتراك في العصر المملوكي، أو المد الإمبريالي الغرب- أوروبي، الذي صادف بدوره أكثر من حركة للمقاومة الإسلامية التي حاولت التصدي له، على نحو ما شهدته الجزائر على يد عبد القادر أو شهده السودان على يد محمد أحمد المهدي .

وبهذا النهج الذي يتسم بالشمول، يتعامل مؤلف الكتاب مع مادته التاريخية والعقيدية من منظور أقرب إلى موضوعية البحث، وهو ما أفضي به إلى التوقف ملياً عند إسهامات المدرسة الفكرية التي جمعت بين جانب الفقه والاجتهاد وبين جانب التصوف والعمل على تخفيف الجانب العلمي بإضافة جاذبية الجانب التصوفي، على نحو ما فعل مثلاً الإمام أبو حامد الغزالي..

وخاصة في كتابه الجامع بعنوان "إحياء علوم الدين". ثم يعمد المؤلف إلى اختتام كتابه بفصل مهم عن التحدي الماثل حاليا من الغرب والعالم الإسلامي وخاصة في مجالات البحث العلمي والتطور التكنولوجي، فيما تنصبّ مقولاته على أهمية تمسك المسلمين بالكتاب والسّنة اللذين يحضان باستمرار على رفض الظلم وإدانة الاستغلال.

 هذا الكتاب عكف على جمع مادته وتحريره أستاذ باحث لا يدين بالعقيدة المحمدية السمحاء. وفي هذه الحالة يعرب النقاد والمحللون عن قدر لا يخفي من الخشية، العلمية بالطبع ، من أن يؤدي هذا الوضع بالدارس أو الكاتب أو الأكاديمي غير المسلم إلى موقف أقرب إلى المجاملة، وخاصة إذا ما خالطه شعور بالإعجاب، إن لم يكن الانبهار إزاء ما حققه المسلمون من إنجازات في مجالات الحضارة والبناء والعمران..

وخاصة خلال نهضة الكيانات الإسلامية طيلة العصور الوسطى ما بين الدولة العباسية في أقصى الشرق من العالم العربي أو في إطار الكيان الأندلسي في أقصى الغرب الجغرافي المتاخم للكيان الإسلامي العربي كما قد نقول.

ثم هناك الموقف الآخر، وهو ذلك المتمثل في التحامل - المستمر على طول الخط- إزاء ما يتصل بالإسلام فكراً وعقيدة وحضارة وبَشَراً، وهو يكاد يكون الموقف التقليدي أو الأغلب بين عدد لا يستهان به من الباحثين والدارسين في مواقع شتى من خارج الكيان الإسلامي.

إن مؤلف هذا الكتاب يحاول أن يطل على موضوعه الحافل من منظور شامل، لا يقف عند واقعة بعينها، ولا ينفرد بعامل أو عنصر بدأه من أجل إصدار حكم على الواقعة أو على العنصر أو الحدث سواء بالسلب أو الإيجاب.

المؤلف يحاول أن تكون نظرته موضوعية في مقاربة الشأن الإسلامي، سواء في تطوره التاريخي منذ بزوغ فجر البعثة المحمدية، مع متابعة مراحل هذا التطور عبر العصور والمنجزات، أو في مواجهة عوامل الانحسار والسلبيات، وصولاً إلى الوضع الإسلامي الراهن في هذه المرحلة الباكرة من القرن الواحد والعشرين.

يتألف كتابنا من 8 فصول تغطيها مادته البحثية الغزيرة عبر صفحات زادت على الخمسمائة صفحة، وهو يبدأها بحديث استهلالي عن طريق الحج إلى مكة (الفصل الأول)، تمهيداً لحديث بحثي مسهب عن محمد (صلى الله عليه وسلم)- النموذج، الأسوة أو القدوة كما يصفه الكتاب (الفصل الثاني) ومن ثم وصولاً إلى ما تشهده مرحلتنا الزمانية الراهنة من مشكلة المواجهة..

كما يسميها المؤلف ماليس روثفن، بين الطرفين، وهما الإسلام والغرب (الفصل السابع قبل الأخير) وقد نصفه بأنه مشهد عولمي من مشاهد صدام الحضارات على نحو ما سبق إلى وصفه المفكر الأميركي الراحل صمويل هنتنغتون في مقولته الشهيرة التي ترددت عبر تسعينات القرن العشرين.

أما الفصل الأخير (الثامن) من هذا الكتاب فهو عبارة عن خاتمة بحثية عمد المؤلف إلى إثباتها بغرض تحديث ما ذهب إليه من نتائج وأفكار وطروحات، خاصة وأن هذا الكتاب بكل أهميته صدرت له حتى الآن 3 طبعات، كانت جميعها محل اهتمام وتقدير جمهرة الباحثين المهتمين بالشأن الإسلامي بالدرجة الأولى.

وربما نلاحظ أن المؤلف كان يضع مادة كتابه وعينه واهتماماته متجهة إلى القارئ الغربي، في عالم يدين في أغلبيته الساحقة بالعقيدة المسيحية. ومن ثم فهو لا يلبث أن يؤكد في مواضع هذا الكتاب على أن الإسلام لا يعرف الفصل بين الدين والدولة، أو بين مؤسسة الحكم والمؤسسة الدينية (الكنيسة)، ببساطة لأن الإسلام ليست فيه مؤسسة دينية، بل إن الشريعة كما يوضح المؤلف أيضاً تصل مباشرة بين الله (سبحانه وتعالى) ..

وبين المتعّبد الإنسان، وليس للحكام، الأرضيين كما يصفهم كتابنا أي حق، بخلاف ما تقتضيه الشريعة، على جموع المحكومين (أين ذلك مثلاً مما شهدته أوروبا خلال العصور الوسطى وحتى عصر النهضة في القرن الخامس عشر وما بعده من حكاية الحق الإلهي المقدس للملوك والأباطرة في حكم البلاد والعباد).

يلفت أنظارنا أيضاً كيف يستلهم مؤلف الكتاب عدداً من تعاليم الإسلام، التي تحرص على التعامل الإيجابي مع عناصر البيئة التي يعيش في ظلها الإنسان المعاصر، سواء من حيث التعامل مع آلاء ومظاهر الطبيعة المختلفة: الغطاء النباتي بكل ضروراته وخيراته، أو الماء كمصدر للحياة، إلخ. ولكن لا يفوته في الوقت نفسه أن يوجه انتقاده إلى الحالة الراهنة للمجتمع الإسلامي المعاصر،..

فحين يتطرق مثلاً إلى ما يسميه: الإسلام والعلم الحديث (ص 388) فهو لا يرسل القول على عواهنه، بل يحيله إلى مرجع مسلم بالغ الاحترام، هو البروفسور محمد عبد السلام، الحاصل على جائزة نوبل الدولية الرفيعة في علم الفيزياء، الذي طرح رأيه في هذا المضمار قائلاً: لا جدال في أنه خلال المرحلة الراهنة يُعّد العلم هو الأضعف في أراضي الإسلام من بين جميع الحضارات على سطح كوكب الأرض، ولا مجال للتهوين إطلاقاً من خطر هذا الضعف (العلمي) باعتبار أن بقاء المجتمعات إنما يتوقف مباشرة على قوتها في مضمار العلم والتكنولوجيا.

بين مكة وإنجلترا

على الجانب الآخر من هذه المعادلة، ينقل المؤلف إلى قارئيه، شعور التقدير أو الإعجاب الذي يخالطه إزاء فريضة الحج ، حيث تُصّور السطور تزايد أعداد الحجيج ومنهم من لا ينقصه شظف العيش أو رقة الأحوال أو مشقة الرحلة، ولكنهم يأتون من كل فج عميق في المعمورة..

وفي هذا السياق يفصّل ماليس روثفن مراحل ومشاهد رحلة الحج على اختلاف فصولها وشعائرها، وهو يحيل في هذا الصدد إلى النصوص الأصلية من القرآن والسُنة، وربما يحيل أيضاً إلى سابق دراسته في جامعة أكسفورد حين يتمثل كتاباً شهيراً في الأدب الإنجليزي أصدره الروائي جون بانيان في عام 1678 عن رحلة الإنسان من زخرف الدنيا إلى نعيم الآخرة بعنوان "تقدم الحاج ".

وبعد الحديث المسهب عن النبي محمد القدوة والنموذج في فصل يضم 53 صفحة، يتحول مؤلف كتابنا إلى حديث عن القرآن الكريم، باعتباره كتاب الإسلام الأكبر، حيث يعرض بإسهاب أيضاً لما يصفه بأنه نظرة القرآن إلى العالم (الفصل الثالث).

بعدها تتحول مقولات الكتاب إلى ما يمكن وصفه بأنه التطبيقات العملية، الدنيوية لتعاليم الإسلام، سواء ما جاء به القرآن الكريم، أو ما قضت به السنة النبوية المطهرة، هنا يعرض المؤلف إلى تراث الفقه عند أركانه الأربعة، فيما نلاحظ أنه توقّف ملياً عند الإمام الشافعي، لا لمجرد استعراض مذهبه في الفقه ولكن لأن المؤلف في تصورنا- صادف دراسة مهمة تجمع بين البحث العلمي النفسي، وبين الطرافة الشعبية..

وقد أصدرها أستاذ علم الاجتماع المصري الراحل الدكتور سيد عويس بعنوان "رسائل العامة إلى الإمام الشافعي". هنا يتوقف المؤلف عند الرسائل التي كان يكتبها أصحاب الشكايات من فقراء الفلاحين وبسطاء الكادحين من الكَسَبة والعمال ثم يلقون بها عند شباك ضريح الشافعي على أطراف القاهرة.

وكتابنا يحدد بناء هذا الضريح بعام 1211 على يد السلطان الأفضل شقيق صلاح الدين الأيوبي، الذي يصفه مؤلف الكتاب بأن أسرته ودولته الأيوبية عمدت إلى تكريس وتعميق صورة الشافعي كرمز لعودة المذهب السُني إلى مصر بعد انتهاء حقبة الدولة الفاطمية شيعية المذهب.

محبة أم عدالــة؟

في هذا السياق أيضاً يعرض الكتاب لتطور مدارس الفقه الإسلامي عبر اختلاف الاتجاهات والمذاهب والمفكرين والمجتهدين. على أنه في معرض الحديث في الفصل السادس عما يسميه بالتجديد الروحي يحاول أن يعقد مقارنة بين اثنين من محاور حياة الإنسان فوق الأرض، ويلخصهما في العبارة البسيطة التي يستهل بها سطور هذا الفصل، والعبارة يجسدها السؤال: المحبة أم العدالة؟

بعدها مباشرة (ص 219) يقول ماليس روثفن: لو استطاع المرء أن يلخص في عبارة واحدة الفرق الجوهري بين اثنين من ديانات التوحيد فربما يقول: إنه فيما تُعد المسيحية في الأساس هي دين المحبــة، فإن الإسلام هو أولاً وقبل كل شيء دين العدالــــة.

مع ذلك، لا يفوت المؤلف ما يمكن أن نصفه بأنه روح الاستدراك العلمي، حيث يشير إلى أن الإسلام لم يكن لينقصه روح الحب، وهو ما ترجمته مدارس الفكر والاجتهاد الإسلامي إلى ممارسات التصوف.

وقد هداه البحث العلمي إلى أن يُقارن بين اثنين من أعلام التصوف في تراث المسلمين هما أبو القاسم الجنيد (ت. عام 910) وأبو حامد الغزالي (1058- 1111).

وفي هذا المقام يقول المؤلف (ص 230): إن الجنيد كان متصوفاً منضبطاً، بمعنى أن يسعى إلى ترشيد الشطحات الصوفية من خلال إحاطتها بإطار مستقى من الشريعة..

بينما كان نهج أبي حامد على العكس تماماً: إذ كان الغزالي يسعى إلى إحياء نهج الشريعة من خلال معاودة تزويدها (حقْنها كما يقول المؤلف) بجرعات من الحب والتعبد الصوفي، لهذا نجح الغزالي في نهج التصوف (وهو ما يتبدى في موسوعته بعنوان إحياء علوم الدين )، بمعنى أن الإمام الغزالي بدأ مفكراً وعالماً وفقيهاً..

وكان أن شكّل التصوف إضافة زانت ما حصّله من علوم الفقه وفكر الاجتهاد، وهو ما أضاف الكثير- على نحو ما يوضح المؤلف إلى ما يصفه بأنه التجديد الروحي، وكأنه يردد في تصورنا ما ذهب إليه الغزالي من مهمة الإحياء لعلوم الدين.

فإذا ما تحولنا إلى فصل محوري آخر من حيث الأهمية بالنسبة لعصرنا وظروفنا، وهو الفصل السابع المعنون "التحدي من جانب الغرب"، نصادف المؤلف وقد دعانا إلى مصاحبته مع السطور الأولى من هذا الفصل إلى زيارة القاهرة.

إنه يحكي عن زحام القاهرة وعن نيل القاهرة ، ويخص بالذات سوق خان الخليلي في قاهرة المعز القديمة، ويصفه بأنه البازار العربي التقليدي الذي يقدم تجّاره إلى زبائنهم منتوجات الحِرف التقليدية لقاء أسعار تمثل ضِعف ما قد يدفعه الزبائن على مسافة شوارع قليلة من المكان نفسه. ومن هنا لا يفوت المؤلف أن ينصح زائر هذه المواقع من أحياء القاهرة بأن يصحب معه مواطناً من أهل البلاد لزوم المساومة وتخفيض الأسعار.

في السياق نفسه يورد كتابنا ملاحظة غريبة (ص 282) يرصد فيها ما يصفه بأنه السلوك المتناقض الذي يصادفه الزائر الأجنبي في تلك المواقع من عاصمة كبيرة مثل القاهرة، والسلوك يتراوح ما بين الترحيب والمودة لدرجة أن يعرض عليك القاهريون أن تسعدهم بمشاركتهم الشاي أو القهوة، فيما يصادف وجوهاً أخرى في المدينة نفسها مقطبة الجبين مكفهرة الملامح وقد ينفجر فيك هذا الفرد أو ذاك حين تسوّل لك نفسك أن تُخرج الكاميرا كي تلتقط صورة، مجرد صورة في زوايا المكان.

يحاول المؤلف في مثل هذا السياق أن يرسم خلفية لما يصفه بأنه التحدي الغربي، الذي بات يواجه عالم الإسلام والمسلمين، ويعزو بعض السلبيات المحدقة بهذا العالم الإسلامي إلى أسباب شتى من بينها ما لاقته المجتمعات الإسلامية، في مراحل تاريخية مختلفة من هزائم وانكسارات على يد شعوب معتدية ..

جاءت من شتى بقاع الأرض، ما بين المغول الذين دمّروا الخلافة العباسية في بغداد إلى الإمبراطورية العثمانية التي دمرت دولة المماليك في مصر، ويرى مؤلف الكتاب أن مثل هذه الانكسارات بكل ما انطوت عليه من آلام وإحباطات كان من آثارها أن مهدت السبل أمام ارتفاع مد التصوف، بمعنى الابتعاد عن الواقع بكل قسوته ومرارته إلى حيث التحليق بعيداً إلى عوالم أكثر مدعاة للسلوى أو الارتياح..

ثم يضيف المؤلف في هذا الخصوص (ص 285) قائلاً: في دواخل العالم الإسلامي أدت روح المحافظة واتباع نهج التقليد إلى تقاعس طوائف العلماء عن إدخال المطبعة (الحديثة)..

وهو ما أفضى بدوره إلى إشاعة مناخ معادٍ لسبل وثمار التجديد والابتكار التكنولوجي، وقد حدث هذا في الوقت الذي كانت أوروبا تعمل فيه جاهدة (بعد عصر النهضة) على تجديد اقتصاداتها باستخدام المستحدثات الجديدة، من قبيل آلات الحرث ذات العجلات الحديدية الثقيلة (بدلاً من الآلات البدائية الخفيفة) وهو ما أدى بدوره إلى تطوير أساليب الزراعة ومن ثم إلى زيادة الفائض الزراعي الذي أصبح صالحاً في تلك العصور لأغراض الاستثمار.

ثم حدث بعد اكتشاف الأميركتين الشمالية والجنوبية أن عبرت ثروات وموارد جديدة مساحات المحيط الأطلسي إلى حيث ظلت تصبّ في شرايين أوروبا، بينما ظل العالم الإسلامي أسيراً لمرحلة ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما شكّل حالة استقطاب ما بين حركة دينامية في أوروبا الغرب، وحالة ستاتيكية من الركود في الشرق والعالم الإسلامي.

في هذا السياق أيضاً يتابع مؤلف الكتاب، بأسلوب السرد التاريخي والتحليل الدقيق، مسيرة الاستعمار الغربي لأقطار وأمصار شتى من خارطة العالم الإسلامي، فيما يرصد حركات المقاومة الإسلامية ضد هذه الهيمنة الغربية، كما اتضح مثلاً في حركة عبد القادر في الجزائر..

ومحمد أحمد المهدي في السودان، وصولاً إلى حركة التجديد والإحياء في مجالات الفكر والفقه الإسلامي على يد كل من جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في مصر، التي يركز عليها المؤلف في سياق هذا الفصل قبل الأخير من الكتاب...

حيث يتابع مراحل المشهد المصري من عبد الناصر إلى السادات ثم يتحول إلى أعلام المثقفين المسلمين في الهند وباكستان إلى أن يخلص في السطور الأخيرة من هذا الكتاب إلى حقيقة تفيد بأن تركة الحضارة الإسلامية إنما تجمع بين عوامل الثورة والضعف..

ومع ذلك فلسوف يظل القرآن الكريم بكل تركيزه على رفض الظلم وإقرار العدل (ص 430)، فضلاً عن تعاليم نبي الإسلام (صلى الله عليه وسلم) وهو الأسوة الحسنة التي تجسدها سلوكياته، مرجعاً أساسياً يستهدي به المسلمون في كل وقت وأوان.

المؤلف في سطور

 مالس روثفن كاتب ومفكر وأكاديمي من أصل ايرلندي. وُلد في مدينة دبلن عاصمة إيرلندا في عام 1942، ودرس الأدب الإنجليزي في جامعة كامبردج الإنجليزية المرموقة التي حصل منها أيضاً على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية والاجتماعية. وقد درس اللغة العربية وهو ما أهّله للعمل في كتابة النصوص الإعلامية لدى هيئة الإذاعة البريطانية. وإلى جانب أنشطته في مجال الكتابة الصحافية .

والنصوص الإعلامية، فقد عمل المؤلف بالتدريس واشتغل بالبحث العلمي بوصفه أكاديمياً اختصاصيا في القضايا المتصلة بالإسلام والعالم العربي، مع التركيز، كما يقول مؤرخو سيرته العلمية، على القضايا الدينية- العقيدية وخاصة ما يتصل بالجوانب الأصولية التي أصبحت محوراً لاهتمام العديد من أهل هذه الاختصاصات في ربوع الغرب في الولايات المتحدة وأوروبا. وبالذات بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001.

يُعد المؤلف حاليا مرجعاً من بين العلماء الثقات في علم مقارنة الأديان، خاصة وأنه لم يقتصر على الدراسة النظرية بل أضاف إلى هذا الاهتمام بالديانة والمجتمعات الإسلامية، ما قام به من زيارات ميدانية لعدد من الدول العربية الإسلامية مما زوده بالكثير من الخبرة المباشرة، مع ما يتمتع به من معارف بفضل إجادته للغة العربية، وهو ما أعانه أيضاً على إصدار كتابه الشهير عن الشعوب العربية مشفوعاً بفصل ختامي بقلم البروفيسور ألبرت حوراني.

 

عدد الصفحات: 552 صفحة

تأليف: ماليس روثفـــــن

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: جامعة أكسفورد، لندن،

Email