العالم بعيون عربية

الكرامة مفتاح مواقف الجماهير العربية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتمثل العمود الفقري لهذا الكتاب في كونه يشكل دراسة مسحية استقصائية، بأسلوب العيّنة الإحصائية. وقد عمد مؤلفه، وهو أستاذ كبير من أصول عربية ، إلى إجرائها في 6 دول عربية لاستطلاع آراء وتوجهات قطاعات واسعة من الجماهير العربية في تلك الأقطار تجاه قضايا مختلفة، كان في مقدمتها نظرة العرب إلى الغرب في أوروبا وأميركا..

وهي نظرة أوضحت فصول الكتاب مدى تباينها، إن لم يكن تناقضها في بعض الأحيان، من حيث المواقف السلبية للغرب الرافضة لتركة السيطرة الاستعمارية التي خلّفها الغرب، عبر أجيال مضت في ربوع الوطن العربي، وبين نظرة مقابلة تتمثل في الإعجاب العربي بما استطاع هذا الغرب أن يحققه من إنجازات، وخاصة في مجالات العلم والاختراع ناهيك عن مجالات التحولات والممارسات الديمقراطية التي أدركت الجماهير العربية مدى أهميتها ..

وخاصة مع انتفاضات الربيع العربي ضد النظم السلطوية التي أصبحت في خبر كان، خلال السنوات الثلاث الماضية. ويتميز الكتاب أيضاً بما عمد إليه مؤلفه من إثبات تفسيرات وتعليقات من جانبه بما يشكل إضاءات للأرقام والإحصاءات، التي تشكل جوهر هذا الكتاب، فضلاً عن اهتمامه بالتطرق إلى الصورة المقابلة، وهي صورة العرب والمسلمين لدى قطاعات الرأي العام في الولايات المتحدة بالذات، تعكس بدورها مفارقة مفهومية وسلوكية، تتمثل في نظرة غير متعاطفة مع الإسلام، مقترنة بنظرة غير رافضة للأفراد المسلمين.

 يشيع في الأدبيات السياسية الأميركية المعاصرة تعبير طريف يقارن بين كندا والشرق الأوسط ،ويقول بما يلي: ما أبعد الفارق بين الحالتين: كندا دولة تعاني من زيادة في المساحة ونقص في التاريخ، في حين أن الشرق الأوسط منطقة تعاني العكس تماماً: نقص في المساحة وزيادة وافرة في التاريخ.

والحق أن هذه الوفرة الغزيرة في تاريخ الشرق الأوسط أفضت إلى تفاعل فريد في بابه بين عنصري الزمان بكل غزارته والمكان الجغرافيا بكل فرادته، حيث يتميز الشرق الأوسط، في مشرق الوطن العربي ومغاربه على السواء، بموقع جغرافي يتوسط موضوعياً مفترق الطرق الموصِّلة من الغرب إلى الشرق، ومن الشمال إلى الجنوب، يستوي في ذلك المسالك البحرية التي جالت في أنحائها أساطيل الحضارات القديمة، بقدر ما يستوي طريق الحرير الشهير الواصل من ضفاف البحر المتوسط الأوروبية والأفريقية إلى دواخل القارة الآسيوية إلى حيث تخوم الصين، بقدر ما تستوي قناة السويس بوصفها شريان الربط الحيوي بين القارات المحورية الثلاث: أوروبا، أفريقيا ثم آسيا.

ومنذ أن اصطنعت القوى والأوساط الأوروبية مصطلح الشرق الأوسط خلال وقائع الحرب العالمية الثانية اقتحم هذا التعبير معاجم السياسة الدولية ليصدق بداهة على العالم العربي مضافاً إليه بصورة أو بأخرى كل من تركيا وإيران.

بيد أن التطورات الأخيرة التي شهدتها أقطار شتى من هذا العالم العربي ما بين مغاربه (تونس مثلاً) وأواسطه (مصر مثلاً) ومشارقه (سورية مثلاً) أدت في تصورنا- إلى تسليط الأضواء بالذات على الطرف العربي في منطقة الشرق الأوسط.

وفي ضوء هذه المستجدات نطل على ذلك السيل، أو ما يشبه السيل، من الدراسات والكتابات المطروحة مؤخراً، في إطار الاهتمام بالشرق الأوسط، وهي في مجموعها تتناول قضايا شتى وزوايا ورؤى متباينة من هذه الإطلالة على الشأن العربي، من البعد القطري والبعد القومي على السواء.

هذا الاهتمام الواسع

ويكفي أن تشهد الأشهر المنصرمة من عام 2013 الحالي إصدارات مهمة منها مثلاً كتاب الدبلوماسية الثقافية والعلاقات الدولية في الشرق الأوسط للباحثة ناديا ون مالتزان أو كتاب عن تطور حركة الإخوان المسلمين للباحثة الأميركية كاري ويكام أو كتاب نويل بريهوني عن "أزمة الوحدة في اليمن"..

هذا فضلاً عن دراسات وأطروحات بحثية شتى منها ما يتصل بالأزمة الطائفية في العراق (مجموعة الأزمات الدولية) أو بأزمة المساعدات العسكرية بين مصر وأميركا (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) أو مشكلات ليبيا- ما بعد القذافي (المعهد الأميركي الآنف الذكر) أو المال والسلاح والسياسة في الضفة الغربية (مجموعة الأزمات الدولية).

العالم في عيون العرب

ضمن هذا الإطار بكل اتساعه وأهميته نتعامل مع الكتاب الذي نسلط عليه الأضواء في سطورنا الراهنة.

ويتميز كتابنا بأنه لا يقف في دراسته وتحليله عند قطر بعينه من أقطار الوطن العربي، أو الشرق الأوسط.

ويتميز أيضاً بأنه يتعامل مع موضوعه المحوري من منظور يمكن وصفه بأنه "الطرف العربي في مقابل الطرف الآخر."

ويتميز كذلك بأنه يجيب عن سؤال لابد وأن يساور كل من يهتم بالشأن القومي- العروبي، في هذه المرحلة التي ما زالت تحمل بصمات العولمة وثورة الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وأخيراً يتميز كتابنا بأن مؤلفه يجمع بين البعد العروبي، من حيث الأصل واللغة والجذور القومية، وبين الانفتاح بحكم التكوين والتخصص الأكاديمي على ما يدور عند الآخر بمعنى الغرب الأميركي- من أفكار وتصورات، بل وتهيؤات تصل إلى حد الافتراءات في بعض الأحيان.

الكتاب يحمل العنوان التالي: "العالم بعيون عربية". والمؤلف هو: البروفيسور شبلي تلحمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الأميركية.

أما العنوان الفرعي لهذا الكتاب فيوضح أن النهج الفكري لهذا العمل من شأنه التركيز على اتجاهات الرأي العام العربي على ضوء ما تشهده المرحلة الراهنة من إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط.

هذا النهج بالذات هو الذي دفع الكتاب إلى الانطلاق من تطورات الأحداث التي استجدت على المنطقة خلال السنوات الثلاث الأخيرة بالذات، وقد بدأت مع عام 2010 وهو ما نقل منطقة الشرق الأوسط إلى حيث باتت أحداثها وتطوراتها، فضلاً عن دلالة هذه الأحداث والتطورات إلى حيث أصبحت تستأثر، على نحو أو آخر، باهتمامات واسعة وعميقة من جانب جمهرة المراقبين والمحللين السياسيين، ناهيك عن جموع المسئولين في دوائر الحكم، وأجهزة المعلومات والاستخبارات على السواء.

يرى مؤلف كتابنا أن أهم ما أنجزته انتفاضات ما وصف بأنه الربيع العربي إنما يتمثل في إنهاء تلك الثقة الزائفة كما يسميها الكتاب التي طالما راودت الحكام السلطويين في العالم العربي (ما بين مصر إلى تونس إلى اليمن) في دوام أنظمة الحكم التي كانوا يتربعون على قمتها، بكل ما كان مرتبطاً بهذه الثقة المصطنعة أو الموهومة على نحو ما يتصور مؤلفنا، من ميل الحكام في تلك الأقطار إلى تجاهل ذلك الفوران الذي ظل يحدث تحت السطح أو من محاولة استغلاله لصالح النظم القائمة ناهيك عن القدرة على سحقه وإنهائه من الأساس.

في السياق نفسه يرصد الكتاب ما طرأ من تغيرات على مضامين ومواقف وتوجهات الرأي العام العربي. ويسوق في هذا الصدد نموذجاً على تغّير الموقف من حزب الله اللبناني: لقد ظل هذا الفصيل يحظى بتأييد واسع ومتحمس من جانب الرأي العام العربي خلال مواجهته مع العدو الإسرائيلي في عام 2006، لكن ما من أحد يستطيع التنبؤ حاليا بأن يتكرر مثل هذا التأييد في غمار موقف الحزب المذكور المؤيد للنظام السوري في دمشق.

اتساع مفهوم المشاركة

من الناحية الإيجابية يرصد هذا الكتاب أيضاً اتساع مفهوم ونطاق المشاركة، التي بات يشعر بها بل ويطالب بها المواطن العربي العادي بالنسبة لمقاليد الأمور في بلاده. والمؤلف يتصور في هذا السياق أن هذه السياسات التشاركية كما يسميها من شأنها في نهاية المطاف أن تشّجع على توسيع دائرة التحولات والممارسات الديمقراطية السليمة في أنحاء شتى من الوطن العربي الكبير.

والمهم أن تجلت هذه الإيجابيات، سواء الحاصلة بالفعل أو المتوقعة مستقبلاً من خلال ما يحفل به كتابنا من خرائط استطلاعات الرأي العربي العام وهي استطلاعات أجراها المؤلف في ستة أقطار عربية هي على وجه التحديد: مصر والمغرب والمملكة العربية السعودية ولبنان والأردن والإمارات العربية المتحدة. ثم عمد البروفيسور شبلي تلحمي إلى استكمال هذه الصورة باستطلاعات محدودة تم إجراؤها بالنسبة للرأي العام في كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.

ولدى متابعة طروحات هذا الكتاب، يخلص القارئ إلى حقيقة تقول بأن العرب، وإن بدوا مختلفين من حيث التوجهات والآراء والرؤى والتصورات، وهذا أمر مقبول إن لم يكن طبيعياً بحد ذاته، إلا أن قطاعات الرأي العام العربي التي تعاملت معها بحوث هذا الكتاب بدت متوحدة في نظرتها إلى سياسة الولايات المتحدة، معربة في ذلك عن الاختلاف بدرجات متفاوتة مع السياسة التي تتبعها واشنطن في المنطقة. و

في الوقت نفسه أعربت هذه القطاعات العربية المفحوصة كما يقول المصطلح الإحصائي عن تفهّم وتقدير عام للقيم (الإيجابية) التي تتبناها أميركا وقد تجلت هذه الجوانب إحصائياً من واقع نسبة 75 في المئة من الاختلاف مع سياسة أميركا وخاصة ما يتعلق بتأييد أميركا لإسرائيل على حساب الفلسطينيين، فيما تجلت أيضاً من واقع نسبة 90 في المئة من التقدير لما أحرزته أميركا ذاتها من إنجازات شتى.

يسترعي الانتباه في هذا السياق، ما لاحظه محللو هذا الكتاب من أن المؤلف يسلط مزيداً من الضوء بشكل خاص على مصر وما يستجد على صعيدها من أحداث وتطورات، بل إن من هؤلاء المحللين من يذهب إلى أن البروفيسور تلحمي الفلسطيني النشأة يبالغ في هذا التأثير المصري على أحوال منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك فالتعامل الموضوعي مع هذا الجانب كفيل بأن يتفق مع مؤلف الكتاب من حيث أن مآلات الأمور في مصر، وخاصة من حيث السلطة والتطورات الفاعلة في القاهرة كفيلة بأن تخلّف تأثيراتها على الديناميات الداخلية في الأقطار المجاورة.

عن الرأي العام المصري

في هذا الصدد بالذات، يرصد كتابنا ما أسفرت عنه جهود استطلاع الرأي العام المصري، وقد اضطلع بهذه الجهود مركز زغبي إنترناشونال فأفادت بأن 66 في المئة من المصريين يريدون اعتماد الشريعة الإسلامية أساساً للقانون المصري، لكن مع التعمق في التفصيل اتضح أن 17 % فقط من النسبة السابقة تفضل تطبيق الشريعة حرفياً بينما أكدت النسبة المهيمنة - الأغلب وهي 83 في المئة- رؤيتها بتطبيق روح الشريعة الإسلامية فضلاً عن ضرورة تكييفها مع مقتضيات الحياة الحديثة.

على مدار فصول وأطروحات الكتاب، يقف المؤلف بالتأمل، في مواضع شتى، عند مفهوم محوري بكل معنى وهو يرى، ونرى معه، أنه بات يشكل مطلباً جوهرياً وطموحاً أكثر من مشروع لدي الجماهير العربية على اختلاف الأقطار والسياقات الوطنية، والمطلب تعبر عنه كلمة واحدة هي الكرامة.

تناقص في الاتجاه

في هذا السياق يوضح المؤلف كيف أن عهوداً طويلة من السيطرة الخارجية (الإمبريالية) ومراحل من الاستبداد الداخلي أصابت الشخصية العربية بندوب وجراحات شتى، ومن هنا كانت متابعته وتفسيراته لهتافات الملايين على مدار السنوات الثلاث الأخيرة مطالبة بالكرامة، وهي الهتافات التي اقترنت باسم الزعيم العربي جمال عبد الناصر، وبإلحاح متواصل ولدرجة تكاد تتوازى مع، إن لم تسبق، المطالبة بلقمة العيش وهنا أيضاً يقف المؤلف عند موقف يعكس روحاً من المفارقة إن لم يكن يكتسي بشبهة التعقيد.

وأصل الحكاية أن الجماهير العربية ما زالت تعكس في وجدانها واتجاهاتها ومواقفها ما عانته أجيال عربية سبقت من صنوف المهانة على يد الغرب (الاستعماري)، وهو ما خلّف جرحاً في بنية الشعور الوطني- القومي بالكرامة العربية. ولكنه ترك في الوقت نفسه شعوراً بأهمية تحديث الحياة العربية والاقتداء بما حققه الغرب نفسه من منجزات، في مجالات الفكر والعلم والاختراع، وفي ميادين الممارسة الديمقراطية والحكم الرشيد على السواء.

من هنا يتميز هذا الكتاب بأنه لا يقتصر على الجوانب السياسية في نظرة العرب إلى العالم الخارجي، ولكنه يتعدى إلى حيث ينفذ، أو يكاد ينفذ، إلى دخائل الوجدان العربي بكل ما قد ينطوي على ذلك من تناقضات يتجلى من بينها كما أسلفنا- ظاهرة التباين، أو حتي التناقض، بين نظرة العرب الرافضة للغرب الذي طالما فرض هيمنته الاستعمارية على مصائر الشعوب العربية، وبين نظرة العرب المتقبِّلة بل إنها المعجبة والمرحّبة أيضاً بأساليب الحياة التي أوصلت الغرب في أوروبا وأميركا إلى تحقيق ما أنجزه في عالم السياسة والحداثة والعولمة، وهو ما حلق به موضوعياً إلى غزو الفضاء.

لهذا كان ناقدو هذا الكتاب على حق، عندما ذكروا أن أطروحاته تكشف عما يدور في عقول وقلوب العرب، وهم قوم كثيراً ما أُسيء فهمهم، ولكنهم ما برحوا قوماً لهم أهميتهم المحورية في عالمنا، الذي أصبح يشكل في التحليل الأخير قرية كونية كما قد نقول.

ولقد توقّف هؤلاء النقاد عند جهود الفترة الطويلة التي أمضاها مؤلف كتابنا لإنجاز هذا العمل العلمي، الذي جاء أقرب إلى دورية استكشاف لقارة طالما ظلت مجهولة لمتابعي ومحللي السياسة العالمية، واسمها الرأي العام للجماهير العربية، خاصة وقد ظلت آراء هذه الجماهير واتجاهاتها مستترة أحياناً، أو مكبوتة أحياناً وربما مصطنعة أو مزيفة أحياناً أخرى على مر عقود من زمن النظم الدكتاتورية التي لاقت مصائر التداعي..

ومن ثم السقوط والزوال في غمار انتفاضات "الربيع العربي". وبرغم أن عمليات الاستطلاع عبر فصول كتابنا اعتمدت اسلوب العينة الإحصائية، فقد حرص مؤلفنا على أن يشفع البيانات الرقمية المطروحة بتعليقات ثاقبة ومدققة من جانبه مستعيناً ولا شك بخبرته المباشرة من حيث أصوله العربية، فضلاً عن مكانته بوصفه أستاذاً مرموقاً في مجال علم السياسة وأصول الحكم وعمليات التنمية..

وهو ما زود كتابه برؤية كاشفة ومستنيرة تفيد القارئ العربي بقدر ما تفيد القارئ غير العربي على السواء، وخاصة حين يعرض لمواقف وتوجهات ورؤى الجماهير العربية في البلدان الستة التي بذل جهوده بين ظهرانيها لقضايا تجمع بين الأهمية والحساسية الفائقة، وبخاصة ما يتعلق بمواقف واتجاهات هذه الجماهير من إسرائيل وقضية فلسطين ومن الدين (وقد اكتسبت هذه القضية كما يعرف الجميع أهمية متزايدة الحساسية خلال الفترات القريبة الماضية) إضافة إلى قضايا العلاقات الخارجية ولاسيما مع الغرب بشكل عام ومع الولايات المتحدة على وجه الخصوص.

وفيما يتعلق بالوجه الآخر من عملية البحث الذي احتواه الكتاب يكشف المؤلف عن تحامل الأميركيين أو عدم تعاطفهم مع الإسلام كعقيدة، ولكنه لا يلبث يقول إن أي تصور أو رأي سلبي بالنسبة للإسلام عند الأميركيين لا يترجم نفسه مباشرة إلى كراهية إزاء من يعتنقون الإسلام. والحاصل يضيف مؤلف الكتاب- أن نسبة 50 في المئة من العّينة المفحوصة من المواطنين الأميركيين العاديين أعربت عن آراء إيجابية تجاه المسلمين (في الولايات المتحدة).

وفيما نرى أن الأمر بحاجة إلى بذل جهود حثيثة وموضوعية أيضاً لزيادة مثل هذه النسبة إلى حيث يتسع نطاق النظرة الإيجابية إلى المسلمين والإسلام في أميركا وفي سائر بقاع العالم، فإننا نرصد أيضاً أهمية مثل هذه النوعية من الدراسات التي يمكن أن تضيء الطريق أمام مزيد من التفاهم والتوافق بين العالم الخارجي وبين العرب، إلى حيث يضطلعون بدور أكثر فاعلية وإيجابية في تسيير دفة الأمور في العالم الذي نعيش فيه.

المؤلف في سطور

يشغل البروفيسور شبلي تلحمي كرسي أنور السادات للسلام والتنمية في جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة، إلى جانب عمله كزميل باحث غير مقيم في مؤسسة "بروكنغز"، الشهيرة باهتماماتها التي يتركز جانب كبير منها على قضايا وأحوال وتطورات منطقة الشرق الأوسط.

كما أن المؤلف عضو بارز في مؤسسة بحثية مرموقة هي "مجلس العلاقات الخارجية" في العاصمة واشنطن، فضلاً عن سابق عضويته في مجلس إدارة مؤسسة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان وكذلك في معهد الولايات المتحدة للسلام.

وقد كان لجذوره الأصيلة منذ نشأته الأولى في فلسطين العربية الفضل في قدرته على الإحاطة الدقيقة بالقضايا الجوهرية والاتجاهات السياسية والاقتصادية والثقافية السائدة في ربوع الوطن العربي بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

وبحكم وجوده ونشاطه الأكاديمي في الولايات المتحدة، فقد اهتم الدارسون والسياسيون بكتابه الذي سبق إلى إصداره في موضوع بالغ الأهمية ويتعلق بالمصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط ..

حيث تابع الدكتور تلحمي التاريخ الحديث أو القريب لعلاقات الطرفين منذ أعلن الرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاور مبدأ الفراغ في الشرق الأوسط مع أواخر عقد الخمسينات من القرن الماضي بكل ما ارتبط بهذه الفترة من نزاعات مع نظم عربية (في مصر مثلاً) ومع ما واكب ذلك من عمليات استقطاب واسعة النطاق تمت في غمار المنافسة بين أميركا وروسيا السوفييتية خلال حقبة الحرب الباردة.

 عدد الصفحات: 214 صفحة

تأليف: شبلي تلحمي

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: مؤسسة باسيك، نيويورك، 2013

Email