ضرورة التواصل مع المجتمع الإسلامي

ثلاث حقائق تحكم علاقة الإسلام بالسياسة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يصف المفكر والى نصر هذا الكتاب بأنه يضم تقييماً موضوعياً لعلاقات أميركا مع العالم الإسلامي في الماضي والحاضر والمستقبل، وخاصة من خلال ما عمد إليه مؤلفه الدكتور إميل نخلة من الإفادة من سنوات تعامله الطويلة مع دوائر المعلومات وهيئات الاستخبارات في أميركا، فضلاً عن الزيارات الميدانية التي قام بها للعديد من الأقطار الإسلامية، والحوارات التي أجراها مع عشرات من الساسة والمفكرين والمحللين والقادة في تلك الأقطار، ولا سيما أولئك المعنيين بالشأن الإسلامي وعلاقته بالتحولات والممارسات الديمقراطية، فضلاً عن علاقة المجتمعات الإسلامية بالولايات المتحدة في الحاضر والمستقبل على السواء.

وقد توقف كثير من محللي ونقاد هذا الكتاب عند دعوة المؤلف الموجهة إلى واشنطن كي تغير من توجهاتها ومواقفها إزاء العالم الإسلامي، حيث لا يجدي الاقتصار على صرف الأموال، بقدر ما يهم العمل بالدرجة الأولى على تفهمّ وردم الثغرة الفاصلة بين اثنين من التصورات المتباينة، وأولهما نظرة جماهير المسلمين إلى أميركا على أنها تفضل استخدام القوة العسكرية في الأساس، ونظرة جماهير الأميركيين إلى المجتمعات الإسلامية، وكأنها معامل لتفريخ الإرهابيين، ومن هنا، يأتي هذا الكتاب بما يضمه من دعوة موجهة بالذات إلى راسمي السياسة وصانعي القرار في واشنطن، وكأنه نوبة صحيان، كما يقول المصطلح العسكري، ينبه إلى أهمية المبادرة للتواصل الإيجابي مع العالم الإسلامي، وبما يحقق مصلحة الطرفين.

يستخدم مؤلف هذا الكتاب مصطلحاً يتألف على الطريقة الأميركية من مختصرات، والمصطلح هو: ز ع م، وبتفكيك المصطلح نجد أمامنا العبارة ذات المفهوم التالي: زيارة عمل مؤقتة، ولا عجب أن المؤلف يودع صفحات كتابه خلاصة تجربة سنوات طويلة عاشها خبيراً في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ومسؤولاً بالذات عن فرع نراه في غاية الخطورة من فروع هذه المؤسسة الاستخباراتية، والفرع بدوره يحمل كما يتضح من مقدمة الكتاب العنوان التالي: برنامج التحليل الاستراتيجي للإسلام السياسي.

لكن ليس لأحد أن يتصور أننا بإزاء كتاب استخباري، بقدر ما أننا بإزاء دراسة علمية شديدة التكثيف والتعمق، ومن ثم فهي لم تصدر عن دار للنشر التجاري، ولكن صدرت عن واحدة من أهم المؤسسات الأكاديمية الأميركية المعنية بالشرق الأوسط: تاريخه وشعوبه وعقائده وتطوره وآفاق مستقبله.

سلسلة دراسات برنستون التي تصدر عن جامعة برنستون التي ذاع صيتها أولاً، حيث كانت الموقع الذي أعلن منه ألبرت أينشتاين نظرية النسبية. وإن كان يهمنا في سياقنا الحالي أن برنستون ما زالت تضم واحداً من أهم الأقسام الجامعية المعنية بدراسات الشرق الأوسط، منذ أن عكف على إنشاء هذا الصرح العلمي البروفيسور الأميركي- اللبناني الأصل، فيليب حتى (1886- 1978) مؤلف السفر العلمي الكبير بعنوان تاريخ العرب.

ولأن كتابنا صدر عن الجامعة المذكورة في سلسلة دراسات برنستون في السياسة الإسلامية، فقد كان افتتاح المؤلف، الدكتور إميل نخلة، طروحات كتابه بحكاية الزيارات المختصرة، تمهيداً لعرض الجهود التي ظل المؤلف يبذلها على مدار سنوات طويلة في محاولة استجلاء ميداني لأبعاد الواقع الإسلامي بكل مشكلاته وتناقضاته وآفاق تطوره.

من هنا، تعددت تلك الزيارات إلى حيث ظل المؤلف كما يقول في الفصول الأولى من كتابنا، مع نوعيات شتى من أهل الأقطار الإسلامية: ناس عاديون، صحافيون ومفكرون وكتّاب، أكاديميون، ناشطو الأحزاب السياسية. ثم رجال دين منهم من يتبع المؤسسة الرسمية، كما يسميها المؤلف، ومنهم من هو مستقل عن هذا النوع من المؤسسات.

والهدف من مثل هذه الزيارات الميدانية، كان على نحو ما يقول مؤلف الكتاب، ثلاثي الأبعاد.

أولاً: من أجل متابعة تطور جهود الأسلمة والناشطين الإسلاميين عبر كثير من الأقطار، ومن ثم محاولة تدارس القوى والعوامل التي تدفعهم إلى ممارسة مثل هذا النشاط.

ثانياً: العمل على مقارنة ومضاهاة نوعية التطور في هذه الأنشطة عبر الأقطار المختلفة ومحاولة فهم المراحل التي بلغتها تلك الأنشطة.

ثالثاً: تحصيل الكيفية التي يفهم بها الناشطون الإسلاميون، على اختلاف الثقافات والأعراق والمذاهب، ظاهرة الأسلمة، كما أصبحت تسمى في دوائر شتى، ومن ثم الاطلاع على أساليب استخدامهم لتلك الظاهرة في نشاطهم على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

زيارات التسعينيات

يحكي إميل نخلة في الكتاب كيف بدأت هذه الزيارات مع أوائل عقد التسعينيات من القرن الماضي، بعد أن قادته دراساته، وخاصة في مجالات العلاقات الدولية، فضلاً عن أصوله الشرق - أوسطية، إلى إدراك أن الإسلام يمثل أسلوباً شاملاً في الحياة، يحرص من خلال تعاليمه على توخي التكامل بين الدين والدنيا.

وفي هذا السياق، يحكي مؤلف هذا الكتاب عن زيارة قام بها إلى تركيا في منتصف التسعينيات، وضمت مناقشة مطولة مع واحد من كبار المفكرين الأتراك في حزب الرفاه ذي الاتجاه الإسلامي، وكيف أكد له المفكر التركي أن الإسلام لا بد وأن يشكل بوصلة التوجيه الأخلاقية لشعب تركيا، وبصرف النظر عن دور الجيش في الحياة السياسية في البلد المذكور، وهو دور ظل فاعلاً وبالغ التأثير، كما هو معروف، من خلال موجة الكمالية التي استجدت على تركيا منذ أيام "الغازي أتاتورك"، مع عشرينيات القرن العشرين.

في السياق نفسه، يوضح المؤلف كيف أن محاوره التركي أكد له من واقع خبرات ميدانية، كيف أن تيار العلمانية المرتبط تاريخياً بموجة الكمالية - الأتاتوركية، لم يتعدّ تأثيره تلك الصفوة المحدودة من خريجي الجامعات ونخبة المثقفين في المراكز الحضرية في أنقرة وإسطنبول، ما يؤكد في رأي المفكر المذكور، أن تركيا ظلت دولةً مسلمة، عثمانية على حد تعبيره. ويبدو أن هذا المنحى بين مقولات الكتاب هو الذي أفضى بالمؤلف إلى التوقف ملياً عند جانب مهم من جوانب الحياة المعاصرة للمسلمين، هذا هو جانب العلاقة بين الإسلام والسياسة.

ومرة أخرى، يتبع مؤلف الكتاب الأسلوب البراغماتي نفسه في جمع البيانات الميدانية، والدخول في حوارات على أرض الواقع، وهو الأسلوب الذي يتميز به النهج الأميركي الذي يتحاشى كثيراً الإغراق في دوامة التنظير وزحام التفاصيل.

3 تأكيدات أساسية

هنالك يدير المؤلف حواراته مع العديد من مرشحي التيارات الإسلامية الذين كانوا قد قرروا النزول إلى الساحة السياسية في بلدانهم، وخوض الانتخابات على وجه الخصوص.

وهو ينقل عنهم (ص 30 وما بعدها) ثلاثة تأكيدات على النحو التالي:

أولاً : أن الإسلام لا يعادي الديمقراطية، وأنهم يعملون جاهدين على نوع من التوفيق أو المصالحة إن شئت - بين تعاليم الإسلام وبين الأسلوب الغربي المعتمد والمجرَّب للديمقراطية الغربية.

٪ : .

٪ : .

في هذا السياق أيضاً، ينقل المؤلف تساؤلات من يسميه بأنه ناشط إسلامي ذي تعليم غربي، يقول: لماذا تسمحون لأنفسكم (في الغرب) بأن تحكموا على الأحزاب المسيحية أو أي هيئات سياسية ذات توجهات عقائدية مختلفة في بلادكم، طبقاً لأدائها، ولا تفعلون الشيء نفسه بالنسبة للأحزاب ذات التوجه الإسلامي؟

وفي موضع آخر من الكتاب، يؤكد المؤلف أن هيئات الاستخبارات في الولايات المتحدة، وعلى رأسها بالطبع وكالة الاستخبارات المركزية، أصبحت على بّينة من التيارات الناشئة في النشاط السياسي، ومن أسلمة السياسة في الشرق الأوسط، وذلك منذ أكثر من عقدين مضيا، ومن ثم، فقد دأبت هذه الدوائر الاستخبارية على أن تضع في الصورة كبار صانعي السياسة ومتخذي القرار في أميركا.

وكان بديهياً أن يتعزز هذا الاتجاه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، حيث شارك مؤلف الكتاب ضمن العديد من كبار المحللين (ص 34) في سلسلة من الإحاطات المعلوماتية الرامية إلى تنوير كبار صانعي السياسة في الفرعين التنفيذي (الحكومة)، والتشريعي (الكونغرس)، في واشنطن بشأن صعود ظاهرة النشاط الإسلامي، بكل ما ينطوي عليه هذا الحراك من دلالات، وبكل ما قد يستجد على هذه الظاهرة من تطورات.

في هذا الإطار، يوضح المؤلف (الصفحة السابقة نفسها)، كيف أن الأمر انطوى بالضرورة على إعادة التواصل مع مؤسسات وتيارات، منها مثلاً الإخوان المسلمون في مصر، بعد أن كانت الاتصالات الأميركية معهم قد توقفت في أواخر التسعينيات، في ضوء اعتراض الحكومة المصرية في ذلك الحين.

وهنا، نلاحظ من واقع ما عرضه المؤلف، كيف أن هذه الاتصالات والتفاعلات، بكل ما أسفرت عنه بداهة من دراسات وتقارير، تم إعدادها لإطلاع وتوعية صانعي القرار، لم تكن لتقتصر على الجانب السياسي وحده، بل إنها ندبت نفسها، كما يقول الدكتور إميل نخلة، إلى حيث تدارست ميادين أخرى: قانونية واقتصادية وثقافية وتربوية ودينية، حيث كانت تتصل بداهة بظاهرة الحراك الإسلامي.

أما محاور التركيز التي اتبعها المحللون في دوائر الاستخبارات الأميركية، فقد غطت أموراً وساحات شتى، كان من بينها مثلاً الفروقات بين مختلف شرائح واتجاهات هذا الحراك الإسلامي، وكان من بينها أيضاً، المتغيرات التي لا تلبث أن تطرأ على الأبعاد الأيديولوجية لمختلف الأحزاب والجماعات الناشطة في هذا المضمار، وكان من بينها كذلك، خصائص الساحة أو البيئة التي يعمل على صعيدها هؤلاء الإسلاميون على اختلاف أبعادها السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

نلاحظ أيضاً أن كان اهتمام التحليلات الاستخباراتية الأميركية ينصبّ بدوره على أنشطة منظمات المجتمع المدني، ودورها في الترويج لهذا الحراك الإسلامي.

ما بعد الحرب على الإرهاب

نلاحظ أيضاً ما يحرص المؤلف على تأكيده، وهو أن هذه التحليلات وصلت إلى نتيجة مفادها، كما يقول: أن ليس هناك شيء اسمه عالم إسلامي واحد، ولا شارع مسلم واحد، ولا مجتمع مسلم واحد.

نلاحظ كذلك ما يذهب إليه مؤلفنا بأن مسؤولي دوائر الاستخبارات الأميركية باتوا يدركون مع السنوات الأولى من القرن الجاري، كيف أن تحليلاتهم وتقاريرهم ينبغي ألا تقتصر على رفع شعار الحرب على الإرهاب (على نحو ما كرسته حقبة ور بوش الابن الرئاسية السابقة).

وفي هذا الخصوص، يوضح المؤلف كيف أنهم أدركوا أن العالم الإسلامي كيان مترامي الأطراف، ومن ثم يتطلب اهتماماً أوسع بكثير من أقلية يسمونها بالإرهابيين، ما يفرض على الحكومة الأميركية كما يؤكد هذا الكتاب أن تخصص الموارد اللازمة لفهم عقيدة يدين بها نحو 1.4 مليار نسمة في طول العالم وعرضه على السواء، وهذا الفهم لا بد وأن يتوزع إلى مجالات شتى، تضم بداهة ميادين الاقتصاد والتعليم والديموغرافيا (السكانيات) والتاريخ واللغة والآداب والقيادة والأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية، فضلاً عن الجانب العقيدي في المجتمعات الإسلامية.

من هنا، جاءت الموافقة عام 2004 على تكريس وحدة تحليل متخصصة في هذا الجانب، وجاء في مقدمة متطلبات هذه الوحدة، حشد الجهود والموارد اللازمة لتجميع أكبر كمّ ممكن من المعلومات عن كل ما سبق من مجالات، خاصة وقد أدرك الاختصاصيون أن ثمة متغيرات استجدت بدورها على المجتمع الإسلامي، وتمثلت في أن قطاعات واسعة من الجمهور المسلم أصبحت أرقي تعليماً وأعلى ثقافة، وأن كثيراً من أفراد هذا الجمهور يجيدون الإنجليزية، ويتابعون عن كثب الأخبار والبيانات الصادرة عن الأوساط ودوائر المسؤولية في أميركا.

حكاية الدبلوماسية العالمية

في هذا الإطار، طرح مسؤولو إدارة بوش سياستهم الجديدة في التعامل مع العالم الخارجي، وحملت هذه السياسة اسماً بات شائعاً، وهو: الدبلوماسية العامة وكانت تستهدف أولاً استطلاع آراء المسلمين في مواقع شتى من العالم، إزاء ما تنتهجه أميركا من سياسات.

ويوضح المؤلف كيف شاركت في هذا المضمار جامعة ميريلاند، التي أصدرت تقريراً بشأن استطلاع متعمق تم إجراؤه في هذا الشأن في فبراير عام 2007، وغطى عدة أقطار مسلمة، هي مصر وإندونيسيا والمغرب وباكستان. وقد ضم هذا الاستطلاع لاتجاهات ومواقف الرأي العام في تلك البلدان، بنوداً بشأن سياسات واشنطن تجاه الشرق الأوسط والبترول والإسلام واستخدام القوة الأميركية العسكرية.

هنا، يوضح المؤلف (ص 75) كيف أن الاستطلاع كشف عن اتجاهات سلبية من جانب جماهير تلك الأقطار إزاء حكومة الولايات المتحدة، رغم تسليم هذه الجماهير بقدرة أميركا على التأثير في مجريات ومسارات السياسة العالمية.

من ناحية أخرى، كشف الاستطلاع عن جانب نراه إيجابياً، ويتمثل في أن تلك الأغلبية (المفحوصة) من الجماهير في الأقطار الأربعة، ورغم إعرابها عن معارضة السياسة الأميركية، إلا أن هذه الجماهير المسلمة أكدت معارضتها لأي هجوم يتعرض له المدنيون (في الغرب) ولأغراض سياسية، وذكرت هذه الجماهير أن مثل هذه الهجمات إنما تتعارض مع مبادئ الإسلام الحنيفة.

في فصل الخاتمة من هذا الكتاب موجز التكثيف، كما قد نصفه، يخلص المؤلف، الدكتور إميل نخلة، إلى أن جماهير مسلمي العالم، وعلى اختلاف أقطارهم، يحبذون نهج الحكم الرشيد (الحوكمة الطيبة، كما أصبحت تسمي في المصطلح الدولي)، بقدر ما يطمحون للمشاركة في العملية الديمقراطية التي ترتبط بانتخابات حرة ونزيهة وشفافة.

وأن مشكلة أميركا إنما تتمثل في ما تبلور خلال السنوات الست الأولى من هذا القرن من اتجاهات سلبية، أدت إلى نوع من الصدام مع العالم الإسلامي، ما أفقدها قدراً لا يستهان به من مصداقيتها، ومما يوجب على واشنطن في تصور مؤلف هذا الكتاب (ص 140)، أن تعمل على تحويل هذا الاتجاه واستعادة ما يصفه من جانبه بأنه القيادة المعنوية الأدبية لأميركا، وبمعني استعادة ثقة الأقطار والشعوب الأخرى في التزام واشنطن بقيم العدالة والإنصاف وسيادة القانون والحقوق المدنية والمعايير الدولية في السلوك العام.

صحيح أن أميركا لديها الكثير مما أنفقته من خزانتها القومية.

بهذا يسلّم مؤلف الكتاب، ولكنه لا يلبث أن يضيف قائلاً في الختام: إن الأهم من هذه الأموال، هو الاقتناع بأن التواصل (الإيجابي) مع العالم المسلم يصبّ لصالح أميركا ولصالح المسلمين في آن معاً، بل يساعد على مطاردة الإرهابيين. وليس بوسع أميركا أن تستعيد بحق مكانتها الأخلاقية في العالم، إلا باتباع سياسة خارجية وجماهيرية تتسم بالجسارة والشمول والإبداع.

 

المؤلف في سطور

الدكتور إميل نخلة فلسطيني المولد، وقد نشأ في مدينة الناصرة من أصول رومية كاثوليكية. وقد امتدت هجرته إلى قرابة ستين عاماً في الولايات المتحدة التي درس في جامعاتها ليحصل على الدكتوراه، ويعمل من ثم باحثاً مقيماً، ثم محللاً أقدم لدى الاستخبارات المركزية الأميركية متخصصاً في القضايا السياسية والاستراتيجية، وضالعاً في موضوع الإسلام السياسي على وجه الخصوص.

وبفضل نشأته الفلسطينية وإجادته، بالطبع، اللغة العربية، فقد عمد إلى الجمع بين اجتهاداته الأكاديمية كباحث ومفكر وأستاذ جامعي، وبين قدرته على جمع المعلومات الموثوقة من مصادرها الأولى المباشرة، حيث غطت زياراته الميدانية أكثر من 30 بلداً وموقعاً إسلامياً في الشرق والغرب، وهو ما وسّد له مكانة مرموقة بين صفوف المحللين الاستراتيجيين على مستوي دوائر صنع القرار بالولايات المتحدة، وبحيث أصبح عضواً بارزاً في واحد من مجامع الفكر السياسي في واشنطن، وهو مجلس العلاقات الخارجية.

وترجع أهمية اجتهادات وكتابات الدكتور إميل نخلة إلى تسليطه الأضواء على ظاهرة التناقض بين قطبين أو محورين هامين في الوقت الحاضر، أولهما جموع المسلمين الذين تأكد من خلال تجاربه ودراساته أنهم يؤثرون السلام ويرفضون الحرب أو الصراع، هذا في حين أن المحور الآخر يتمثل في جماهير الأميركيين الذين يتصورون أن المسلمين يناصبونهم صنوف العداء، وهو ما يطالب المؤلف بحلّه، مؤكداً على ضرورة التواصل البناء مع المجتمع الإسلامي.

عدد الصفحات: 162 صفحة

تأليف: إميل نخلة

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: مطبعة جامعة برنستون، نيويورك،

Email