ما بعد الحرب سياسة أميركية جديدة في الشرق الأوسط

إدارة أوباما مطالبة بالتواصل مع المعتدلين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي هذا الكتاب الصادر أخيراً في أميركا، وعلى نحو ما ارتآه كثير من النقاد والمحللين، أقرب إلى إشارة إنذار تدعو إلى إضفاء تحولات أساسية على مسارات وتوجهات السياسة الخارجية والجهود الدبلوماسية لواشنطن على صعيد منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص وأرجاء العالم الإسلامي بشكل عام. ويوضح الكتاب خطورة الاقتصار على استخدام واشنطن أساليب القوى الخشنة.

وخاصة العسكرية، في التعامل على صعيد تلك المنطقة. فضلاً عما يؤكده الكتاب بشأن التحولات التي استجدت في هذا المضمار، وهى تتجه نحو التقليل من عدد الموظفين الرسميين والمهنيين العاملين ضمن إطار المسؤولية الإدارية والحكومية، وذلك لصالح التوسع في التعامل مع شركات المقاولات الخاصة التي كانت شركة "بلاك ووتر" نموذجاً أولياً منها.

وهي الشركات التي قامت على أساس "خصخصة" الأعمال العسكرية من تدريب واستخبارات وتحقيقات بل واشتباكات، وذلك لقاء مبالغ طائلة من ميزانيات الولايات المتحدة. يبلور هذا الكتاب أيضاً الدروس المستفادة من تجربة السنوات العشرين التي أمضاها مؤلفه عاملاً في مجال الصحافة الاستقصائية على صعيد منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

حيث يخلص المؤلف إلى أن هذه المنطقة حافلة بالعناصر المعتدلة التي ترفض التطرف والتشدد وتقاوم الأطراف التي تروج له، ومنها من يعمل في مجالات البناء والتنمية، مثل الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويدعو الكتاب إدارة "أوباما" إلى تركيز التعامل مع مثل هذه العناصر الإيجابية.

وسط جولات جون كيري، ومن قبله هيلاري كلينتون في أنحاء منطقة الشرق الأوسط، بكل ما أصبحت تحفل به من قضايا ومشكلات وأزمات، يتنامى شعور مسؤولي السياسة الخارجية والعلاقات الدولية في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن على الولايات المتحدة أن ترسم مساراً جديداً ومجدياً في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة بعد أن عاشت أميركا.

فيما عاشت المنطقة أيضاً، عقداً من الزمن، هو العقد الأول من قرن جديد، ولكنه شهد صراعات وأزمات بل ومواجهات عسكرية دموية بكل معنى الكلمة على نحو ما حدث من قيام نظام الرئيس الأميركي السابق جورج "بوش- الابن" بغزو العراق، ومن قبله أفغانستان.

وهناك من صفوف راسمي السياسة الخارجية لواشنطن من يدرج أفغانستان وقضاياها وأوضاعها الملتهبة في الإطار الجغرافي لمنطقة الشرق الأوسط على أساس فكرة المشارف أو الأطراف أو التخوم. وهنا تتحول المطالبة بالمسار الإبداعي الجديد المطلوب من واشنطن إلى حيث تصبح التماساً لخروج آمن للوجود العسكري الأميركي من أفغانستان.

في إطار هذه الصورة، يُصدر مؤلفنا كتابه الذي نعايشه في هذه السطور. وهو يكتب فصول الكتاب تحت شعارات يمكن أن تصدق عليها الحكمة المتواترة التي تقول: ليس مَنْ سمع كمن رأى، بل يستطيع المؤلف أن يزيدنا من هذا الشعر بيتاً أو يزيدنا من معاينة الأزمات فصلاً حين نعرف أن هذا الصحافي الأميركي المخضرم دفيد رود تعرّض شخصياً لمحنة الاختطاف منذ 4 سنوات على يد عناصر من جماعة طالبان خلال رحلة عمل للتغطية الصحافية الإخبارية في أفغانستان، وهو ما يضفي على مقولات مؤلفنا وعلى آرائه وطروحاته نمطاً فريداً من المصداقية في كل حال.

المهم أن هذا الكتاب يدعو إلى استشراف ورسم رؤية جديدة وشق مسار جديد أو بديل لسلوك أميركا السياسي في الشرق الأوسط.

ولكن عندما يختار المؤلف عنواناً لكتابنا في عبارة "ما بعد الحرب" فليس معنى هذا أنه تحوّل إلى داعية للسلام، ولكنه يدعو إلى إعادة رسم النفوذ الأميركي على صعيد ما تطلق عليه في العنوان الفرعي لهذا الكتاب عنواناً يقول: شرق أوسط.. جديد.

9 فصول

في كل حال، يحشد المؤلف مقولات الفصول الاستهلالية من الكتاب الذي يضم أساساً 9 فصول كي يدعو واشنطن إلى استعادة ما سبقت إليه من تعبئة طاقاتها المادية وقواها الناعمة خلال عقود مضت، فكان أن حققت بذلك نفوذاً واسع النطاق عميق التأثير في المنطقة.

لهذا ينعى كتابنا حقيقة أن أميركا تستخدم اليوم نسبة 10 في المئة فقط من موظفي الخدمة الخارجية وخبراء السلك الدبلوماسي مقارنة بما كانت تستخدمه أيام حرب فيتنام (من منتصف الستينات إلى منتصف السبعينات من القرن العشرين). وفي ضوء هذه الحقيقة، فلم يكن صدفة أن عمد الكونغرس الأميركي خلال الفترة 2001- 2010 وحدها إلى تخفيض حجم موظفي المعونة الأميركية ( يو إس.إيد) بنسبة 30 في المئة.

بعدها يقف المؤلف ملياً عند حقيقة يراها جديرة بالتأمل ومن ثم الانتقاد.

إنها حقيقة التناقض بين تخفيض موظفي الدولة الأميركية ومبعوثيها الرسميين إلى المنطقة وبين زيادة البنود المالية المعتمدة لمخصصات جديدة في الميزانية القومية للولايات المتحدة.

هنالك يطرح الكتاب السؤال البديهي التالي: إذاً لقد خفضتم عدد موظفيكم ومبعوثيكم المكلفين بمهام رسمية من جانب حكومة واشنطن. فأين تذهب تلك الأموال المتزايدة؟

والجواب الذي يسجله الكتاب هو: إنها تذهب إلى المقاولين، إلى المتعهدين من القطاع الخاص، وبالتحديد إلى الشركات الخاصة (العملاقة أحياناً) التي عمدت واشنطن إلى أن تعهد إليها بأداء مهام في مجالات الاشتباك العسكري وحشد المجهود الحربى وتدريب عناصر الشرطة والقوات المسلحة.

هذه الشركات، هذه المؤسسات العملاقة، الميجا- مؤسسات كما يصفها مؤلف الكتاب، قامت وعملت وانتعشت وازدهرت وخاصة أيام الرئيس السابق بوش ومارست أعمالها خلال تلك الحقبة في ساحات العراق وأفغانستان على وجه الخصوص، ولاسيما تحت شعار بوش والمحافظين الجدد الشهير وهو: الحرب على الإرهاب.

وفيما يسلّم صاحب هذا الكتاب بأن أشهر هذه الكيانات كان يحمل اسم "شركة بلاك ووتر"، إلا أنه يتطرق إلى كيانات أخرى منها ما يحمل الاسم التالي: أكاديمية التنمية التعليمية، وهو عنوان تلوح منه بوادي البراءة للوهلة الأولى، فضلاً عن إعلان أن هذه المنشأة لا تقصد الربح، لكن المؤلف لا يلبث أن يبدد هذه الفرضية حين يؤكد من جانبه أن هذه الأكاديمية دفعت لمديرها مبلغ 900 ألف دولار تقريباً كمرتب عن سنة 2007 وحدها.

هل المستقبل للمقاولين؟

في هذا السياق يستطرد مؤلفنا دفيد رود قائلاً: بحلول عام 2010 كان المقاولون (المتعهدون المتعاقدون) يشكلون نسبة 30 في المئة من الجهات التي تعمل لحساب وكالات الاستخبارات الأميركية، بل كان موظفو القطاع الخاص يكلَّفون بإجراء التحقيقات والاستجوابات وتجنيد عناصر الجواسيس، بل وعمليات اختطاف من يُشتبه بأنهم إرهابيون.

وفي هذا المضمار، يشير المؤلف إلى أن مثل هذه التطورات الغريبة استجدت أساساً خلال حقبة الرئيس بوش، وبالذات على يد وزير دفاعه دونالد رامسفيلد، الذي كان يضمر هو ومساعدوه كما يضيف المؤلف شعوراً بالاستهانة بل الازدراء إزاء ما سبق وبذلته إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون من محاولات وجهود تحت شعار "بناء الدولة".

من هنا يؤكد المؤلف دعوته إلى التحول عن هذا الإمعان، إلى حد الغلو، في عسكرة جهود أميركا المبذولة على صعيد الشرق الأوسط، وإلى التماس سبل مستجدة تقوم أولاً على التخلي عن استخدام مقاولي الحروب من شركات ومؤسسات. وتقوم ثانياً على الدفع بالمزيد من العناصر المدنية وليس العسكرية في ميدان الخدمة الخارجية .

وفي هذا الصدد يقول المؤلف أيضاً: إذا كنا جادين حقاً في إعادة تصور نفوذ أميركا وأمنها، يظل من واجبنا أن نتدارس ما يوظف من استثمارات على صعيد محور أميركا العسكري- "البنتاغون" - وبحيث نتحول إلى تعزيز الدبلوماسية وتشجيع التنمية ودعم التبادل التجاري. ومن واجب إدارة أوباما، وهو يستهل حالياً ولايته الثانية، أن تضع أهمية هذه المؤسسات والجهود والعناصر المدنية على رأس جدول أولوياتها وأن تزودها بالتمويل الكافي ثم تسند جهودها بصنوف الدعم السياسي.

هذا المسار يكرس في تصورنا- العنصر المدني. وبالتالي القوى الناعمة لأميركا بدلاً من العنصر الخشن المتمثل بداهة في حشد الجيوش وقصف القنابل وإغارة الطائرات، وهو بذلك كفيل في رأى مؤلف الكتاب بأن يترجِم إلى واقع حي دعوة الرئيس أوباما التي سبق إلى توجيهها من جامعة القاهرة في مثل أيامنا هذه من عام 2009 وحملت شعارها الشهير: نحو بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.

الاستثمارات والعلم والتكنولوجيا

على أن الترجمة المطلوبة في رأي المؤلف ينبغي أن تتم على شكل المزيد من الاستثمارات الأميركية (في أقطار العالم العربي) ومزيد من التواصل في مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وهو ما يحاول كتابنا التركيز عليه، وخاصة في الفصل الذى يحمل عنواناً تفاؤلياً بكل معنى وهو: وادي السليكون في العالم العربي.

والإشارة هنا إلى وادي السليكون في كاليفورنيا غربي الولايات المتحدة ونظيره في الهند، وهما آية على مدى ما وصل إليه التقدم العلمي والإبداع التكنولوجي في دنيا الحواسيب وفي إنتاج وتطوير البرمجيات الإلكترونية التي تؤدي إلى دفع تكنولوجيا المعلومات والاتصال خطى واسعة وحثيثة إلى الأمام.

بيد أن هذه القضايا أو هذه التطلعات لا تلبث أن تتبدد كما يوضح مؤلف الكتاب (ص 112- 113) على صخرة عدم الاستقرار الذي لايزال ناشباً أظفاره في أنحاء شتى من منطقة الشرق الأوسط.

هنا أيضاً يلمح المؤلف إلى الجهود التي بذلتها مثلاً ليلى شرفي، وهي اختصاصية من تونس وتعمل مديرة لمركز "مايكروفست للتجديد والابتكار": كان هدفها بالطبع هو جذب المزيد من الاستثمارات والخبرات الأميركية في هذا الجانب الحيوي السوبر-عصري من تكنولوجيا المعلومات. بدأت كما يقول كتابنا- بالإشادة بنواتج هذه التكنولوجيا وكيف أنها ساعدت الشعب التونسي على الإطاحة برئيسه السابق ونظامه.

وأردفت العالِمة التونسية قولها: الناس هنا يتوقون إلى استخدام التكنولوجيا الجديدة من أجل بناء بلد جديد. ثم يضيف مؤلف الكتاب قائلاً: لكن بعد الاعتداء الذي تعرضت له السفارة الأميركية، ارتأى المستثمرون، سواء من "وادي السليكون" في أميركا أو نظرائهم في أوروبا أن تونس بلد غير مستقر ومعاد للأميركيين. وهكذا تبددت مخططات هذا النمط الإيجابي والمطلوب من التعاون، ربما إلى حين.

خبرة الأعوام العشرين

في الفصول الأخيرة من هذا الكتاب يحاول المؤلف أن يلخص لقارئه الأميركي بالذات- ثمرة تجاربه بوصفه من رواد الصحافة الاستقصائية في بلاده، لاسيما وأنه أمضى ردحاً طويلاً من حياته المهنية مراسلاً في مواقع شتى من الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وهي أكثر مناطق العالم من حيث المشاكل والتحولات والأزمات.

في هذا المقام يقول المؤلف (ص 166): عشرون عاماً أمضيتها مخبراً صحافياً عبر العالم الإسلامي، وهو ما أوصلني إلى قناعة مفادها أن الولايات المتحدة لها بالفعل حلفاء في تلك المنطقة، فالغالبية العظمى من المسلمين الذين التقيتهم خلال سنوات عملي كانوا من المعتدلين ممن يعارضون التطرف أو التشدد الديني، صحيح أنهم لا يحبّذون اليد الثقيلة لأميركا، ويرفضون ما يتصورون أنه جهود تبذلها الولايات المتحدة لفرض الثقافة الأميركية على بلدانهم، لكنهم يرفضون بالقدر نفسه أولئك الذين يريدون بالقوة أو الإرغام أن يفرضوا عليهم شكلاً متصلباً من عقيدة الإسلام.

نصائح لإدارة أوباما

بعد هذا العرض الموجز لتجربة مؤلف الكتاب، يحاول الكاتب الصحافي دفيد رود أن يبسط دروس هذه الخبرة المستفادة أمام إدارة أوباما في حقبته الثانية والأخيرة. يقول: ينبغي أن ينصبّ التركيز الأساسي لإدارة أوباما الحالية على العمل بهدوء ومثابرة وإصرار وفعالية من أجل دعم تلك العناصر المعتدلة. إنهم حلفاؤنا الحقيقيون في المنطقة..

(والحق) أن القوى الأميركية الفتاكة المهلكة (يقصد الحربية وما في حكمها) لن تستطيع بمفردها أن تهزم المتشددين، في حين أن من يستطيعون هزيمتهم يتمثلون في قوى الاعتدال المحلية، وذلك من خلال إضعاف شوكتهم في بطء وأناة، ثم العمل على تهميشهم وإفقادهم مصداقيتهم في الأجل الطويل.

في الاتجاه نفسه، يحذر المؤلف في هذه المواضع الأخيرة من كتابه من أن التجربة في أفغانستان وباكستان كما يقول أثبتت أن القوة العسكرية الأميركية لم تعد تشكل عاملاً جوهرياً في حسم الأمور.

إن المؤلف شغوف كما يتضح من طروحات الكتاب- بحكاية عناصر الاعتدال التي يرى أن العالم الإسلامي يحفل بها في كل مكان، وهو لا يطبق معايير الاعتدال على المشتغلين مثلاً بالعلوم الشرعية، ولا حتى مع الإعلاميين ومن في حكمهم، إنه يرى الاعتدال في قطاعات شتى من مجتمع الإسلام والمسلمين. يقول أيضاً في هذا الصدد (ص 167): المعتدلون موجودون بالفعل في أفغانستان والعراق وباكستان. إن القادة الذين نفذوا بنجاح مرموق الإصلاحات التي شهدتها أفغانستان في مجالات الصحة أو الاتصالات السلكية واللاسلكية هم نماذج على هذا الاتجاه.

هنا يطالب المؤلف واشنطن بأن تجيل الطرف في أصقاع الشرق الأوسط.. في وطن العروبة وعالم الإسلام كي تقف عند هذه النماذج من القدرات التقنية والاستقامة السلوكية والاعتدال العقيدي، يقول: إن على أميركا أن تتوقف عن مساندة النظم والجماعات التي تجعل من دأبها سرقة الثروات وإثراء المحاسيب، فتلك الأطراف من المستبعد في تصوره (ص 168) أن تعمل على تغيير الأوضاع المطلوب تغييرها.

هنا يدعو المؤلف الأميركي كذلك إلى العودة إلى الدبلوماسية الاحترافية، وإلى الاستعانة بالعناصر المدنية، وإلى نبذ التعامل مع شركات مقاولات الحروب، وإلى الربط بين القضايا المزمنة في الشرق الأوسط وبين ضرورات الاستقرار وآفاق التنمية بالمنطقة.

وفي هذا يختتم مقولات كتابه بسطور يقول فيها: إن حل الدولتين مثلاً (بالنسبة لقضية فلسطين) أو العمل على نزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان (قضية كشمير) أصبحت من الأمور الحيوية بالنسبة لاستتباب الاستقرار في عالم إسلامي أوسع وأرحب. صحيح أنه ما من قضية من هذا القبيل يمكن حلها في القريب العاجل، ولكن على أميركا أن تواصل مسيرها على هذا الطريق من خلال العمل الهادئ، المثابر والدؤوب.

أخيراً يقول مؤلف الكتاب: في واشنطن لابد أن يغّير صانعو السياسة في أميركا مفاهيمهم العتيقة عن القوة أو النفوذ: قد تبقى القوة العسكرية الجبارة عنصراً حيوياً، لكن التبادل التجاري مع الولايات المتحدة، فضلاً عن التكنولوجيا الأميركية، أصبحت تشكل بدورها أدوات قوية وفعالة بالنسبة لضمان الأمن القومي لسائر الأطراف.

المؤلف في سطور

ديفيد رود كاتب صحافي أميركي يبلغ من العمر الآن السادسة والأربعين، وقد تعلم في جامعة "براون" بالولايات المتحدة وانتظم في سلك الصحافة الاستقصائية، سواء في وكالة "رويترز الدولية" للأنباء أو في مجلة "أتلانتك" الشهرية. ثم التحق بالعمل مراسلاً لجريدة "نيويورك تايمز"، واشتهرت تحقيقاته ورسائله الصحافية لدرجة أن نال مرتين جائزة "بولتزر" الأميركية الرفيعة في ميدان العمل الصحافي.

وقد ذاعت شهرته منذ عقد التسعينات: أولاً لأنه كان الصحافي الذى كشف وأذاع مذبحة "سربرنيتشا" التي راح ضحيتها ألوف، ومنهم مسلمون خلال صراع البلقان. وثانياً لأنه كان مديراً لمكتب "التايمز" في جنوب شرق آسيا خلال أخطر مراحل الصراع في أفغانستان. ثم زادت شهرته ثانياً عندما أذيع نبأ اختطافه في نوفمبر من عام 2008 على يد أعضاء من جماعة "طالبان" الأفغانية، واتسعت الشهرة مع إذاعة أخبار هروبه في يونيو من عام 2009 بعد سبعة شهور من الأسر.

وقد أصدر المؤلف عدة كتب جاء في مقدمتها كتابه بعنوان "نهاية اللعبة: الخيانة وسقوط سربرنيتشا: أفظع مجزرة شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية". وهو ما أهّله للفوز بجائزة "بولتزر".

وفي يناير 2012 خلعوا على المؤلف ديفيد رود تعريفاً وتكريماً يقول: إنه واحد من أبطال معهد الصحافة الدولي المعني بحرية الصحافة في العالم.

 عدد الصفحات: 221 صفحة

تأليف: ديفيد رود

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: مؤسسة فايكنغ، نيويورك،

Email