نحب الكويت

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحب الكويت حب العاشق الولهان
                قلبي المولّع هواها من صغر سني
وأحب الكويت حب الشاعر الفنان
                فيها المعاني أغاني صاغها فني
هذا مطلع قصيدة حب تلامس القلب، انطلقت عبر الأثير أنشودةً وطنية إماراتية كويتية، جسّدت مشاعر كل إماراتي تجاه الكويت، لخصها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في أبيات شعرية عكست مكانة الكويت في وجدان الإماراتي، وأظهرت عمق العلاقات بين بلدين غير متجاورين بالحدود، متجاورين بالقلوب، وتجذرها إلى حالة تكاملية رسمت مشاهد خالدة بين البلدين.


مظاهر الفرح في الإمارات، باحتفالات الكويت، ليست إلا عرفاناً بالوفاء، وعربون محبة دائماً، وتقديراً وإعزازاً لمواقف الكويت الأصيلة تجاه الإمارات وتجاه أمتها والإنسانية، وما نعيشه اليوم ما هو إلا انصهار وجداني بين شعبين تعاهدا على الأخوة النقية، في علاقة تجاوزت السياسة إلى ما هو أقوى وأبقى.


لقد تجذرت تلك العلاقة الأخوية منذ عقود، وتجاوزت العلاقات التقليدية إلى علاقة عضوية، تجسّدت أول ملامحها في الخمسينيات والستينيات، عندما بدأت البعثتان التعليمية والطبية الكويتيتان عملهما في الإمارات، فأنشأتا المدارس والمستشفيات التي ما زال بعضها يحمل أسماء كويتية عرفاناً بالجميل، وهو ما منح العلاقات عمقاً شعبياً تجذر أكثر بعد قيام اتحاد الإمارات بالفكر الوحدوي الراقي الذي كان يترجمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان في علاقات الإمارات، وقابلته رؤية مماثلة من المغفور له الشيخ جابر الأحمد، ما زاد العلاقات رسوخاً، لتسهم تلك الرؤى في إطلاق مجلس التعاون الخليجي بدفع قوي من البلدين.


زخم تلك العلاقات واختبار صلابتها ظهرا مع احتلال الكويت، وكيف تقدمت الإمارات الصفوف لنجدة الكويت وشعبها عبر استضافة الآلاف منهم والمشاركة في التحرير، نصرةً للحق، ونجدةً للشقيق، ولأن الكويت في ذاكرتنا وقلوبنا، هي ديرتنا، تربطنا بشعبها الوفي وشائج القربى والمحبة والمصير المشترك، المترجَم بعشرات الاتفاقات التي نقلت العلاقات إلى مستويات أقوى، ما يبشر بمستقبل مشرق لمسيرة العلاقات وتعميقها بذاكرة الأجيال، حتى تستمر على ذات النهج والمضمون والزخم برعاية من صاحبي السمو الشيخ خليفة بن زايد وأخيه الشيخ صباح الأحمد.


نحتفل مع الكويت، لأنها بلدنا، ولأنها أيقونة الاعتدال، ورمز التضامن، وتاج العروبة، ونبع الوفاء، لذلك نحبها، وهو الحب والتقدير الذي توجّته تهاني صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لدولة المحبة وأمير الإنسانية باحتفالاتهم التي تثير الفرحة فينا، لأنهم منا ونحن منهم.
نعم، نعم نحبك يا كويت.
 

Email