Ⅶ أصداف

إدراك السعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

غالباً ما تبدأ القصص والحكايات التقليدية بالعبارة الشهيرة «كان ياما كان...في قديم الزمان...» وتنتهي بـالعبارة «وعاشوا بسعادة وهناء».

والحقيقة هي أنه لا يوجد ضمان للعيش «بسعادة مدى الحياة». فما يزال هناك الكثير من مناطق الصراع في القرن الحادي والعشرين، وهناك أعداد كبيرة من اللاجئين الفارين من أجل البحث عن مستقبل أكثر أمناً، وتجعل الأمراض المستعصية المنتشرة في عصرنا الحالي، مثل أمراض السكري والقلب والسرطان، حياة الكثيرين قصيرة؛ وكذلك تقلقنا المخاوف الخطيرة بشأن استدامة كوكبنا وموارده الطبيعية، وهناك عدد لا يحصى من المخاوف الأخرى التي تجعلنا قلقين بشأن المستقبل.

وبرغم كل ما عايشه الإنسان وشهده عبر الأزمنة المختلفة، ظل يسعى للعثور على مفتاح السعادة... وما زال البحث مستمراً حتى اليوم!

تركز الحكومات في جميع أنحاء العالم على السعادة، ويقوم الباحثون بالعمل للحصول على كيفية قياس واقع السعادة في المجتمع، سواء في واقع العمل أو المدرسة أوالمنزل.

كانت دولة الإمارات العربية المتحدة، سباقة في توطيد مجتمع تعمه السعادة؛ والإمارات أول دولة في العالم تعين وزيرة للسعادة، لأن إرضاء شعبها أولويتها القصوى. وقد حددت معالي الوزيرة عهود الرومي معايير السعادة في مكان العمل وفي المجتمع بشكل عام، باستخدام المعايير العالمية لقياس النتائج والعمل على تحسين مستويات السعادة لدى الأفراد.

وقد ذكرت الرومي، بأن «الخطوات التي اتخذت تشمل خلق بيئة لتمكين الناس، وتوفير بنية رئيسة سليمة، وفرص تعليم جيدة ووظائف ورعاية صحية، وضمان شعور الناس بالأمن والأمان».

وأضافت «ليس لدينا نية في الحكومة لفرض السعادة أو إخضاع الناس لمعاييرنا... إننا نقوم بالشيء الصحيح ونقدم للناس ما يمكنهم من الحصول على حياة أفضل».

في عام 1776 جاء في إعلان الاستقلال الأميركي: «إننا نرى أن هذه الحقائق بديهية، وأن جميع البشر خلقوا متساوين، وأنهم وُهبوا من خالقهم حقوقاً غير قابلة للتصرف، وأن من بين هذه الحقوق حق الحياة والحرية والسعي وراء السعادة».

وما زال لهذا البيان صدى قوي حتى أيامنا هذه، ويعزز أهمية السعادة في حياتنا وأهمية الجهود التي نبذلها لتحقيق التوازن المنشود.

وهناك العديد من المؤلفات التي تتناول السعادة وتبحث في كيفية تحقيق الرضا، ولقد اطلعت على بعض هذه المؤلفات على مر السنين، واستخلصت منها جملة من التوصيات الإيجابية التي كان لها أثر في حياتي عند تطبيقها، وأدت بالفعل إلى شعوري بالسعادة. بعض الأفكار الإيجابية البناءة تتضمن التفكير في أكثر الأوقات التي نشعر بها بالسعادة في حياتنا، والتفكير في الأسباب التي جعلتنا سعداء، والإبقاء على شعور من التفاؤل، والحرص على رؤية جوانب الخير في الآخرين، وتقدير ما لدينا، بدلاً من التحسر على ما ليس لدينا.

ولكن قبل التسرع في اتباع الإرشادات بشأن تحقيق السعادة، يجب علينا أولاً أن نسأل أنفسنا ما الذي تعنيه كلمة السعادة بالنسبة لنا؟ هل تتمثل في وفرة الثروة، أو الأشياء القيمة، أو امتلاك السلطة التي تجعلنا نوجه الآخرين؟ أم تكفلها لنا وظيفة جيدة، وعلاقة محبة، وأصدقاء مخلصون، أم أن عائلتنا المتماسكة المتفاهمة تضمن لنا السعادة؟ وربما يضمن لنا الجمال الطبيعي، والصحة الجيدة تحقيق السعادة.. وربما هناك العديد من أسباب السعادة؟

«مو جودت»، أحد الكتّاب المشاركين في مهرجان طيران الإمارات للآداب في مارس القادم، وهو رجل أعمال متميز، والرئيس التنفيذي للأعمال في «غوغل»، علمته قصته وتجربته الشخصية الكثير عن الحياة، وزودته بمعرفة أهم بكثير من الاجتماعات والصفقات التجارية التي حققها، مما مكنه من وضع «معادلة» لسعادة دائمة، وقد وجد نفسه في اختبار حقيقي من أصعب الاختبارات، عندما توفي ابنه علي، على نحو مفاجئ، أثناء إجراء عملية روتينية.

يفسر كتابه «حلول من أجل السعادة» معادلة السعادة، ضمن دروس حول كيفية تحقيق السعادة المستدامة. وقد وظف خبرته في مجال الهندسة للتوصل للسعادة من خلال اختبار الفرضيات والنظريات المختلفة. باختصار، «مو» يقول لنا إن السعادة تكمن في القدرة على تغييب كل ما يؤدي للتعاسة. يقدم لنا «مو» في المهرجان، يوم السبت 3 مارس، جلسةً ملهمةً وواضحة عن كيفية تحقيق التوازن في الحياة والوصول للسعادة والرضا.

أما الكاتب مايك وايكينغ فيتناول في كتابه «الكتاب الصغير للسعادة»، مفهوم السعادة من زاوية أخرى، وقد حقق كتابه نجاحا منقطع النظير، وقدم للعالم تعريفا مغايرا عن «الرضا». ويواصل الكاتب مايك وايكينغ، الرئيس التنفيذي لمعهد بحوث السعادة في الدنمارك، (التي تعتبر أسعد بلد في العالم) رحلة بحثه عن أسرار السعادة ليضعها بين أيدي الملايين في العالم!

ويعتقد مايك أن الأسرار تكمن في الكثير مما يقوم به الناس في العالم، بدءاً مما نقضي به أوقاتنا، إلى العلاقات التي تربطنا بالجيران.

إذا كنتم ترغبون بالانضمام لرحلة مثيرة على درب السعادة، ما عليكم سوى الحضور للمهرجان يوم الجمعة، 2 مارس، حيث يحدثنا مايك عن طرائق بسيطة لتحقيق السعادة في حياتنا اليومية. إنها فرصة ذهبية للقاء مايك وايكينغ، والاستماع إليه للتعرف على طرائق مختلفة لتحقيق مستوى أعلى من السعادة.

ما رأيكم أن تجعلوا عام 2018 أكثر سعادة، وأن تسعدوا فيه أحبابكم ؟ فمن الممكن جداً تحقيق ذلك!

Email