إمبراطورية الخير والعطاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تهاوت الإمبراطوريات الجغرافية القديمة وتلاشت ولم يعد لها وجود، ولكن الممالك والإمبراطوريات الحديثة التي لا تقوم على الجغرافيا، بل على حسابات أخرى كثيرة، ما زالت موجودة، بل ما زال بعضها يتوسع عرضياً وطولياً، اجتماعياً وإنسانياً.

وقد شاهدت تقريراً هزيلاً صادرا ًعن صحافة مغتاظة لا تتمتع بأدنى قيم المهنية الصحافية، تذكر أن الإمارات تتوسع لتصبح إمبراطورية على حساب دول أخرى، ذاك لأن عين الحاقد لا ترى الصفحة البيضاء، فتبحث عن نقطة سوداء فإن لم تجدها تخيلتها، وهذا هو الأمر عند تنظيم الحمدين وصحافته المأجورة، فلم يشاهدوا إمبراطورية الإمارات التي منحت السعادة والمساعدة لعشرات الملايين من البشر، بل فاضت قلوبهم بالغيرة والحسد واللؤم وراحوا يكيدون لها.

نعم، الإمارات إمبراطورية السعادة والتسامح، إمبراطورية الخير والعطاء، وضع مؤسسها الحكيم الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه لبنتها الأولى، لا لتكون مجرد دولة في تعداد دول الأمم المتحدة التي لا تقدم ولا تؤخر، بل لتكون إمبراطورية في التقدم والازدهار ومد يد العون والمساعدة والمساهمة في كل ما هو خير للإنسانية جمعاء.

حمل قادة الإمارات وحكامها هذا الفكر المستنير الذي بدأه زايد الخير، وقد بلغت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية التي قدمتها إمبراطورية الإمارات للعالم حوالي 173 مليار درهم خلال 44 عاما (حسب وزارة التنمية والتعاون الدولي للعام 2015 ) وساهمت الإمارات في إنشاء وإحياء الآلاف من الأفكار والمشاريع التنموية لسعادة البشرية في خطوط طول الكرة الأرضية وعرضها.

لم يتمكن تنظيم الحمدين الفاشل، أن يمنع نفسه من الصراخ حين تدخلت إمبراطورية الخير والعطاء في مصر، لتحاصر إرهاب الإخوان، في اللحظات الأخيرة، قبل أن يهوي بمصر العظيمة إلى جيوب الحمدين المظلم العاشق للدماء، وكذلك الأمر في ليبيا حين تجرأت قطر ورفعت أعلامها فوق أجساد ضحايا الحرب الشرسة التي أشعلتها هناك، ولا شك أن الدوحة انتفضت عن بكرة أبيها حين تحركت إمبراطورية الخير والعطاء لتحاصر كل إرهاب وتطرف يموله تنظيم الحمدين وتروج له قناته الحرباء.

يبدو أن الذي أعد وقدم التقرير الذي يسمى «إمبراطورية الإمارات» بقصد الإساءة، لا يفقه في التنمية وعلاقتها مع الأمن، ذلك لأن الخير والعطاء ومد يد العون ومساعدة الدول المتضررة من الحروب والآفات لا يمكنه أن يأتي بالتنمية الحقيقية في ظل وجود الإرهاب، فالمسألة تتعلق بتوفر الأمن والسلم، فحين عجزت حكومة ليبيا عن السيطرة على المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من قطر، اضطرت إمبراطورية الخير والعطاء ومعها مصر على مساعدة الأشقاء الليبيين لحماية الحدود الليبية من دخول الإرهابيين والمرتزقة وتهريب الأسلحة لبلوغ حالة الاستقرار التي تساند التنمية، وهي قريبة بإذن الله تعالى.

وحين كانت قطر جزءا من التحالف لإعادة الأمل لليمن، قبل طردها بسبب عمالتها للحوثيين وإيران، كانت تعلم أن إمبراطورية الخير والعطاء قد تقدمت بقوة مع الشقيقة الكبرى السعودية لتخليص اليمن من شرذمة الحوثي الإرهابية، وحماية اليمن من قبضة إيران النجسة، وأنها لم تفعل ذلك لتوسيع رقعتها الجغرافية، بل لتساعد اليمن واليمنيين، إنسانيا واجتماعيا وصحيا وكذلك بالدعم اللوجستي العسكري إذا اقتضى الأمر، دون مصالح أو نوايا مبيتة.

نعم أيها الحمقى الإرهابيون في الدوحة ومن والاها، إنها الإمارات، إمبراطورية الخير والعطاء، السعادة والتسامح، الأمن والسلام، والتي ستبقى شوكة في حلق كل من يدعم الإرهاب ويحاول نشر الفكر المتطرف والخراب والفتن.

نعم إنها الإمارات، إمبراطورية العلم والتطور والانفتاح والتعايش السلمي، إنها إمبراطورية الابتكار والإبداع التي بلغت أقاصي الدنيا في نثر الخير والسعادة والعطاء.

 

 

Email