القرضاوي مرشد «الحمدين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظام الدوحة لا يزال يتخذ من الإرهابي يوسف القرضاوي مرجعية روحية وفكرية وسياسية، وكأنه يرى فيه شفيعه عند الله يوم القيامة. إن القرضاوي، وهو الإخواني الذي دخل السجن للمرة الأولى في العهد الملكي عام 1949، ثم اعتقل ثلاث مرات في الحقبة الناصرية حتى فرّ من بلاده عام 1961، وحلّ بالدوحة ليعمل مديراً للمعهد الديني الثانوي، دون أن يفسّر لنا أحد سر اتجاهه تحديداً إلى قطر في ذلك الوقت، ليصنع لنفسه مركزاً فقهياً واجتماعياً ووظيفياً، ساعده على تشكيل عشّ لعناصر الجماعة الإرهابية، سرعان ما تحول في ما بعد إلى مشروع دولة تأتمر بأوامر الإخوان ومخططاتهم في المنطقة.

كانت مغادرة القرضاوي لمصر قسرية، وفق المراجع الإخوانية ذاتها، حيث جاءت بعد انكشاف التنظيم السري للجماعة الإرهابية، والقبض على منظّرها سيد قطب، والاتجاه إلى قطر كان جزءاً من مشروع اشتغلت عليه مخابرات أجنبية بهدف الترويج لفكرة الإسلام السياسي كشكل من أشكال التصدي للمشاعر القومية التي اتسع حضورها بين أبناء الخليج العربية التوّاقين إلى الحرية والاتحاد ومواجهة الأطماع الأجنبية.

في العام 1977 حصل القرضاوي على الجنسية القطرية، ومن هناك انطلق في رحلة التأسيس الفعلي لمنهجه السياسي والفكري والعقائدي، حيث سرعان ما عُيّن عميداً لكلية الشريعة، ومسؤولاً عن مجلة «الأمة» التي وجدت مجالاً للرواج الواسع في الدول العربية، وبخاصة منها التي كانت في مواجهة مفتوحة مع التيارات اليسارية، لم يكن من باب الصدفة أن صدور المجلة العام 1980 تزامن تقريباً مع بداية الحرب ضد الوجود السوفييتي في أفغانستان، وظهور بوادر التشدد الديني.

بعد انقلاب حمد بن خليفة آل ثاني على والده، ووصوله إلى الحكم في العام 1995، كان القرضاوي من أبرز داعميه، ومع انطلاق بث قناة «الجزيرة» في نوفمبر 1996، وجد الداعية الإرهابي فضاء لمخاطبة العرب والمسلمين عبر برنامج أسبوعي، بما يعرف ولا يعرف، وخاصة في المجال السياسي، حيث حرّض على الفوضى والقتل والعمليات الانتحارية، وفي العام 2004 قام بتمويل قطري سخي بتأسيس ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كذراع لجماعة الإخوان الإرهابية.

أحد القطريين قال ساخراً: لإيران مرشدها الأعلى علي خامنئي، ولنا مرشدنا الأعلى يوسف القرضاوي، وكلاهما منحدر من الجماعة الإرهابية، فالفكر الإخواني الذي تأثر به الخميني في سيطرته على حكم إيران، هو ذاته الذي يحكم الدوحة اليوم.

Email