أخطأت يا نزار

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول نزار قباني، إن «من يشعل النيران يطفيها»، ولكن ماذا لو كان مشعل النيران أحمق، ويرغب أن تمتد ألسنة اللهب في كل مكان، ويبذل كل ما لديه أن تتوسع وتنتشر الحرائق لتأكل الأخضر واليابس؟

كم دفعت قطر لإشعال النار في مصر العروبة، وتسليمها لزمرة الإخوان المرتزقة، يأتمرون بأمر المرشد الذي يعبد صنماً يقبع في حضن قطر، ويتبع منهجاً وكتاباً آخر أعدّه زعيم الشياطين المجوسي الصهيوني، يوسف القرضاوي؟

هل يعلم الناس أن نظام الحمدين في قطر، احتفل بإشعال النار في مصر وتدميرها، وظنّ أن نيرانه قد جعلت من مصر صعيداً زلقاً، وأرضاً جرزاً بوراً، ثم دفع بمليارات الريالات القطرية لفوز محمد مرسي الخائن، ولتصبح مصر العظيمة، كما توهموا، مجرد قطعة خردة صغيرة في جيب الحمدين؟

هل يعلم الناس كيف أشعلت قطر النار في ليبيا، وبلغت وقاحة تنظيم الحمدين، الاحتفال برفع العلم القطري في منصاتها وساحاتها وقصورها، والنار تأكل جنباتها، والحرائق تستعر في مدنها وطرقاتها وبيوتها؟

هل يعلم الناس عن تآمر تنظيم الحمدين في اليمن، مع إيران والحوثيين، في القاعات المغلقة لإشعال الفتنة في اليمن، التي تحولت إلى كرة من النار تتعاظم يوماً بعد يوم، حتى وصلت حدود السعودية المباركة، وجلبت الدمار والويلات لشعب اليمن والجنوب العربي؟

ماذا يعرف الناس عن الأفلام المزورة المفبركة التي تم تصويرها في ليبيا، على أنها في سوريا، لإشعال الثورة فيها وبثها عبر قناة الجزيرة بشكل يومي، لتأجيج النيران في سوريا، ثم دعم الإرهاب بشكل مباشر فيها، ومدّهم بالمال والسلاح، من أجل أن تمر خطوط الغاز القطري في سوريا إلى البحر المتوسط وأوروبا؟

هل يعلم الناس أن المجتمع الدولي لم يتقدم أحد منهم ويتبرع لإطفاء نار واحدة أشعلتها قطر، بل راحت أميركا وأوروبا تصفق لنيران الإخوان القطرية في مصر وليبيا وسوريا، لما يخدم ذلك مصالحهم الاستراتيجية، وبقيت النار تتعالى حتى بلغ دخانها مطلع الشمس ومغربها؟

من يعلم من الناس أن وريث الحكمة، هامة المجد، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رمز الإمارات، تقدم كالقابض على الجمر، ومعه قيادة وحكومة الإمارات، وخلفه جنود الإمارات البواسل وشعبها المعطاء، لإطفاء النيران في مصر وليبيا واليمن وسوريا، ومحاربة الإرهاب في كل بقعة أشعلت فيها قطر النار، ولم يغمض له جفن ليطمئن على مصر وليبيا والسعودية والجنوب العربي في اليمن، وأنه ما زال صامداً، لإطفاء النار في شمالي اليمن وسوريا؟

الإمارات لم تسارع لإطفاء النيران التي أشعلتها قطر هنا وهناك، وحسب الحقيقة والواقع، وليس حسب ما يروجه جهاز الأكاذيب القطري، رغبة في مصلحة أو منفعة، بل بالدافع نفسه الذي خطّه، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في حماية الأمة من الأخطار، ووأد الفتنة فيها، ودفعها للتقدم والازدهار، والانشغال بمنافسة العالم في حجز مقعد للمستقبل، عالم يسوده الأمن والسلام.

أخطأت يا نزار، فليس كل من يشعل النيران يطفيها، فأحياناً يصيب مشعل النار الهوس والجنون والمجون، وتأخذه العزة بالإثم، فيزيد اشتعال النيران، وأين للأمة بزعيم مثل الشيخ محمد بن زايد، يتقدم بقلبه العروبي الأصيل ليطفئ النار التي يشعلها الحمقى الإرهابيون!

Email