حاجة للاعتراف

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتفل العالم في العاشر من أكتوبر كل عام، باليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يأتي هذا العام تحت شعار «الإسعافات النفسية الأولية». وفي هذا المضمار أطلقت العديد من الجهات ومقدمي الخدمات الصحية بالدولة، برامج وأنشطة متخصصة للمساعدة في نشر هذه الرسالة وتوعية الناس بشأن أهمية الصحة النفسية.

من هذا المنطلق فأنا التزم وأتعهد كفرد مواطن بأن أكون جزءاً من هذه الحملات التي أرى أن هناك حاجة كبيرة إليها، وخصوصاً إذا ما عرفنا أن انخفاض مستويات الاعتراف بالاضطرابات النفسية الشائعة يُفضي إلى خسائر اقتصادية تتجاوز قيمتها تريليون دولار أميركي كل عام.

وأود أن أشير إلى أن نموذج تقديم الرعاية الصحية النفسية يؤثر بصورة كبيرة على البيئة التي يتم من خلالها تقديم هذه الرعاية. فغالباً ما يتم تقديم العلاج في الوقت الحالي في المستشفى بدلاً من تقديمه من خلال المشاركة المجتمعية، وهو ما سأسعى إلى العمل على تطبيقه ضمن مشروعي ومسؤوليتي الاجتماعية. فنحن كشعب إماراتي له تقاليد راسخة تركز على مفهوم الأسرة والمجتمع المتماسك. وبالتالي فإننا نلجأ إلى أفراد أسرتنا عندما نحتاج إلى المساعدة.

فالمشكلات النفسية مثل القلق والاكتئاب هي مشكلات شائعة ولكن هل تعرف كيف تكتشف أعراضها إذا ظهرت على أحد أفراد أسرتك؟ ومن خلال تثقيف وتوعية أنفسنا بشأن الأمراض النفسية والأعراض التي نبحث عنها، يمكننا أن نساعد في العناية بصحة أهلنا والمقربين منا بواسطة تقديم الدعم والعلاج.

ولأنني عضو في زمالة صحافة «روزالين كارتر» أسعى لمشاركة نشطة في تبني تعزيز مفهوم الصحة النفسية في مجتمع الإمارات، فإنه من المهم بالنسبة لي على وجه الخصوص أن أقدم الدعم للمبادرات والحملات التي ستعمل على تحسين صور الصحة النفسية في المجتمع ككل. وقد كان وضع الإستراتيجية الوطنية خطوة كبيرة للإمام لكونه سيساهم في حدوث تحول جذري في نهج التعامل مع الرعاية الصحية النفسية من داخل الأسرة وداخل مجتمعنا عموماً.

والآن فإن الأمر متروك لنا جميعاً لكي نجعل من تلك الإستراتيجية واقعاً ملموساً من خلال العمل معاً وإعادة النظر في مواقفنا تجاه الصحة النفسية سواء على شكل خدمات مؤسسية أو أهلية في البيت أو عبر تعليم أطفالنا الصغار أو في داخل بيئة العمل أو البيئات الخارجية حتى. كما أنه وفي نفس الوقت، فإنني أتمنى أن تتغير أيضاً مواقف الناس تجاه الأمراض النفسية لخلق بيئة يمكن فيها للجميع الحصول على الرعاية التي يحتاجونها بدون خوف أو قلق من وصمة العار، ولكن سيحدث ذلك فقط عندما يتعهد كل واحد منا في تبني نهج «يبدأ معك».

Email